الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 أغسطس 2021 07:33
للمشاركة:

زعيم السنّة في إيران يثني على طالبان.. كيف كانت الردود؟

لم يخلُ المشهد الإيراني من التوتر إزاء التطورات الأفغانية، فالمواقف متباينة إلى حدّ التناقض. وبينما لم تكتمل ملامح الموقف الرسمي الإيراني، برز موقف فئة واسعة من المواطنين المسلمين السنّة، حيث عبّر زعيمهم الروحي وخطيب الجمعة في زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان مولوي عبد الحميد، عن دعمه لحركة طالبان، واصفا التطورات الأفغانية بـ"الانتصارالعظيم". قال في بيانه: "هذا الانتصار العظيم جاء نتيجة الاستشهاد والصبر في السير على نهج الحق. نحن نعرف طالبان أفضل من كثير من الناس في العالم. يجب على جميع الدول إقامة علاقات جيدة مع هذه الحركة. ولا تعتنوا بالدعايات المناهضة لطالبان". عبد الحميد أوصى الحكومة والأحزاب والشعب الأفغاني بـ"الاتفاق" على "تطبيق الشريعة" و"تطبيق العدالة" و"مكافحة الفساد".

الردود

مواقف عبد الحميد أثارت ضجة واسعة ومتوقعة، واستدعت ردود فعل رافضة، غير أن اللافت كان الاختلاف في أسباب رفض موقفه. الأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام، المعروف بمواقفه الإصلاحية، بدا عاتبًا على عبد الحميد. ذكّره بدعمه له، وبزيارته إليه كلّما ذهب إلى سيستان وبلوشستان رغم “عدم رغبة المسؤولين في ذلك”. وصف في رسالة موقف الشيخ عبد الحميد من طالبان بأنه “غير مقبول”. وسأل الأستاذ الجامعي: “هل هناك اختلاف ما بين التمييز والظلم تجاه أهل السنة في إيران، وكذلك الظلم تجاه الذين يتخذون دين المسيح بعد أن كانوا مسلمين، والبهائيين، وبين ظلم طالبان تجاه الشيعة في أفغانستان؟”. وتطرّق زيبا كلام إلى “الوضع المحتمل تحت ظل حكم طالبان لتعليم الفتيات، وعمل النساء، وحرية التعبير، والمكونات الأخرى للديمقراطية في أفغانستان”. هكذا، تبدو مواقف زيبا كلام من بيان عبد الحميد، استكمالًا لمواقفه من السياسة الإيرانية الرسمية تجاه أفغانستان، إذ انتقدها في وقت سابق قائلاً: ” إنها تضحية بكل شيء، لأجل أيديولوجية محاربة الغرب والعداء لأميركا”.

“أكبر خطأ له”. هكذا وصف الصحافي آرمين منتظري موقف مولوي عبد الحميد تجاه طالبان، واعتبر أنّه “أضر بمصالح تياره ومصالح سكان سيستان وبلوشستان وعرّضها للخطر”، محذّرًا من أن المحافظة ستشهد “قمعًا أمنيًا أكثر من السابق نتيجة دعم خطيب مسجدها الابرز لحركة طالبان”.

السياسي الإصلاحي السابق محمد علي أبطحي، توجّه إلى عبد الحميد والمواطنين السنّة في إيران بكلمة مقتضبة قائلًا: “إن قضية طالبان ليست قضية طائفية”، وأكد على أن “طالبان حركة سياسية تنتهج العنف وتتسبب بالإسلاموفوبيا”، وتابع مخاطبا عبد الحميد “من المؤسف أن تُعرَف عقيدتكم وأهل السنة في إيران على أنّها كطالبان”.

أما المحامي علي مجتهد زاده فقد أكد على أن “الموقف الخطأ لمولوي عبد الحميد بدعم طالبان، لا يجب أن يصبح حجة لنفي بعض الحقائق”. مجتهد زاده اعتبر أن “هذا الدعم لا يمثل الموقف العام لأهل السنة في إيران”، وأكد أنه “لا يمكن نفي انتهاك حقوقهم”، وأن “الدفاع عن حقوق أهل السنة عمل مدني، لا علاقة له بالدفاع عن الفكر الطالباني”.

https://www.instagram.com/p/CStscB5Mg-J/?utm_medium=share_sheet

مولوي عبد الحميد

يُعرَف شيخ الإسلام مولوي عبد الحميد بمواقفه البارزة، وبحضوره الفعال على الصعيد السني والوطني، كما له دور بارز في الدفاع عن حقوق الجماعات الموصوفة بالأقليات في إيران. ويحظى الرجل بمكانة مهمة على الصعيدين الشعبي والرسمي في إيران. سياسيًا، يعدّ من صلات الوصل بين الشعب والحكومة. يتلقى عبد الحميد دعوات رسمية للحضور في المناسبات المهمة للنظام، وآخرها كان مراسم تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي. ومن أهم الفعاليات أيضا، كان لقاؤه برئيس مجلس الشيوخ الباكستاني صادق خان سنجراني في طهران، وكذلك موقفه المناهض لمشروع البرلمان حول تقييد الانترنت.

https://www.instagram.com/p/CSOX-wON_Rv/?utm_medium=share_sheet

أهل السنة في إيران

يعيش أهل السنة في إيران في غالبية المحافظات الحدودية، وبعض المحافظات المركزية. وتتراوح نسبتهم من الشعب ما بين أربعة إلى ثمانية في المئة من إجمالي عدد السكان، بحسب وكالة “تسنيم”. نسبة يرفضها شيخهم مولوي عبد الحميد، ويؤكد أنها تتجاوز عشرين في المئة، وأنه “مطّلعٌ على إحصاء دقيق من وزارة الداخلية في إيران”. وفيما تعتمد إيران المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهبًا رسميًا، تعترف بخمسة مذاهب إسلامية أخرى هي: الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي، والزيدي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: