الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 أكتوبر 2021 18:31
للمشاركة:

وسط تصاعد التوترات بين البلدين.. إيران تجري مناورات عسكرية كبرى على حدود أذربيجان

تتصاعد التوترات بين الجارتين إيران وأذربيجان بشكل ملحوظ وسط إجراءات تصعيدية من الطرفين كان آخرها إجراء إيران لمناورة عسكرية على حدود أذربيجان بعد تصريحات مثيرة للرئيس الأذربيجاني الهام علييف خلال مقابلة له وكالة "الأناضول" التركية مؤخرًا.

الجيش الإيراني أطلق الجمعة 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، مناورات “فاتحو خيبر” البرية شمال غربي البلاد بمشاركة عدة ألوية وسلاح المسيرات والمدافع وقوات قتالية، حيث جاءت هذه المناورة بعد أيام من تناقل وسائل إعلام إيرانية أخبار عن مناورات أخرى أجراها الحرس الثوري الإيراني في تلك المنطقة.

وأفاد إعلام الجيش الإيراني أن لواءي 216 و316 المدرعين، ولواء 25، ووحدة 11 للمدفعية، ومجموعة المسيرات، ووحدة 433 للهندسة القتالية، تشارك في المناورات بإسناد جوي من مروحيات.

وقام سلاح المسيرات بعمليات استطلاع في المنطقة، فيما باشر لواء 25 بعمليات إنزال جوي للقوات، قبل أن تقصف وحدة المدفعية أهداف العدو المفترض.

وذكر الجيش الإيراني أن قائد قواته البرية العميد كيومرث حيدري، حضر إطلاق المناورات برفقة قادة من الأركان العامة للقوات المسلحة.

وفي تصريحات للتلفزيون الإيراني، قال حيدري إن الجيش سيزيح الستار في المناورات عن “مسيرات ذات قدرة عالية في إصابة الأهداف بدقة والتحليق لمسافات بعيدة”، وسلاحين ضد المدرعات ومنظمات الحرب الإلكترونية.

وعن أهداف مناورة “فاتحو خيبر”، أكد حيدري أنها “تهدف بشكل رئيسي لاختبار الأسلحة الجديدة، كما أن لها حساسية خاصة بسبب تواجد عناصر من الكيان الصهيوني ومن تنظيم داعش بشكل مخفي في الدول المحيطة لتلك المنطقة”، مضيفًا أن “الرسالة التي تريد إيران إيصالها عبر هذه المناورات أن العناصر الصهيونية والإرهابية ليس لها مكان في هذه المنطقة وأن نظام الجمهورية الإسلامية سيواجه بشكل جاد هذه العناصر أينما وجدها”.

بالتوازي مع ذلك، هدّد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، أعداء إيران من القيام بمغامرات ضد بلاده، متوعدًا بأن “هذه المغامرات لن تؤدي إلا إلى تدميرهم”.

وفي وقت سابق، أوضح قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور أن “الحكومات المجاورة لإيران تعرف أكثر من أي شخص أخر أسباب إجراء تلك المناورات العسكرية”، مشيرًا إلى أن “إحدى استراتجيات الجمهورية الإسلامية تتمثل حاليًا في منع التغيير في حدود الدول المجاورة لها”، وتابع مشدّدًا على أن “أي تغيير جيوسياسي في المنطقة هو خط أحمر بالنسبة لإيران، لأنه يضر بأمنها الداخلي”.

إلى ذلك، وفي الوقت الذي تقام فيه المناورات طمأن السفير الإيراني لدى أذربيجان عباس موسوي أن “بلاده لديها احترام خاص لجميع اليهود والمسيحيين وأتباع الديانات السماوية الأخرى”، مضيفًا أننا “على يقين من أن جمهورية أذربيجان ودولة فلسطين ستظلان دولتين إسلاميتين إلى الأبد ولن تتحقق أحلام الصهاينة في هذه المنطقة”.

وكشف موسوي في حديث لوكالة “ارنا”الرسمية عن قيام أربعة أشخاص بالاعتداء على السفارة التي يمثلها في باكو، مؤكدًا أن “وزارة الداخلية الأذربيجانية قامة باعتقال المعتدين”، كما وعد بأن “تبقي السفارة متابعتها للأمر حتى يتم معاقبة المعتدين”.

من جانبه، دعا النائب في البرلمان الإيراني محسن دهنوي “مسؤولي أذربيجان الصغيرة أن يرجعوا إلى رشدهم بدلًا من اللعب بذيل الأسد”، محذرًا من أن بلاده “سيتعين عليها اتخاذ الإجراء المناسب إن لم يستجيبو لهذه الدعوة”.

في السياق ذاته، وضع مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية محمد حسيني، “مناورات فاتحو خيبر في سياق رسائل التحذير لإسرائيل إذا ما حاولت ارتكاب أي خطأ بالقرب من حدود الجمهورية الإسلامية”.

الجديرة ذكره، أن الجيش الإيراني يعلن عن المكان الدقيق للمناورات، مكتفيًا بالإشارة إلى أنها تجري في “المنطقة العامة في شمال غربي البلاد”، لكن جملة معطيات ترجح أن المناورات تجري على الحدود مع دولة أذربيجان، بسبب التوترات الحاصلة مؤخرًا بين البلدين. والتي تصاعدت بعد اعتقال أذربيجان لعدد من  السائقين الإيرانيين ومنع دخول بعض الشاحنات والمطالبة بتحصيل ضرائب على الحمولات الإيرانية المتجهة لأرمينيا عبر المناطق التي سيطرت عليها أذربيجان بعد الحرب التي جرت العام الماضي في إقليم ناغورنو كارباخ مع أرمينيا.

مرد القلق الإيراني من هذه الخطوة يكمن في الخشية من تخطيط أذربيجان بدعم تركي، للسيطرة على شريط حدودي في محافظة ستونيك الأرمينية على الحدود مع إيران، والذي سيؤدي إلى إنهاء الحدود الإيرانية المشتركة مع دولة أرمينيا، وبحسب المراقبين الإيرانيين فإن الخطوة المذكورة من شأنها خلق تداعيات جيو-سياسية عدة، أبرزها حرمان إيران من طريق بديل للوصول إلى أوروبا عبر جورجيا والبحر الأسود، الأمر الذي سيجعل طريق تركيا الممر البري الوحيد أمامها للوصول إلى الأرض الأوروبية، وهذا بدوره سيمنح أنقرة ورقة ضغط على طهران، فضلًا عن أنه سيفقدها القدرة على التأثير في معادلات جنوب القوقاز.

يشار إلى أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، انتقد بالتزامن مع الحشودات العسكرية الإيرانية في المناطق الحدودية مع بلاده، عبور شاحنات إيرانية إلى كاراباخ عبر ممر لاتشين نحو منطقة خانكندي، واصفاً العبور بأنه “غير قانوني”، فضلاً عن إبداءه الاستغراب إزء تلك المناورات، حيث قال إن “هذا حدث عجيب للغاية، لأن مثل هذه الخطوة لم تحدث خلال ثلاثين عاماً من استقلال أذربيجيان. طبعاً، أي بلد يمكنه إجراء مناورات عسكرية داخل أراضيه وهذا حق سيادي له. لكن السؤال هنا: لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟ هذه أسئلة شعب أذربيجان وليست أسئلتي. فالأذريون في أنحاء العالم يتساءلون عن ذلك”. وتابع علييف أن “السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تنفذ هذه التمرينات خلال فترة الاحتلال؟… لماذا تجرى بعد تحرير هذه الأراضي وإنهاء ثلاثين عاماً من الأسر والاحتلال؟ هذه أسئلة مشروعة”.

وكانت الخارجية الأذربيجانية، قد استدعت خلال الشهر الماضي، السفير الإيراني في باكو عباس موسوي، مسلمة إياه مذكرة احتجاج على دخول شاحنات إيرانية إلى كاراباخ من دون إذن رسمي، متجهة نحو أرمينيا، فضلاً عن قيام السلطات الأذربيجانية باعتقال سائقين إيرانيين.

أما عن عبور الشاحنات الإيرانية إلى كاراباخ، فقال علييف إنه “غير قانوني وحدث مراراً خلال فترة الاحتلال”، في إشارة إلى الاحتلال الأرميني لهذه المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده أبدت اعتراضها على ذلك للجانب الإيراني عبر قنوات مختلفة.

الجانب الإيراني، انتقد على لسان وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان تصريحات علييف، وتصرفات قوات حرس الجمهورية الأذربيجانية مع سائقي الشاحنات الإيرانية، واعتقال اثنين منهم، واصفًا إياها بالـ “غير لائقة”، وأكد عبد اللهيان في ذلك الموقف الذي صدر عشية بدء مناورات الجيش الإيراني أن “إجراء المناورات العسكرية للدول داخل أراضيها يأتي في إطار ممارسة الحقوق السيادية الوطنية”. وبعد التنويه إلى “التحركات الإسرائيلية على الحدود الإيرانية الأذربيجانية المشتركة، حذر عبداللهيان من أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحمل حضور ونشاط الكيان الصهيوني ضد أمنها القومي، وستفعل ما يلزم ردا على هذا الصعيد”.

يذكر أن عضو البرلمان الأذربيجاني المام محمدوف، قال في حديث له مع صحيفة يني شفق اليومية التركية بـ “الإبادة ومسحها من الخريطة”، مضيفًا أن “الإيرانيين يقولون لنا ألا نلعب بذيل الأسد!، لكن إذا كان لديهم ذيل، فسوف نقطعه”، هذه التصريحات رد عليها إمام صلاة الجمعة في أردبيل الإيرانية حسن عاملي بالقول إن “السفير الإسرائيلي في باكو ينبغي أن يعطي مكافأة جيدة لعضو برلمان هذا البلد.”، محذرًا جيران إيران من ممارسة الأكاذيب ردًا على المحاولات الأخيرة من قبل البعض لخلق انقسام عرقي، وحث المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران على إجراء مناورة عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب إيران.

كذلك، علق النائب البرلماني الإيراني والي اسماعيل على تصريحات نظيره الأذربيجاني، مغردًا على تويتر إن “عضو البرلمان الأذربيجاني عليه أن يدرك أن هذه هي إيران التي حاربت أسودها 8 سنوات.  وقدمت  300 ألف شهيد، ولم يعطوا شبرًا واحدًا من تراب الوطن، وفقًا لتاريخنا، لقد أكلنا التراب لكننا لم نتخل عنه.”، مهدداً أن “اللعب بذيل الأسد له عواقب لا يمكن تعويضها”

https://www.instagram.com/p/CUZeSizthIa/
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: