الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 سبتمبر 2021 18:34
للمشاركة:

بسبب المهاجرين الأفغان.. هل تنشأ أزمة بين تركيا وإيران؟

يطمح عدد كبير من الأفغان بالهروب من بلدهم واللجوء إلى دول أخرى، عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من البلاد.

وكان عدد من الأفغان قد بدأ، مع بداية انسحاب القوات الأميركية في أيار/ مايو الماضي، بالتوجه إلى الدول المجاورة، وتحديدًا باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وإيران.

وتوجّهت أعداد كبيرة من الفارّين إلى إيران، بسبب رغبة هؤلاء في العبور إلى تركيا عبر الحدود الإيرانية المشتركة.

غضب في تركيا تجاه المهاجرين

بالتزامن مع ذلك، أعلنت تركيا في عدة مناسبات، وعلى لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، أن تركيا لا طاقة لها لتحمل المزيد من المهاجرين على أراضيها، وأن إمكانيات الدولة لا تسمح باستيعاب مزيد من المهاجرين في البلاد.

وعلى المستوى الشعبي زادت حالة الاحتقان تجاه المهاجرين عقب واقعة مقتل شاب تركي طعنًا على يد شاب سوري في العاصمة التركية أنقرة، وما تبع ذلك من غضب شعبي واسع تجاه المهاجرين. وعلى أثر هذه الأحداث، قام عدد من الأتراك بتحطيم وحرق عدد من ممتلكات السوريين في العاصمة أنقرة، وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على مرتكب الجريمة.

أمام هذا الواقع، لجأ الأتراك إلى استخدام خطاب سياسي حاد وتوجيه انتقادات قوية للحكومة بسبب ملف المهاجرين.

التسلل إلى تركيا

ملف الهجرة إلى تركيا، أثار تساؤلات حول العلاقات بين أنقرة وطهران، عقب انتشار مقطع مصور من ولاية فان التركية الحدودية، تُظهر تسلل عدد من الأفغان. لذا، شرعت تركيا منذ أكثر من شهر في بناء جدار خرساني ضخم بطول الشريط الحدودي التركي الإيراني، لمنع تدفق المهاجرين من إيران ومكافحة التهريب إلى تركيا.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء وحدات ونقاط مراقبة إضافية على طول الحدود بين البلدين، لتعزيز الأمن الداخلي التركي والتصدي لمحاولات الأفغان العبور إلى تركيا عبر الحدود.

تعزيز الأمن على الحدود

ورفعت تركيا درجة المراقبة على حدودها مع إيران للحيلولة دون دخول مهاجرين غير نظاميين للبلاد. وفي حديثه لوكالة لأناضول، قال رئيس بلدية “وان” محمد أمين بلميز: إن “السلطات أرسلت تعزيزات أمنية إلى الحدود بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان”.

وأضاف: “لقد عززنا الإجراءات على الحدود، ونحن نبذل قصارى جهدنا لجعل حدود بلادنا آمنة”.

وتابع: “نحن نستخدم أفضل التقنيات لمراقبة الحدود، وتم بناء 103 أبراج بصرية على طول الشريط الحدودي”.

وأوضح بلميز أن المنطقة الحدودية مزودة بكاميرات حرارية وأجهزة استشعار ورادارات، مشيرًا إلى أن خط الجدار الحدودي سيمتد من ولاية “وان”، مرورًا “بدوغوبايازيت” في ولاية آغري، حتى يصل مدينة “يوكسكوفا” في هكاري، بالمنطقة الشرقية.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التركية، إسماعيل جاتاكلي، ضبط 94 ألفًا و915 مهاجرًا غير نظامي منذ مطلع العام الحالي، أثناء محاولتهم دخول البلاد بطرق غير قانونية.

وأفاد جاتاكلي، أن السلطات ضبطت 40 ألفًا و98 مهاجرًا أفغانيًا دخلوا البلاد بطرق غير نظامية منذ بداية 2021.

علاقات أنقرة وطهران

تولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أولوية لعلاقتها مع تركيا. وكان الرئيس إبراهيم رئيسي قد أعلن عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عن نيته في توطيد علاقة بلاده بشكل أكبر مع تركيا في ظل علاقة جيدة تجمع البلدين الجارين.

وفيما تقوم تركيا بإجراءات من شأنها منع المهاجرين من التسلل إلى أراضيها، تحاول إيران السيطرة على الحدود بشكل أكثر صرامة لمنع عبور المهاجرين إلى تركيا.

ورغم هذه الإجراءات والتصريحات الإيرانية، تلوح في الأفق أزمة جديدة قد تنشب بين البلدين بسبب قضية المهاجرين، في ظل أزمة تعيشها أنقرة مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بسبب قضية المهاجرين.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: