الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 سبتمبر 2021 16:17
للمشاركة:

على ضوء انضمام إيران لمنظمة “شنغهاي”.. كيف تنظر إسرائيل لمستقبل العلاقة بين طهران وبكين؟

تستمر قضية انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون في جذب انتباه المحللين ووسائل الإعلام العالمية، بعد جهود كبيرة قامت بها "الجمهورية الإسلامية" للانضمام لهذا الائتلاف الإقليمي.

وتناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في مقال لـ”جوناثان سباير”، هذا الموضوع، واعتبرت أن انضمام طهران إلى العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون يعكس تعميق العلاقات مع الصين.

ومنظمة شنغهاي للتعاون، التي أسستها الصين وروسيا في سنة 2001، هي تحالف اقتصادي وسياسي وأمني. وتضم حاليًا ثماني دول هي الصين وروسيا وباكستان والهند وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان. تشكل هذه الدول مجتمعة 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشمل 40٪ من سكان العالم.

من هنا، رأت الصحيفة أن “هناك حديثًا متزايدًا في العواصم الغربية عن حرب باردة جديدة وناشئة، تقف فيها الولايات المتحدة وحلفائها ضد الصين، وتتركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

وربطت الصحيفة الاتفاقية الإستراتيجية بين أميركا وأستراليا وبريطانيا الذي أبرمت قبل أيام، والذي زعزع العلاقات الأميركية الأوروبية، بالمواجهة مع الصين، معتبرة أن ما حصل يمثل “جهدًا واضحًا لاحتواء الجهود الصينية للتوسع في هذا المجال”.

وبعد سرد لتاريخ الصراعات بين أميركا والصين وروسيا في المنطقة، قالت الصحيفة: “منظمة شنغهاي للتعاون ليست قريبة من التحالف الاستراتيجي الذي تقوده الصين ضد الغرب، وتضم في عضويتها الهند، وهي منافسة للصين وحليف غربي، كما أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست متحالفة مع إيران في تحدّيها للنظام الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي”.

وأضافت: “مما لا شك فيه أن الاستثمارات الرئيسية لروسيا والصين والهند في إيران قد تم ردعها بسبب التهديد بعقوبات أميركية”.

ومع ذلك، ومع كل التحذيرات المناسبة ضد المبالغة في التبسيط، يمكن تمييز اتجاه عام للأحداث، “وهو يشير إلى توثيق التوافق بين بكين وطهران، على أساس المصالح الصلبة المشتركة طويلة الأجل”، بحسب الصحيفة.

الجدير ذكره أنه في 27 آذار/ مارس 2020، أعلنت طهران وبكين عن اتفاقية استراتيجية مدتها 25 عامًا لاستثمارات صينية بقيمة 400 مليار دولار في إيران. هذه الاتفاقية هي بمثابة خريطة طريق للمستقبل أكثر من كونها صفقة ذات عواقب عملية فورية. من هنا، رأت الصحيفة أن “صعود إيران إلى عضوية منظمة شنغهاي للتعاون هو النتيجة الملموسة الأولى لهذا الاتفاق”.

وتابعت الصحيفة: “تشكل إيران مكونًا رئيسيًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية الطموحة. وتهدف مبادرة الحزام والطريق إلى إنتاج طرق تجارية برية وبحرية متجاورة ومتوافقة مع الصين من الصين عبر أوراسيا”.

في هذا الصدد، من غير المرجح أن تكون الصين غير مبالية بالحقيقة، التي لا يزال يعترف بها بشكل غير صحيح من قبل المراقبين الغربيين الساذجين، بهيمنة طهران على كامل الكتلة البرية بين الحدود العراقية الإيرانية والبحر الأبيض المتوسط، وتتكون من ثلاث دول هي العراق، سوريا ولبنان، وفق الصحيفة.

ووصلت الصحيفة إلى خلاصة مفادها أن “المنافسة العالمية الناشئة بين الولايات المتحدة والصين لن تترك الشرق الأوسط كمنطقة عدم انحياز. ومع تشدد الخطوط، من المرجح أن تستمر طهران، لأسباب جيو-استراتيجية وسياسية، في الاقتراب أكثر من بكين، لذا يُعتبر انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون علامة بارزة على هذه الطريق”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: