الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 أغسطس 2021 10:02
للمشاركة:

حسين أمير عبد اللهيان.. أول الخامنئيين في الخارجية

نشر موقع "المونيتر" الأميركي مقالاً للزميل علي هاشم، تطرق لشخصية وزير الخارجية الجديد حسين أمير عبد اللهيان، والسياسة التي سيعتمدها في المنطقة خصوصا أنه وفق المقال الذي ترجمته "جاده إيران" يعد "أحد أهم دبلوماسيي محور المقاومة".

لم يصعد حسين أمير عبد اللهيان لمنصب وزير الخارجية الإيراني الجديد بقرار مِن القائد الأعلى فقط، بل يُعد تلميذًا عقائديًا لعلي خامنئي.

في أبريل 2016، عينت وزارة الخارجية الإيرانية أحد كبار دبلوماسييها حسين أمير عبد اللهيان، نائب الوزير للشؤون العربية والأفريقية آنذاك، سفيرًا للبلاد في سلطنة عُمَان، حينها أُعتبرت خطوة مِن قبل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف لكي يحد مِن نفوذ عبد اللهيان في القضايا الإقليمية، عبر منح الأخير منصب في واحدة من أهم دول الخليج وأكثرها قربًا من طهران، ومنصتها لتبادل الرسائل مع المنطقة والعالم، لكن الدبلوماسي الذي يتمتع بصلات قوية مع مكتب القائد الأعلى رفض المنصب، وفي غضون أسابيع قليلة، غادر اللهيان وزارة الخارجية لتولي دور آخر، وهو مساعد رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي أشرف على التفاوض بشأن اتفاق إيران الاستراتيجي مع الصين.

يَنظر العديد مِن حُلفاء إيران في المنطقة لأمير عبداللهيان بوصفه أبرز دبلوماسيي ما يُسمى بـ “محور المقاومة”، وذلك لعلاقته الوثيقة “كما يصفها عبد اللهيان” مع أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، والمناسبات التي جمعت بين الرجلين وأمتدت حتى الفجر، كما كان عبد اللهيان وثيق الصلة بـ قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني المُغتَال مؤخرًا، وقد كتب الدبلوماسي كتابه المعنون بـ “صبح الشام” أو “صباح سوريا” بناءًا على طلب قائد فيلق القدس.

يبدو أن وزير الخارجية الإيراني الجديد هو النقيض تمامًا لسلفه ظريف، فبينما قضى الأخير معظم حياته المهنية في الولايات المتحدة مطورًا من إتقانه للغة الإنجليزية ومُعمقًا فهمه للغرب، فالأول قضى حياته المهنية في الشرق الأوسط، وعلى دراية بالاختلافات الثقافية الدقيقة بين شعوب المنطقة بداية مِن أبسط الإشكاليات مثل: مَن يُحب الشاي بدلًا مِن القهوة وصولًا إلى الإشكالات الرئيسية الحرجة التي تُسبب الصراعات.

ولكن مثل ظريف، كان أمير عبد اللهيان من أوائل الدبلوماسيين الإيرانيين الذين جلسوا علنًا مع نظرائهم الأميركيين على طاولة للحوار عام 2007 في بغداد. كما تولى منصب سفير إيران في البحرين من عام 2007 حتى عام 2011 ، ثم تم تعيينه مديرًا لقسم “الخليج العربي” في وزارة الخارجية، وبعد ذلك بعام أصبح نائبًا لوزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وفي هذا المنصب، أجرى أغلب اتصالاته مع المسؤولين والنظراء من الدول المجاورة.

كان أمير عبد اللهيان أخر مسؤول إيراني يتصل بفريق الرئيس المصري الراحل محمد مرسي قبل ساعات مِن الاطاحة به، وهو نفسه أصبح مُمثلًا لبلاده بعد عام في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا جديدًا لمصر. وانتهز الدبلوماسي الفرصة ومكث بضعة أيام في القاهرة، حيث التقى بالعديد من النخب المصرية، ربما كان أهمها الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، وبحسب رواية عبد اللهيان، فقد التقى بهيكل خمس مرات في السنوات التي سبقت وفاة هيكل عن عمر يناهز 92 عامًا، عام 2016.

يذكر وزير الخارجية الإيراني الجديد في كتابه “الصحوة الإسلامية وفشل الخطة الكُبرى للشرق الأوسط” أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2011، وعلى الرغم من الاختلافات بينها، أضعفت النفوذ الأميركي، وفي الوقت ذاته قلصت الهوية الإسلامية في أوساط الشباب بسبب الجهود الغربية لإحداث تغييرات اجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية من خلال “اختطاف الحركات الشعبية”، مُعطيًا سوريا مثالاً على هذه الجهود. وفي نفس الكتاب، أعرب عن حذره مما أسماه “محاولات الولايات المتحدة لإحداث شرخ بين روسيا وإيران في سوريا”، وفي عدة مواضع آخرى، شدد على وجهة نظره بأن العلاقات مع روسيا والصين يجب أن تكون دائمًا استراتيجية.

ليس سراً أن أمير عبد اللهيان، مثله مثل أي وزير خارجية آخر، قد تم اختياره من قِبل القائد الأعلى آية الله علي خامنئي، ومع ذلك، يُعتقد أن عبد اللهيان هو أول “عقائدي بالخامنئية” في المنصب، بمعنى التمسك بأهداف الثورة الإيرانية، واتباع نهج براغماتي للسياسة الخارجية.

وكان من المتوقع عندما تم تعيين عبد اللهيان كمساعد خاص لرئيس الشؤون الدولية بأنه سيكون بنفوذ محدودة، لكنه نصب نفسه وزير خارجية ظل في المنطقة وما حولها، وقد كانت فرصة للتدريب دون ضغوط بعيدًا عن وزارة الخارجية وبروتوكولاتها، حيث يساهم في صياغة سياسة خارجية بديلة لتلك التي كانت تتبناها حكومة الرئيس السابق حسن روحاني.

أعلن أمير عبداللهيان خلال جلسات الاستماع بالبرلمان التي سبقت التصويت على تولي منصب وزارة الخارجية أنه سيجلس على طاولة المفاوضات لكنه لن يتعامل مع الاتفاق النووي على أنه من بين أولويات بلاده القصوى. ومن المؤكد أن الأولويات ستكون العلاقات مع دول المنطقة، أي البلدان العربية، وبلدان آسيا الوسطى، وتركيا، وروسيا، والشريك الاستراتيجي الصين.

أما بالنسبة لحلفاء وشركاء إيران بالعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، فمن المؤكد أن العلاقات الشخصية لأمير عبد اللهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله والفصائل الفلسطينية وجماعة الحوثي اليمنية ستلعب دورا كبيرا في كيفية تعامل ما يُسمى بـ”محور المقاومة” مع المصالح الإيرانية لحل الخلافات حتى بين حلفائه التقليديين.

المصدر/ موقع “المونيتر”

ترجمة/ مصطفى شلش

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: