الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 أكتوبر 2021 20:12
للمشاركة:

“رمز لبلادي في المهجر”.. المغنية الإيرانية كوكوش تستذكر رحلتها بعد الثورة الإسلامية

تطلق المغنية الإيرانية كوكوش، واسمها الحقيقي فائقه آتشین، ألبومها الجديد باللغة الفارسية، في جولة تقوم فيها في 2 تشرين الأول/ أكتوبر في العاصمة الأميركية واشنطن.

ويأتي إطلاق هذا الألبوم بمناسبة مرور 21 عامًا على مغادرتها إيران عام 2000، بعد أن توقفت عن الغناء في بلدها عقب انتصار الثورة الإسلامية.

وحول غنائها باللغة الفارسية، تعتبر كوكوش في مقابلة مع موقع “npr” قبيل انطلاق جولتها، أن السبب في ذلك هو إيصال صوتها إلى جيل الشباب، إضافة لحبها لوطنها.

بالنسبة لها، فهي تمثّل “رمزًا لبلدها في المهجر”، وتقول: “الأطفال يكبرون خارج البلاد على أنهم غير إيرانيين، لكنني أحاول تذكيرهم بهويتهم. إن الجيل الأصغر من الإيرانيين، الذين أُجبر آباؤهم على العيش خارج إيران، ينسون لغتهم. والأغاني الجديدة ستساعدهم على استذكار هذه اللغة”.

ولدت فائقه آتشین في طهران عام 1950، وبدأت بالغناء عندما كانت في الثالثة من عمرها مع والدها، الذي كان يعمل بهلوانًا في ملهى ليلي. بدأت الغناء بتقليد أغاني مشاهير الفنانين.

عندما لاحظ والدها أن لدها موهبة الغناء، جعلها تغني أمام الناس. في التاسعة من عمرها، ظهرت لأول مرة في فيلم عام 1959 بعنوان “الخوف والأمل”. في أحد المشاهد، كانت تعزف على آلة موسيقية، وتغني أغنية “جوني غيتار” لبيغي لي.

وخلال نشأتها في سن المراهقة في طهران، سمعت كوكوش كل موسيقى البوب الغربية. وتعتبر أن الموسيقى الغربية كان لها تأثير كبير على مسار حياتها المهنية.
تشرح قائلة: “لهذا اخترت الطريقة التي أريد أن أغني بها. لم تكن تقليدية، لم تكن أغاني قديمة. كنت أعرف أنني أريد أن أكون مختلفة”.

انطلقت مسيرتها المهنية في أوائل السبعينيات من القرن الماضي بأغاني مثل “غريب أشينا” أو “الغريب المألوف” ، التي تقول كلمات أغانيها:

أيها الغريب المألوف، أنا أحبك
تعال خذني معك إلى مدينة الحكايات
أمسك يدي بين يديك

في منتصف السبعينيات، سجلت كوكوش الأغنية الرئيسية لمسلسل تلفزيوني إيراني شهير يسمى “طلاق”، وتقول كلماتها بالفارسية:

اسمعني يا رفيقي في السفر،
سافرنا معًا في طريق العذاب،
معًا بكينا خلال هذه الرحلة.
عانينا في صمت بكائنا.
لقد صنعنا قصة من مرور الوقت المرير.

لكن مسيرتها المهنية توقفت عام 1979، عندما أطاحت الثورة الإسلامية بشاه إيران. خلال ذلك الوقت، كانت كوكوش في لوس أنجلوس.

تتذكر قائلة: “بعد بضعة أشهر، اضطررت إلى العودة إلى بلدي، لأنني لم أستطع البقاء هنا. لم يكن لدي أي شيء في أميركا، ولم أستطع العمل”. عادت كوكوش إلى إيران، حيث أجبرتها الحكومة على التوقف عن الغناء.

مُنعت من المشاركة في أي نوع من التجمعات العامة، وتقول: “لقد حاولوا محو اسمي وموقعي وأغنياتي، لكنهم لم يستطعوا فعل ذلك”.

في تموز/ يوليو عام 2000، منحتها الحكومة الإذن بزيارة عائلتها في لوس أنجلوس وغادرت. كانت محطتها الأولى في تورونتو، حيث انتظر 18000 معجب عودتها بأذرع مفتوحة.

استذكرت ذكريات ذلك اليوم عندما عادت إلى المسرح، قائلة: “كنت عاجزة عن الكلام، ثم شعرت بالخوف. لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني الغناء أمام هؤلاء الأشخاص”.

يقول عازف البيانو توماس لودرديل، والذي يتعاون مع كوكوش في ألبومها المقبل: في العالم يوجد بعض المغنين أمثال فيروز، إيديث بياف، شافيلا فارغاس، وهم يمثلون الناس وهم صوتهم. هم يتجاوزون السياسة والدين وكل شيء”.

عندما سُئلت عما إذا كانت تأمل أن تتغير الأمور في إيران، لجأت كوكوش إلى الأحداث الأخيرة في أفغانستان. مع هذا الموقف الذي اتخذته أميركا في أفغانستان، سيكون من الصعب أن تتغير الأوضاع في إيران. وتقول: “إن ما يحدث الآن في أفغانستان هو ما حدث لإيران عام 1979”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع الإذاعة الوطنية العامة الأميركية “إن بي أر“.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: