الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 أغسطس 2021 15:33
للمشاركة:

إيران تشهدتزايدًا في وفيات كورونا ولقاحات أميركية تحصل على إذن الاستخدام

تستمر إحصاءات وزارة الصحة الإيرانية، والمتعلقة بأعداد إصابات فيروس كورونا، في الارتفاع؛ حيث بلغ عدد الوفيات يوم الأثنين 16 آب/ أغسطس 2021، 655 حالة.

ويعدّ هذا العدد هو الأعلى منذ تفشي الوباء في البلاد. وفي ظل هذه الأزمة الصحية، نقلت وسائل إعلام إيرانية في 11 آب/ أغسطس 2021، تصريحات لقائد مقر عمليات إدارة جائحة كورونا في العاصمة طهران، علي رضا زالي، كشف فيها أن “السلطات في بلاده امتنعت عن شراء اللقاحات ضد فايروس كورونا وأخفت الإحصاءات الدقيقة عن منظمة الصحة العالمية”.

هذه التصريحات دفعت عددًا من أصحاب القرار في هذا المجال، إلى تقديم توضيحات. وفي خضم هذه الأجواء، بدأت الحكومة الإيرانية العمل على صعيدين في سبيل مواجهة الوباء، الأول الإعلان عن إغلاق يسمر ستة أيام، والثاني تسريع وتيرة شراء اللقاحات، مجيزة في هذا السياق استيراد لقاحي فايزر وموديرنا الأميركيين، وذلك في خرق واضح لإعلان سابق للقائد الأعلى على خامنئي رفض فيه شراء طهران للقاحات الأميركية والبريطانية.

إقفال لمدة أسبوعين

وكان زالي قد قال: إن تكلفة أدوية علاج كورونا عادلت أضعاف تكلفة استيراد اللقاحات، “لكن الجهات المعنية لم تسمح باستيراد اللقاح بناء على ظنها بأنه مكلف للغاية”.

وأشار إلى أنه “طلب فرض الحجر على مدينة قُم عندما كُشف عن أولى الإصابات فيها، وطلبت عدم إجراء الانتخابات البرلمانية، لكن هناك من سخروا مني”.

وأضاف زالي: “عندما جاء خبراء منظمة الصحة العالمية إلى إيران، طلبنا منهم التمجيد من نظام الصحة في إيران عبر الإعلام، بدلًا من التشاور معهم في هذا الشأن، كما أننا أخفينا إحصاءات الوفيات عن منظمة الصحة العالمية”.

وانتقد زالي صرف 720 مليون يورو على دواء Remdesivir‎، معتبرًا أن “هذه الأموال كان يجب إنفاقها على تأمين اللقاح المضاد لكورونا، لأن الخوف من التكلفة المرتفعة لم يكن في محله، بل كان الأجدى أن نلقح الناس حتى بتكلفة مضاعفة”.

ورأى قائد المقر في طهران أنه “لا طريقة أمام البلاد لتلافي الخطر سوى الإغلاق العام بدءًا من اليوم لمدة أسبوعين”.

واشتكى رضا زالي من “عدم دفع رواتب الموظفين في مركز مشروع التحول الصحي”، ومن عدم محاولة سفراء طهران في البلدان الخارجية تأمين اللقاح للبلاد”.

ظريف يرد على الاتهامات

على خلفية ما سبق، وبالرغم من قول رضا زالي لاحقًا أن التسجيل المنتشر مقطع وليس كاملًا، سارع وزير الخارجية المنتهية ولايته محمد جواد ظريف إلى الرد عبر منشور عبر حسابه على “إنستغرام”، قائلًا “لا تجعلونا نندم على صمتنا”.

وأضاف ظريف: “أنا وزملائي جاهدنا لاستيراد اللقاح المضاد لكورونا في ظل جريمة الحصار والإرهاب الاقتصادي، لكن يبدو أن 8 سنوات من الافتراء علينا لم تكن كافية فما زال البعض يفتري علينا”.

بدوره، ذكّر المحلل السياسي عباس عبدي بأن “رضا زالي دائمًا ما كان مختلفًا”، موضحًا، في تغريدة بحسابه في “تويتر”، أن “قائد مقر مكافحة كورونا في طهران حتى في الإحصاءات كلامه يختلف عن زملائه”.

واعتبر أن “رضا زالي الآن هو يعلم بإمكان رحيله عن منصبه وبتفاقم الأزمة صار يتحدث بصراحة أكثر”.

وعبّر عبدي عن “قناعته” بأن “العدد الحقيقي لحالات الوفاة يخالف ما تنشره إحصاءات وزارة الصحة، وهو أكثر من ١٩٤ ألف حالة، وهذا يعادل جميع ضحايا الحرب الإيرانية – العراقية على مدى ٨ سنوات، والعدد الحقيقي للوفيات اليومية يعادل سقوط طائرة إيرباص يوميًا”.

اللقاح الإيراني واللقاحات المستوردة

ولم تتوان إيران منذ انتشار جائحة كورونا في العالم عن الدخول إلى ساحة مواجهة هذا الوباء الذي دخلته دول عديدة، حيث شرعت في جهود متعددة لإنتاج لقاحات منها إيرانية بحتة ومنها بتعاون مع بلدان أخرى.

أما اللقاح الإيراني التي بدأت وزارة الصحة الإيرانية في استخدامه كلقاح للمواطنين هو لقاح “بركت”.

ويعتقد البعض أن اللقاح المذكور منسوخ من لقاح “سينوفارم” الصيني، إلا أن رئيس مجلس إدارة فريق إنتاج اللقاح حميد رضا جمشيدي أكد أن “العالم الذي صنع لقاح بركت إيراني 100%، وهو ليس منسوخًا من بلد آخر”.

وأوضح، في تصريحات نقلتها عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن “صنع لقاح بركت تم بالاعتماد على فيروس غير فعال، والصين كذلك اعتمدت على ذات الطريق لصناعة سينوفارم، وهذا ما سبب الشبهة في هذا المجال”.

استيراد اللقاحات الأميركية

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني نقلت في 16 آب/ أغسطس، إعلانًا عن رئيس مؤسسة الغذاء والدواء في البلاد محمد رضا شانه ساز، يقضي بـ “السماح باستيراد لقاحي كورونا فايزر وموديرنا من المصادر الموثوقة”.

الجدير ذكره، أن القائد الأعلى علي خامنئي أمر في وقت سابق بمنع استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية.

والقرار الصادر عن مؤسسة الغذاء والدواء، جاء بعد أن كشفت صحيفة “عصر ايران” الأصولية، أن “وزارة الصحة تلقح إلى جانب بركت الإيراني كلًا من سينوفارم الصيني، وأسترازنيكا، وسبونتيك الروسي، وكوسوفين الهندي”.

كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر في 15 آب/ أغسطس، أنها بمساعدة الصليب الأحمر الصيني وبدعم من الأجهزة المسؤولة في البلاد بادرت إلى إبرام اتفاق لاستيراد لقاح كورونا مع شركة منتجة له.

وأضافت: إن واردات لقاح كورونا من الصين إلى إيران جارية في الوقت الحاضر من قبل جمعية الهلال الاحمر وتم تسليم الشحنة الأخيرة البالغة مليون و110 آلاف جرعة في مطار “الامام الخميني” جنوب طهران لمندوبي وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي”.

تأمين 60 مليون لقاح

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أعلن في 14 آب/ أغسطس، عن عملية شراء بلغت ٣٠ مليون جرعة لقاح.

وقال رئيسي: “إن الخبراء يعتقدون بأن الحل لتخطي الوضع الصحي السيء بسبب تطور تفشي الفيروس، هو أن نؤمّن ٦٠ مليون جرعة من اللقاح المضاد لكورونا”.

كما أشار رئيسي إلى عزم حكومته مضاعفة عدد الصيدليات التي توزع علاج كورونا.

بدوره نقل المتحدث باسم لجنة الطاقة البرلمانية مصطفى نخعي، عن الوزير المقترح لوزارة الصحة في الحكومة المقبلة بهرام عين اللهي، وعده أمام اللجنة البرلمانية بإجراء التطعيم العام في غضون 6 أشهر بعد توليه مهام وزارة الصحة.

يشار إلى أن التطورات المتلاحقة على صعيد توفير اللقاحات جاءت في ظل اتخاذ الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا قرارًا بفرض إغلاق في البلاد لمدة ستة أيام، يبدأ من 16 آب/ أغسطس، ويتضمن إغلاق مراكز التسوق ومؤسسات الدولة والبنوك، ومنع التنقل بين المحافظات، لكن يستثنى من الإغلاق المؤسسات والمحال التجارية الأساسية.

وقد جاء في إعلان الهيئة أن هذا القرار جاء للحد من تفشي الوباء في البلاد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: