الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أكتوبر 2021 09:28
للمشاركة:

التوتر بين إيران و أذربيجان.. هل ستقف تركيا على الحياد؟

شكلت المناورات الأخيرة بين تركيا وأذربيجان وباكستان والتي حملت إسم "الأخوة الثلاثة" في بحر قزوين نقطة خلاف شديدة بين أذربيجان من جهة وإيران من جهة أخرى، وانعسكت أثارها على العلاقات بين البلدين.

إيران اعتبرت أن المناورات بين البلدان الثلاثة بمثابة تهديد لأمنها القومي، وهو الموقف الذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية  سعيد خطيب زاده. وفي ردها على مناورات “الأخوة الثلاثة”، نفذت إيران خلال الأيام الماضية مناورات عسكرية حملت إسم “فاتحو خيبر” بمشاركة القوات المسلحة الأرمينية على الحدود مع أذربيجان، الأمر الذي استنكره الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في مُقابلة تليفزيونية.

في هذا السياق، قالت صحيفة “خبر تورك” التركية أن تركيا وأذربيجان يعتزمان تنفيذ مناورات عسكرية تحت مسمى “الأخُوَة الوطيدة 2021” وستجري تلك المُناورات بين 5-8 أكتوبر الجاري في باكو.

وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن هناك تطورات كانت السبب في زيادة التوتر بين أذربيجان وإيران:

  • التطور الأول: قيام أذربيجان بتوقيف بعض الشاحنات الإيرانية التي لم تحصل على إذن مرور، ولم تسمح لها بنقل بالعبور ونقل الوقود إلى قره باغ.
  • التطور الثاني: وهو احتجاز عدد من سائقي الشاحنات الإيرانية.
  • التطور الثالث: مواصلة إيران تقديم الدعم للمناطق التي لم يتم التوصل لحل بشأنها في قره باغ، وما زالت تحت سيطرة أرمينيا، وتلك الإمدادات الإيرانية تُعتبر مورد هام بالنسبة للمناطق التي مازالت تحت السيطرة الأرمينية.

 الصحيفة التركية قالت إنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، لأول مرة تُجري إيران مناورات بالقرب من الحدود الأذربيجانية، وأن هذا التوتر بين البلدين له تأثيراته وانعكاساته بالنسبة لتركيا مشيرة أنه ليس من قبيل الصدفة أن تأتي هذه المناورات الإيرانية، بعد المناورات الأخيرة التي قامت بها تركيا وباكستان وأذربيجان في باكو في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن أذربيجان يتواجد فيها ثلاث قوى عسكرية هي تركيا وروسيا وإسرائيل، وأن الإنفاق العسكري الأذربيجاني منذ عام 2009 تجاوز 20 مليار دولار، كما أن عام 2019 شهد فقط 13 مناورة عسكرية بين أنقرة وباكو، وأنهُ عند الأخذ بعين الاعتبار تكنولوجيا الطائرات المسيرة المُسلحة فإن قلق أذربيجان بشأن المخاوف الأمنية قد انتقل إلى مستوى دائم.

وأكد التقرير أنهُ بعد انتهاء الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم كارابغ لصالح أذربيجان التي أعادت أجزاءً من الإقليم المُتنازع عليه، فإن بعض المشاريع وفرص الاستثمار هناك فَقدت قيمتها على الحدود الإيرانية- الأرمينية مشيرًا أن إيران لا تريد الممر الذي تم الاتفاق عليه بين أذربيجان وأرمينيا برعاية روسية، حيث أعطى الاتفاق المذكور لأذربيجان إمكانية الوصول البري إلى ناختشيفان عبر ممر من الأراضي الأرمينية، خوفًا من أنها ستفقد مساحتها التي تسيطر عليها في الميدان.

كما ألمحت “خبر تورك” إلى تصريحات قائد القوات البرية الإيرانية كيومرس حيدري التي زعم فيها “أن أذربيجان جلبت عناصر من تنظيم داعش خلال الحرب في إقليم قره باغ خلال العام الماضي، وأنهم قلقون بهذا الشأن، مطالبًا بمغادرتهم المنطقة”، وهو ما اعتبرته “كذبة أرمينية إيرانية بهدف جلب التدخل الدولي في حرب قره باغ في ذلك الوقت، وأضافت أن “إيران تسعى مرة أخرى للضغط على أذربيجان وتركيا بهذه الطريقة”.

وختمت الصحيفة بالقول إن إيران لن تجرؤ على استهداف أذربيجان بشكل علني وأن هذا الاحتمال غير وارد بل ويتعارض مع المصالح الإيرانية، وأن طهران في حال أقدمت على أي عمل (تجاه أذربيجان) فهي تعلم أن باكو لن تكون بمفردها.

من جانبها، قالت صحيفة “حرييت” التركية إن إيران شرعت في إجراءاتها الإستفزازية خلال الفترة الأخيرة بالتعاون مع أرمينيا وذلك عن طريق إرسال المساعدات للأرمن الموجودين في قره باغ، وأن السبب الرئيس الذي يقف خلف الغضب الإيراني هو زيادة إجراءات الأمن والمتابعة للجيش الأذربيجاني على الشاحنات الإيرانية بالتعاون مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها أن السبب الرئيس وراء هذا التوتر الإيراني الأذربيجاني الأخير يرجع إلى ردة الفعل السريعة التي أبدتها أذربيجان بالتعاون مع إسرائيل تجاه الشاحنات الإيرانية التي أرادت المرور من الأراضي الأذربيجانية المُحررة عبر طريق كابان-جوريس.

وتم التصدي لتلك الشاحنات التي أردات المرور من قِبل القوات المُسلحة الأذربيجانية وتوقيفها واعتقال سائقي تلك الشاحنات وعلى أثر تلك الإجراءات شرعت إيران في المناورات العسكرية.

واتهمت الصحيفة إيران بأنها طيلة فترة الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كراباغ وقفت بجانب أرمينيا وكانت الدعم الإيراني مستمر لأرمينيا ولم يتوقف، وهو ما سبب، وفق قولها إشكالية حقيقية بين البلدين عقب انتهاء الحرب بين باكو وأريفان، لافتة إلى طهران أعادت علاقاتها مع باكو بعد الانتصار الذي حققتهُ أذربيجان في الحرب.

وأرجع التقرير الانزعاج الإيراني إلى سيطرة القوات الأذربيجانية على ممر لاتشين، والذي كانت تُسيطر عليه قبل ذلك قوات حفظ السلام الروسية، إذا أن باكو من خلال هذه السيطرة على الممر تستطيع تفتيش كافة الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى المناطق الأرمينية في كراباغ.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: