الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 أكتوبر 2021 12:57
للمشاركة:

هل تعرقل منشأة “كرج” النووية الطريق إلى فيينا؟

من جنيف إلى فيينا، شهدت المفاوضات الإيرانية مع القوى العظمى (٥+١) في مجال ملفها النووي محطات كثيرة. إلى أن وصلت لذروتها عام 2015 بتوقيع الاتفاق النووي. لكن الوقت الذي استغرقه هذا الاتفاق في التنفس لم يدم طويلا، حيث وجد نفسه بين عشية وضحاها على حافة الهاوية عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه.

وبرغم العقوبات الأميركية المتتالية على طهران منذ ذلك الوقت وما تبعها من تصعيد نووي إيراني، إلا أن الاتفاق لم يسقط، بل إن محاولات إحياءه دخلت في مسار عملي بحلول جو بايدن بدلًا من دونالد ترامب في البيت الأبيض، وعادت العاصمة النمساوية فيينا لتشهد مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة و “الجمهورية الإسلامية”، قبل أن تتوقف بالتزامن مع بدء الأخيرة مرحلة انتقال السلطة من الرئيس السابق حسن روحاني إلى الرئيس إبراهيم رئيسي.

الآن، وبعد مرور قرابة الشهرين على تسلم رئيسي لمهامه رسميًا، بات السؤال المطروح جديًا هل لا يزال موعد العودة لفيينا “قريبًا” وفق ما أفاد بذلك وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان، لا سيما في ظل أزمة اندلعت مؤخرًا بين طهران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية الرفض الإيراني لأن تكون منشأة “كرج” لتصنيع معدات أجهزة الطرد المركزي جزءًا من من اتفاق أُبرم مدير عام الوكالة يقضي باستبدال بطاقات الذاكرة في كاميرات المراقبة المنصوبة في المنشأت النووية.

حسابات مختلفة

لطالما اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها “تتعامل معها انطلاقا مع اعتبارات سياسية، إذ أنها تختلق وتجير قضايا فنية لخدمة تلك الاعتبارات”. وعليه، فإن قراءتها لأزمة منشأة “كرج” مع الوكالة الدولية لا تنفصل عن قراءتها للمفاوضات النووية، سواءً فيما يتعلق بالدوافع أو التوقيت أو الأثر الذي من الممكن أن تتركه تلك الأزمة على طاولة المفاوضات المنتظرة.

تتفق الآراء الأصولية والإصلاحية في إيران على أن أزمة “كرج” ما هي إلا محاولة ضغط من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنها تختلف على السبب الذي قاد إليها الذي أتى بهذه النتيجة. “صبح نو” الأصولية قالت إن “موقف إيران المقتدر جعل الوكالة تلجأ للضغط كي تحصل على تنازلات من الجانب الإيراني”. فيما حمّل محلل القضايا الدولية علي بيغدلي في حواره مع صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، مسؤولية ما حدث إلى “مماطلة حكومة رئيسي بالعودة إلى المفاوضات”.
بدوره، المحلل السياسي عبد الرضا فرجي راد رأى أن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية اصطنعت أزمة كرج بتنسيق مع الجانب الغربي من المفاوضات للضغط على إيران حتى تشعر بأن الغرب يخطط للحصول على امتيازات أكثر من خلال المفاوضات وتعود أسرع للمفاوضات”. مذكرًا بأن “بعض المسئولين الإيرانيين تحدثوا عن أن توقف المفاوضات سيستمر إلى ثلاثة أو أربعة أشهر”، وهذا ما جعل الغرب، وفق قوله يخاف من قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بالقدر الذي تشاء.قبل استئناف المفاوضات.

أما فيما يتعلق بالتداعيات التي من الممكن أن تتركها الأزمة الأخيرة على محتوى التفاوض، فتوقعت وكالة “نور نيوز” المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن “ينعكس هذا السلوك من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والأطراف الغربية المنضوية في المفاوضات، والذي جاء دون مبرر قانوني أو تقني، بالتأكيد سلبًا على حسابات إيران في تقييم الوضع الحالي للمفاوضات”. وبالمثل فإن استمرار تعاطي طهران بهذا الشكل مع الوكالة الدولية كما حدث في مشكلة منشأة “كرج”، سؤثر بحسب ترجيح بيغدلي سلبًا على المفاوضات، إذا أنه من الممكن أن يقود إلى قيام مجلس محافظي الوكالة قرار بإصدار قرار ينتقد إيران ويحول ملفها النووي إلى مجلس الأمن”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: