الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة17 سبتمبر 2021 18:18
للمشاركة:

في حال رفع العقوبات.. هل تستطيع إيران زيادة صادراتها النفطية؟

كشفت مصادر تجارية ومسؤولون، عبر وكالة "رويترز"، أن صادرات الوقود والبتروكيماويات الإيرانية ازدهرت في السنوات الماضية رغم العقوبات الأميركية الصارمة، وهو ما يتيح لطهران زيادة مبيعاتها بسرعة في آسيا وأوروبا إذا رفعت واشنطن العقوبات.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط والغاز بإيران عام 2018 لحرمانها من مصدرها الرئيسي للإيرادات وسط خلاف على أنشطتها النووية.

وأعاقت هذه الخطوات صادرات الخام لكنها لم تؤثر على مبيعات الوقود والبتروكيماويات التي يصعب تعقبها. ويمكن التعرف على النفط الإيراني من خلال درجته وخصائصه الأخرى، كما يمكن تعقب ناقلات النفط الكبيرة عبر الأقمار الصناعية.

وأظهرت أرقام وزارة النفط والبنك المركزي أن إيران صدرت مواد بتروكيماوية ومنتجات بترولية بنحو 20 مليار دولار في عام 2020، أي ضعف قيمة صادراتها من الخام. وقالت الحكومة في أبريل/ نيسان إن هذه الصادرات كانت المصدر الرئيسي لإيراداتها.

أساليب التهرب

وقال حميد حسيني عضو مجلس إدارة اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني في طهران لرويترز: “العالم شاسع وأساليب التهرب من العقوبات لا حصر لها”.

وأشار إلى أن الأسعار التنافسية وموقع إيران القريب من الممرات الملاحية الرئيسية جعل منتجاتها مطلوبة.

كما أن هناك العديد من المشترين للمنتجات المكررة أكثر من المستوردين الذين لديهم مصاف مجهزة لمعالجة الخام الإيراني.

بالإضافة إلى ذلك، تصدر إيران بعض الوقود بالشاحنات إلى دول مجاورة في صفقات صغيرة يصعب على وزارة الخزانة الأميركية اكتشافها.

وتُجري طهران محادثات منذ نيسان/ أبريل لإحياء اتفاقها النووي مع القوى العالمية الست، بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.

وأوضح حسيني أن إيرادات إيران من صادرات البنزين تقدر بنحو 3 مليارات دولار عام 2020.

التصدير إلى الإمارات

وقال مصدر مقرب من وزارة النفط للوكالة: إن إنتاج البلاد يتراوح حاليا بين مليونين و2.5 مليون برميل يوميًا يخصص حوالي مليوني برميل يوميًا للمصافي المحلية ونحو 500 ألف برميل للصادرات.

وأضاف: “تستطيع إيران زيادة إنتاج الخام مليوني برميل يوميا خلال شهرين أو ثلاثة أشهر في حال رفع العقوبات”.

وكانت صادرات النفط الخام قبل فرض العقوبات المصدر الرئيسي للإيرادات الإيرانية، وكانت تتجاوز عادة مليوني برميل يوميًا ووصلت إلى 2.8 مليون في عام 2018.

وذكر مصدر مقرب من وزارة النفط، طلب عدم نشر اسمه، أن البنزين ينقل بالشاحنات إلى أفغانستان وباكستان ويتم شحنه إلى دولة الإمارات عبر الخليج.

واستأنفت إيران تصدير الوقود إلى أفغانستان في آب/ أغسطس بناء على طلب من حركة طالبان التي سيطرت على السلطة عندما انسحبت القوات الأميركية والقوات الغربية الأخرى من البلاد.

وأوضح تجار للوكالة أن دولًا مثل العراق وبعض الدول الإفريقية اشترت البنزين الإيراني في حين توجهت عدة شحنات منه إلى فنزويلا، وهي عضو في منظمة أوبك مثل إيران.

تشجيع المشترين

ولفتت نشرة لوزارة النفط الإيرانية إلى أن صادرات البتروكيماويات ارتفعت إلى 25 مليون طن عام 2020 من حوالي 20 مليونًا عام 2019، بينما زادت صادرات البتروكيماويات إلى 90 مليون طن سنويا عام 2020 من 77 مليونًا عام 2019. ومن المقرر أن تتجاوز 100 مليون طن عام 2021.

ولتشجيع المشترين، قالت مصادر تجارية: إن طهران غالبًا ما تعرض أسعارًا تغطي تكاليف الشحن والتأمين، إلى جانب الرسوم الإضافية للمعاملات المصرفية.

وتوقع محلل كبير لدى آي.إتش.إس أن ترتفع الصادرات الإيرانية إذا تقرر رفع العقوبات ولا سيما صادرات زيت الوقود وغاز البترول المسال إلى آسيا.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: