الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 سبتمبر 2021 17:39
للمشاركة:

مركز ساتا: بهذه الطريقة رسمت روسيا ملامح العلاقة مع أفغانستان

مع ازدياد حدة الاضطرابات في أفغانستان، والتغير الحادث على الوضع الميداني بين الفينة والأخري، وفي ظل سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة في البلاد غداة انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، انعسكت هذه الأوضاع الجديدة جمعيها على روسيا الدولة الجارة لأفغانستان، فشرعت موسكو في رسم خريطة جديدة لمسار العلاقات مع حركة طالبان بالتزامن مع الأوضاع الميدانية المتغيرة التي تُشكل قلقا لروسيا.

وقال مركز “ساتا” التركي للأبحاث إن علاقة روسيا بطالبان ستتسم بالمرونة والبراغماتية بجانب المنظور الأمني الذي سيكون العامل الأكبر، حيث ستسعى موسكو إلى منع أي عنصر ينتمي للجماعات الراديكالية أو حركة طالبان من أي نشاط أو دور لهما في منطقة أسيا الوسطى، كما سيكون موضوع تأمين حدود دول أسيا الوسطى والحفاظ على استقرارها على رأس أولويات موسكو وستخطو كل الخطوات السياسية والعسكرية اللازمة.

وتوقع المركز في تحليل له أن يتخذ التعامل الروسي تجاه الوضع المتغير هناك ثلاثة محاور:

  • المحور الأول: منع إنتشار أفكار الجماعات الراديكالية في منطقة أسيا الوسطى لا سيما منطقة فيرجانه.
  • المحور الثاني: النظرة الروسية للجماعات الإسلامية ستكون أكثر حذرًا لأن الوضع أصبح يُشكل تهديد لروسيا وذلك من أجل منع تكرار ما حدث من أحداث دموية من قبل مثل ما حصل بين عامي 1990-2000 مع مسلمي الشيشان،
  • المحور الثالث: التنسيق مع دول أسيا الوسطى لعدم تسلسل عناصر الجماعات الراديكالية إلى روسيا بموجب اتفاقية حرية التنقل بدون تأشيرة المُبرمة بين روسيا ودول أسيا الوسطى لا سيما طاجيكستان وأوزبكستان المجاورتان لأفغانستان.

المركز التركي أشار إلى أنه بالرغم من تعريف روسيا لحركة طالبان أنها منظمة إرهابية، فإنها لم تقطع الاتصالات معها، في حين كان هناك مبعوث خاص من طالبان على تواصل مع المسؤولين الروس بالرغم من الأحداث التي وقعت بينهما في الماضي مثل دعم طالبان للمجاهدين ضد قوات الاتحاد السوفيتي وسعي الحركة لمحو أثار السوفييت والشيوعية من البلاد…فإن هناك نية لدى الطرفان للدفع بالعلاقات بينهما نحو الأمام وأن الأيدلوجية لن تُشكل عائقًا أمام العلاقات بينهما.

وأكد التحليل أن روسيا ستبذل كل الجهود من أجل منع أن تكون أفغانستان ساحة صراع للنفوذ الإقليمي وعدم اكتساب دول أخرى أي دور في منطقة أسيا الوسطى، وفي إطار حماية الحدود نفذت روسيا مع طاجيكستان وقيرغيزستان مناورات عسكرية مشتركة واشتركت أوزبكستان في تلك المناورات في بعض الأحيان، وبالتزامن مع تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من أفغانستان وسرعة سيطرة طالبان على الولايات الأفغانية تلو الأخرى زادت وتيرة المناورات العسكرية بين روسيا وأوزبكستان وطاجيكستان من أجل حماية تلك الدول من خطر الإرهاب، وصرّح رئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري جيراسيموف أن الإمكانيات التسليحية والفنية والتجهيزية للقواعد العسكرية لروسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان سيتم زيادتها ورفع كفاءتها وكذلك الحال مع دول منظمة التحالف الأمني المُشترك (أرمينيا، روسيا، بيلاروسيا، طاجيكستان، قيرغيزستان، كازاحستان). وتابع الجنرال الروسي تصريحاته، قائلًا إن الإجراءات الأمنية المُتبعة لحدود تلك الدول سيتم تشديدها بشكل قوي مشيرًا إلى أن روسيا ستنخرط في أي مبادرة سياسية أو عسكرية للحد من التأثير السلبي الذي قد يقع عليها.

كما أضاف المركز بأنه من الممكن أن تستعين روسيا بمرتزقة “فاغنر” في المُستقبل وأن الدور الذي قد يوكل لهم لن يكون مفاجئًا، لالفتًا إلى أن روسيا استعانت بهم في وقت سابق للقيام ببعض المهام وأنها مستمرة في ذلك وقد يكون لهم دور في دفع الأخطار التي قد تأتي من أفغانستان، وذكر المركز أن روسيا تستخدم “فاغنر” للقيام ببعض المهام التي تخدم سياسة روسيا الخارجية مثل الدور الذي تلعبهُ في ليبيا وأوكرانيا وقد يكون لهم دور مماثل داخل أفعانستان ويتم الدفع بهم في داخل أفغانستان في المرحلة المُقبلة وفي حال تم هذا السيناريو ستكون ضربت عدة عصافير بحجر واحد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: