الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 سبتمبر 2021 12:03
للمشاركة:

إيران: في ظل استمرار العقوبات.. لا رقابة على البرنامج النووي خارج اتفاق الضمانات

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن سلوك ومواقف الوكالة الدولية للطاقة الدولية تجاه بلاده خاطئة، مشدّدًا في مقابلة مع وكالة "سبونتيك" الروسية، على ضرورة أن لا تكون الوكالة الدولية بصفتها منظمة مستقلة ودولية لعبة في "الجماعات الإرهابية".

وأضاف اسلامي، الذي وصل الثلاثاء 28أيلول/ سبتمبر إلى موسكو للقاء المسؤولين النوويين الروس، أن “طهران فيما يخص مستوى تخصيب اليورانيوم تلتزم بالضمانات والقانون الدولي المنصوص عليه وفق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”، لافتًا إلى أن “البرنامج النووي الإيراني برنامج سلمي وحدود التخصيب توافقة مع السقف الذي يؤهلها لتنفيذ المشاريع السلمية”، وتابع في هذا الإطار مشيرًا إلى أن “إيران كونها دولة إسلامية تلتزم كذلك بواجبها في عدم نشر الأسلحة النووية، انطلاقًا من توجيهات القائد الأعلى علي خامنئي، وهذا الموضوع بغض النظر عن القانون هو واجب التنفيذ”.

وبشأن المواقف الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية على إثر منع طهران لها من الوصول إلى كاميرات المراقبة في منشأة لتصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، غرب طهران، نفى إسلامي أن “يكون هناك خلاف كبير مع الوكالة الدولية في هذا الموضوع”، موضحًا أن “الموقع المذكور تم تدميره على إثر حادث إرهابي، ولم تندد الوكالة الدولية بهذا العامل، ويجري حاليًا إعادة بناء المركز، ومتابعة ملف الاعتداء عند الجهات المختصة في البلاد”، وتابع بأن “المنظمة التي يرأسها أكدت في طهران وفيينا، وفي البيان المشترك، أنه تم تغيير بطاقات الذاكرة الخاصة بالكاميرات المحددة، ولأن الوكالة الدولية لم تندد بالاعتداء، فقد تم بكل أسف تقييد وصولها إلى هناك، لأن هذا السلوك من قبلها يشكل نوع من التحريض الإرهابي”.

كذلك، أبدى إسلامي أسفه من طريقة التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياها بـ “الانتفائية والتمييزية”، وأرجع ذلك إلى “العداوة التي تكنها تلك الأطراف للجمهورية الإسلامية”، منوهًا إلى أن “بلاده مارست حتى الآن ضبط النفس وتصرفت بحسن نية من أجل بناء الثقة، لكنها ترفض هذا السلوك غير القانوني في التعاطي معها”.

وأوضح إسلامي أن “الوكالة الدولية ليس لديها مشكلة في المراقبة على المنشآت النووية الإيراني وفق اتفاق الضمانات”، ذاكرًا أن هناك نوع أخر من الكاميرات تم تركيبه من الوكالة بعد توقيع الاتفاق النووي، وهو الأمر الذي يستدعي وفق قوله التأكيد على أن “الاتفاق النووي عبارة عن صفقة ثنائية التنفيذ، خطوة من إيران وخطوة من الأطراف الأخرى (5+1)، إيران خفضت جزءًا من أنشتطها النووية بموجب الاتفاق، وأثبتت حسن نيتها، بسعيها إلى بناء الثقة من خلال قبولها طواعية بتنفيذ البروتكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، الأمر الذي استدعى تركيب هذه الكاميرات، وقد مر حوالي عامين ونصف ولم يف الطرف الأخر بالالتزامات المطلوبة منه على صعيد رفع كل العقوبات المذكورة في الاتفاق النووي، وتسهيل وصول إيران للتكنولوجيا والمواد المحددة في الاتفاق، بل إنهم كذلك يفرضون عقوبات جديدة قاسية ولا إنسانية”. وعليه خاطب اسلامي الوكالة الدولية بالقول “ماهو الإشراف الذي تريده خارج اتفاق الضمانات؟!، لقد تصرفت إيران بما يتوافق مع القانون”.

رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ذكّر بأن “بلاده قالت بصوت عال من البداية أن برنامجها النووي لا يتضمن خططًا عسكرية”، مبديًا أسفه لـ “تدمير عقول شعوب العالم بهذه الاتهامات المتكررة والمثيرة للاشمئزاز”. كما شدد اسلامي على أن الطاقة النووية حق لجميع الدول ويجب حظر الأسلحة النووية على جميع الدول، والمثير للدهشة، بحسب ما ماصرح أن الدولة التي تتابع ملف إيران النووي لديها أسلحتها النووية ولم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

وأكد إسلامي أن الشعب الإيراني لا يرحب بلغة القوة، مضيفًا أننا “تصرفنا بأمانة ولن تؤثر هذه الأعمال العدائية على الشعب الإيراني، إلا أنه يجب وقف المسار الخاطئ الذي سلكته الولايات المتحدة والأوربيين وعدم إلحاق المزيد من الضرر بمصالح الشعب الإيراني”.

وبالعودة إلى ملفات الخلاف القديمة بين إيران والوكالة الدولية، علق إسلامي على بيان الأخيرة بخصوص وجود جزئيات يوارنيوم في مواقع غير معلنة في إيران، حيث رأى أن “هذه إحدى قصص الجماعات الإرهابية والمناوئة للثورة والتي تعيش في الملاذ الآمن المهيئ لهم في أوروبا، فضلًا عن أنهم يتلقون دعمهم من هناك، ويزودون الوكالة الدولية بأخبار كاذبة”، معتبرًا أن “هذه القضايا نوقشت، وأغلقت في الاتفاق النووي”. وأشار المسؤول الإيراني إلى أن “هذه الأطراف تتهم إيران من خلال الحيل المغرية والورق وصور الأقمار الصناعية التي لا أساس لها، ودون أدلة، والنتيجة أن هذه السلوكيات واهية”، داعيًا أن “لاتكون الوكالة الدولية لعبة في يد تلك الجماعات الإرهابية”.

وحول قضايا التعاون الإيراني الروسي في مجال الطاقة النووية قال اسلامي: التعاون الإيراني الروسي في مجال محطة بوشهر للطاقة النووية ويشمل ثلاثة اجزاء. محطة توليد الكهرباء رقم 1، والتي هي في المدار ولها نشاط جيد”، كاشفًا عن وجود عقد جديد لبناء محطتين للطاقة قيد التنفيذ، إلى جانب إجراءه مفاوضات جيدة وفعالة مع نظرائه الروس.

ورد إسلامي على بيان صدر مؤخرا عن مسؤول أميركي سابق بشأن احتمال تزويد باكستان لطالبان بأسلحة نووية بالقول إن “الأمريكيين مسؤولون عن خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وأوصلوها إلى هذه الظروف”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: