الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 سبتمبر 2021 13:01
للمشاركة:

لماذا يسعى الغرب جاهدا خلف المفاوضات مع إيران؟

رأى الخبير في الشؤون السياسية مهدي فاضلي أن جهود الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين للتفاوض مع إيران لها تاريخ طويل وأسباب عديدة يمكن الأخذ بها في التحليلات المختلفة.

وأوضح فاضلي في مقال له على موقع وكالة “فارس” الإيرانية، أن السبب الأكثر أهمية والأكثر خطأ في ذات الوقت هو الادعاء بأن النهج العسكري لإيران وأن الجهود التي تبذلها هذه الأخيرة تهدف لامتلاك سلاح نووي، ومع ذلك، لم يتمكن هؤلاء المدعين حتى الآن من تقديم أي دليل على هذا الادعاء، في حين أكد القائد الأعلى مرارًا على تحريم إنتاج واستخدام وامتلاك الأسلحة النووية.

وأشار فاضلي إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا نقضتا الاتفاق النووي القاضي برفع العقوبات عن إيران، ولهذا السبب قررت إيران أيضًا تقليص التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، ووفقًا لقرار أصدره البرلمان الإيراني العام الماضي، أوقفت طهران تطبيق البروتوكول الإضافي لفترة زمنية معينة، رهنا بعدم رفع العقوبات، وهو القرار الذي ملأ يد الحكومة للمساومة.

وأضاف فاضلي أن كل هذه التطورات دفعت إيران إلى استئناف أنشطتها النووية بشكل تدريجي، وانعكست نتيجة هذا الاستئناف في تقرير حديث للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفعه مجلس المحافظين، جاء فيه:

“لقد زادت احتياطات إيران من اليورانيوم المخصب بمقدار 273 كيلوغراماً في الأشهر الثلاثة الماضية ووصلت إلى 16 ضعف السقف الذي حدده الاتفاق النووي، وتقدر احتياطيات إيران بـ 3241 كيلوغرام. وبحسب الاتفاق النووي، يجب ألا يزيد هذا المقدار عن 202 كجم، وتقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم على ثلاثة مستويات: 4.7 في المائة و20 في المائة و60 في المائة.

ولفت فاضلي إلى أنه بالتزامن مع التقرير، قدر وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في مقابلة حصرية مع مجلة السياسة الخارجية الأميركية “فورين بوليسي”، أن إيران كانت على بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من امتلاك المواد والقدرات اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وقال فاضلي إن الولايات المتحدة وبعض حلفائها في أوروبا، بالإضافة إلى إسرائيل، يعتقدون أن تعليق تنفيذ الاتفاق النووي من قبل إيران قد اختصر نقطة الافلات من الالتزام بالتعهدات بالنسبة لايران، وهذه المدة الزمنية تقصر كل يوم.

فاضلي بيّن أن السبب الثاني لهذا الإصرار هو أن الدول الحليفة لإيران في الاتفاق النووي تعتقد أنه بعد سنوات من رفض إيران للتفاوض، أنشأ الاتفاق النووي البنية التحتية والمنصة للمفاوضات، وإذا تم تدمير هذه البنية التحتية فليس من الواضح أن اتفاقا أخر يمكن أن يحصل خلال سنوات، لذلك فهم يحاولون الحفاظ على هذه البنية التحتية بكل امكاناتهم. مضيفا أن أميركا والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق عام   2015، تريد أن تطور هذا الاتفاق ليصبح أكثر صعوبة وأطول، إضافة لرغبتها في إبقاء المفاوضات مفتوحة حول قضايا أخرى.

 أما السبب الثالث لهذه الجهود يعود بحسب فاضلي، إلى الشؤون الداخلية الأميركية لأن نجاح أو فشل الإدارة الديمقراطية في إحياء الاتفاق النووي هو أحد العوامل التي تؤثر على نتيجة انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة والتي ستجري في 8 تشرين الأول/ نوفمبر 2022. لذلك يعمل فريق بايدن وفق تقدير الكاتب على إحياء الاتفاق النووي بحلول ذلك الوقت للاحتفاظ بأغلبية في مجلس الشيوخ.

الخبير في الشؤون السياسية أكد أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية والنظام الصهيوني بحاجة إلى المفاوضات مع إيران، انطلاقا من ذلك شدّد على أن إيران يجب عليها استغلال هذه الحاجة بذكاء.

على المقلب الإيراني، قال المحلل السياسي إن طهران ترصد كل القضايا السابقة الذكر، فضلًا عن كل الأمور المحيطة بها، وبالنظر إلى الظروف الجديدة في البلاد، ودون وجود رغبة ملحة باستئناف المفاوضات، وانطلاقًا من المصالح الوطنية، تسعى للقيام بالاستعدادات اللازمة لاستنئناف محادثات فيينا.

يذكر أن إيران عقدت بصورة مباشرة مع دول 4+1، وبصورة غير مباشرة مع أميركا عقدت في فيينا ست جولات تفاوض خلال الأشهر الماضية، ويجري الحديث عن عقد جولة سابعة من هذه المحادثات، لكن طهران لا تزال بعد استلام الحكومة الجديدة مهامها  لم تعط موقفًا نهائيًا بشأن هذه المفاوضات.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: