الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 سبتمبر 2021 13:13
للمشاركة:

اعتقالات ومناورات وتهديدات.. ماذا يجري بين إيران وأذربيجان؟

علق الرئيس الأذربيجاني الهام علييف، على إجراء إيران مناورات عسكرية على الحدود بين البلدين، متسائلًا بالقول "لماذا تجري مثل هذه التدريبات الآن وعلى حدودنا؟".

وفي حديث له مع وكالة انباء “الأناضول” التركية، عبر علييف عن دهشته من إجراء تمرين عسكري إيراني بالقرب من نهر أراس (الحدودي بين البلدين)، وذلك بعد تفتيش شاحنات إيرانية تدخل البلاد، مشيراً الى ان هذا الحدث مفاجئ للغاية لأنه لم يحدث مثيله خلال الثلاثين عاما من استقلال أذربيجان.

الرئيس الأذربيجاني، أكد أن أي دولة يحق لها بالطبع أن تجري أي مناورات عسكرية تريدها على أراضيها. هذه هي سيادتها.  لكن السؤال لماذا الآن ولماذا على حدودنا؟، وتابع بالقول “هذه الأسئلة لا أطرحها أنا بل المجتمع الأذربيجاني. يسألها الأذربيجانيون في جميع أنحاء العالم”.

 وتابع علييف: “السؤال الذي يطرح نفسه أيضا لماذا لم تجر مثل هذه التدريبات خلال فترة الاحتلال، لماذا لم تجر إيران مناورة عسكرية بينما كان الأرمن في جبريل وزانجيلان وفضولي؟، لماذا هذه التدرييات بعد تحرير هذه الأراضي وانتهاء 30 عامًا من السبي والاحتلال؟”، معتقد أن ما سبق هي أسئلة مشروعة. وأردف أننا “لا نريد أن يحدث أي شيء من شأنه أن يضر بالتعاون طويل الأمد في المنطقة، أذربيجان أيضا مسؤولة جدا هنا، وآمل أن تكون ردود الفعل العاطفية الإيرانية على إجراءاتنا القانونية مؤقتة”.

وتطرق علييف إلى قضية سائقي الشاحنات اللذين اعتقلتهم أذربيجان، حيث أوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تتجه فيها شاحنات إيرانية إلى منطقة ناغورنو كاراباخ بشكل غير قانوني ، مضيفا أن “هذا الأمر حدث مرات عديدة أثناء الاحتلال، وقد عبرنا في حينه عن استيائنا من الجانب الإيراني عبر قنوات مختلفة، لكن هذه العملية استمرت بعد انتهاء الحرب، حيث أصبح ممر لاتشين أمام أعيننا، وقمنا برصد المنطقة من خلال الكاميرات والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وسجلنا وصول الشاحنات الإيرانية إلى هناك.  لهذا السبب ، في يوليو/ تميز، أمرت موظفي مكتب الرئاسة بالتحدث مع السفير الإيراني في أذربيجان، لأننا أردنا حل هذه المسألة وديًا ووقف العملية، إلا أن استمرار هذه العملية لا يحترمنا ولا يحترم وحدة أراضي أذربيجان وكان يجب إيقافها”.

 وذكر الرئيس الاذربيجاني أنه “في البداية أثيرت القضية في الصحافة، ولكن ماذا فعلوا؟، حاولوا لصق لوحات أرقام أرمينية على شاحنات إيرانية.  في الواقع، أرادوا خداعنا وفعلوا ذلك على عجل لدرجة أن الكتابة الفارسية بقيت على الناقلة فوق السيارة.  ولذلك أرسلنا رسميًا مذكرة دبلوماسية إلى طهران بعد شهر، واستدعينا السفير إلى وزارة الخارجية، احتججنا على إيران ودعونا إلى إنهاء هذه العملية، وكان هذا في منتصف آب/ أغسطس، وكنا نأمل أن ينتهي. لكن بين 11 آب / أغسطس و 11 أيلول/ سبتمبر، انتقلت نحو 60 شاحنة إيرانية بشكل غير قانوني إلى كاراباخ”.

أمام ما سبق، أكد علييف أن “بلاده اتخذت الآن إجراءات عملية لمنع ذلك”. لافتًا إلى أن “سلوكنا وأفعالنا مسؤولة وقائمة على العلاقات الودية”. وزاد بالقول “في المرة الأولى أصدرنا تحذيرًا شفهيًا، والمرة الثانية مذكرة رسمية، والمرة الثالثة عبر نقاط التفتيش والحدود والجمارك والشرطة. لذلك، سيطرنا على الطريق الذي يمر عبر أراضي أذربيجان، وبعد ذلك أصبح عدد الشاحنات التي تدخل كاراباخ صفرًا. هل كان يجب أن تصل الأمور إلى هنا؟”

علييف خاطب خلال المقابلة إيران بالقول إن “إجمالي 25 ألف شخص يعيشون في منطقة ناغورنو كاراباخ التي تسيطر عليها قوات حفظ السلام الروسية. هل هذا السوق مهم جدا؟، هل هذا العمل مهم لدرجة أنك لا تحترم علانية البلد الذي تراه صديق وأخ؟”، مشدّدا على أن “بلاده استخدمت جميع الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات والقانون الدوليين”.

 كما رد الرئيس الأذربيجاني على المعلومات التي أفادت أن الشاحنات الإيرانية فقط هي التي تتلقى الرسوم الجمركية، فذكر أن “هذا ليس هو الحال، يجب على المركبات الجورجية التي تمر عبر إيران إلى أذربيجان دفع هذه الرسوم أيضًا. ألا ندفع الرسوم عندما نسافر إلى الخارج؟، إذا كانت الشاحنات تستخدم أراضي أذربيجان، فعليهم دفع الضرائب، وهذا قانوني تمامًا”.

من جانبها، أكدت إيران على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده، أن “التدريبات التي تجري في مناطق الحدود الشمالية الغربية للبلاد (مع أذربيجان)، مسألة سياسية، وهي من أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها”، محذرًا من أن “إيران لن تتسامح مع الوجود الصهيوني حتى ولو كان استعراضيًا بالقرب من حدودها، وستتخذ في هذا الصدد ما تراه ضروريًا لأمنها القومي”.

وفي رده على تصريحات الرئيس الأذربيجاني، قال خطيب زاده إن ‘طلاق التصريحات بهذا الاسلوب يدعو للاستغراب في ظل وجود علاقات طيبة ومبنية على الاحترام بين البلدين والمسارات الطبيعية للعلاقات بين الطرفين قائمة في أعلى المستويات. مضيفًا أن البلدين أجريا خلال اجتماع وزيري الخارجية على هامش الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مشاورات جادة ومفصلة وتم وضع الأحداث في السياق المناسب، كما تم الاتفاق على  متابعة هذه المحادثات.

وأعلن خطيب زاده أن “بلاده لطالما أبدت معارضتها لأي احتلال إقليمي وشددت على ضرورة احترام وحدة أراضي الدول والحدود المعترف بها دوليًا، في الوقت نفسه، تعتبر مراعاة حسن الجوار من أهم القضايا التي يتوقع أن ينظر فيها جميع الجيران”.

الجدير ذكره، أن وسائل إعلام إيرانية غير رسمية ذكرت في وقت سابق أن الحرس الثوري أجرى مناورات عسكرية على الحدود الأذربيجانية، شملت التدريب بسلاح الدبابات والطائرات المسيرة ووالمدافع والصواريخ، وأرجعت تلك الوسائل هذه المناورات إلى  التوترات الأخيرة بين البلدين والتي كان من جملتها اعتقال عدد من  السائقين الإيرانييين ومنع دخول بعض الشاحنات وأخذ ضرائب على الحمولة المتجهة لأرمينيا.

https://twitter.com/DanielRadJ/status/1439887124392824840

في الأثناء، هدد عضو البرلمان الأذربيجاني المام محمدوف، في حديث له مع صحيفة بتي شفق اليومية التركية بـ “الإبادة ومسحها من الخريطة”، مضيفًا أن “الإيرانيين يقولون لنا ألا نلعب بذيل الأسد!، لكن إذا كان لديهم ذيل، فسوف نقطعه”، هذه التصريحات رد عليها إمام صلاة الجمعة في أردبيل الإيرانية حسن عاملي بالقول إن “السفير الإسرائيلي في باكو ينبغي أن يعطي مكافأة جيدة لعضو برلمان هذا البلد.”، محذرًا جيران إيران من ممارسة الأكاذيب ردًا على المحاولات الأخيرة من قبل البعض لخلق انقسام عرقي، وحث المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران على إجراء مناورة عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب إيران. 

كذلك، علق النائب البرلماني الإيراني والي اسماعيل على تصريحات نظيره الأذربيجاني، مغردًا على تويتر إن “عضو البرلمان الأذربيجاني عليه أن يدرك أن هذه هي إيران التي حاربت أسودها 8 سنوات.  وقدمت  300 ألف شهيد، ولم يعطوا شبرًا واحدًا من تراب الوطن، وفقًا لتاريخنا، لقد أكلنا التراب لكننا لم نتخل عنه.”

يذكر، أن وكالة “نور نيوز”، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أوردت بأن السعودية ستقوم قريبًا بإنشاء شبكة تلفزيونية تسمى “أذربيجان الدولية”، حيث اتهمت الوكالة الرياض بأنها تهدف من خلال ذلك لإثارة الانقسامات العرقية وتكثيف الأساليب الانفصالية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: