الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 أغسطس 2021 04:56
للمشاركة:

واقع إنتاج الطاقة في إيران.. أسباب أزمة الكهرباء والحلول المنتظرة

أظهرت إحصائيات نشرتها صحيفة "دنياي اقتصاد" التخصصية، أن معدل استهلاك الطاقة الكهربائية في إيران يُعدّ أقل من المعدل العالمي. إلا أن الصحيفة نفسها اعتبرت أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الحقيقي في البلاد؛ إذ إن استهلاك الطاقة الكهربائية في إيران، بحسب "دنياي اقتصاد"، يصل إلى 4 أضعاف الاستهلاك في بلدان مثل تركيا وألمانيا. كما لفتت وكالة "فارس"، في تقرير لها، إلى أن كل مواطن إيراني يستهلك الطاقة الكهربائية بنسبة 6 أضعاف المعدل العالمي.

فما السر خلف هذه المفارقة؟

بحسب رئيس مركز القضايا الاجتماعية لوزارة الطاقة الإيرانية محمد فاضلي، فإن سياسة الدعم المالي من قبل الحكومة للطاقة، يؤدي إلى تشجيع المواطنين على الاستهلاك.

من جهته، أشار الباحث في السياسات المختصة بالطاقة مجيد رئوفي، إلى أن السعر المنخفض للطاقة الكهربائية يؤدي إلى عدم رغبة منتجي الطاقة في رفع نسبة الإنتاج، ويتسبب أيضًا في عدم رغبة المستهلكين بخفض نسبة الاستهلاك.

حصة الصناعة

ومن ضمن أوجه استخدام الطاقة، يبرز قطاع الزراعة. فبناء على آخر موازنة رسمية نشرت للطاقة في إيران، فإن نسبة الاستهلاك المنزلي والتجاري يبلغ 35%، ونسبة استهلاك الصناعة في إيران تعادل 34.1%، والزراعة تستهلك 14.5% من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلد.

في المقابل، تصل حصة الصناعة على المستوى العالمي إلى 42%، والاستهلاك المنزلي 27.7%، واستهلاك الأماكن العامة والتجارية 21%، و7% للنقل وبقية الموارد، وحصة الزراعة على المستوى العالمي من استهلاك الطاقة الكهربائية 3% فحسب.

إذًا، نسبة الاستهلاك المنزلي والزراعي في إيران أكثر من النسب العالمية، وحصة الصناعة أقل من المستوى العالمي.

والجدير ذكره أن 28% من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي في إيران، يذهب في إنتاج الكهرباء، بينما غالب البلدان الأخرى لا تعتمد على الغاز الطبيعي لذات الغرض.

ويعتقد الخبراء أنه “في حال مقارنة الصناعة الإيرانية بمستوى الصناعة في البلدان التي يتقارب استهلاكها للطاقة الكهربائية من النسبة في إيران، فنجد أن الجمهورية الإسلامية في أدنى القائمة”.

من هذا المنطلق، نقلت “ايسنا” عن إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة، بأن استهلاك الكهرباء في البلدان الصناعية والمتطورة سيتقلص حتى عام 2030، بينما ستشهد البلدان غير الصناعية ارتفاعًا كبيرًا في هذا المجال، ما أثار قلق الخبراء.

نقص في الإنتاج

أما إجمالي انتاج الكهرباء في إيران، بحسب وكالة “إرنا” الرسمية، فيبلغ 54 ألف ميغاواط، بينما المقدار المطلوب يعادل 65 ألف ميغاواط. وهذا ما دفع المتحدث باسم الطاقة الكهربائية في إيران للقول: صناعة الكهرباء في البلاد تمر بوضع حرج وسيء للغاية، ونشهد فجوة بحجم 11 ألف ميغاواط بين الإنتاج والحاجة للكهرباء.

هذا الواقع، دفع موقع “اقتصاد آنلاين” الإيراني لطرح سؤال على رئيس مجمع الطاقة الكهربائية في إيران حميد رضا صالحي، عمّا إذا كانت إيران تنتج الكهرباء باستخدام الطاقة الذرية، فرد صالحي: “لا شك أننا نسعى لاستخدام الطاقة الذرية، ولكن ما زال إنتاجنا للكهرباء من الغاز الطبيعي أقل تكلفة من الإنتاج باستخدام الطاقة الذرية”.

ويعتقد البعض أن استخراج العملة الرقمية له دور كبير في إيجاد الأزمة، ولكن يقول صالحي: إن هذا الأمر ليس مؤثرًا.

التصدير إلى العراق

على صعيد آخر، كان خبر توقيف تصدير الكهرباء الإيرانية إلى العراق يوم الثلاثاء 10 آب/ أغسطس صادمًا. فقد كان العراق معافًا من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران عام 2018 بخصوص تصدير الطاقة الإيرانية.

فالمحطات الكهربائية في العراق تعتمد على الغاز الطبيعي، ولكن العراق يستورد الكهرباء إضافة إلى الغاز بسبب الأزمة التي يشهدها البلد في انهيار البنى التحتية ودرجة الحرارة العالية.

ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء عن المدير العام لشركة إدارة شبكة الكهرباء في إيران قوله: “إن حاجة بلدنا الماسة للكهرباء جعلتنا نخطو هذه الخطوة ونمتنع عن تصدير الكهرباء إلى العراق”.

وأضاف مشهدي: لقد أرسلنا اليوم إلى أفغانستان 13 ميغاواط من الكهرباء، بينما كنا قد أرسلنا في الأسبوع الماضي لهذا البلد 100 ميغاواط يوميًا.

وقال مشهدي: إجمالي صادراتنا للكهرباء في العام الماضي كانت نحو 2000 ميغاواط، وقمنا بتقليلها إلى 150 ميغاواط في العام الجاري، وذلك بسبب حاجتنا في الداخل إلى الكهرباء أكثر من قبل.

وبما يخص مقدار مصروف الغاز في محطات إنتاج الكهرباء، فأوضح أنه “في فصل الشتاء يستخدم يوميًا 230 مليون متر مكعب من الغاز لتوليد الكهرباء، ونسعى لتقليص هذا القدر إلى 210 مليون متر مكعب يوميًا”.

وبحسب تسنيم، فإن الحكومة الإيرانية أصدرت قرارًا سابقًا بمنع استخدام المكيفات الغازية في الدوائر الحكومية في طهران، كي تتمكن من توصيل الغاز إلى المستشفيات والمنازل السكنية.

حلول الأزمة

وكانت “ارنا” قد نقلت في وقت سابق عن المتحدث باسم الكهرباء الإيرانية قوله، في ما يخص الحلول المقدمة لتفادي هذه الأزمة: الحل بسيط ولكنه قطعي وحتمي، فإذا نظمنا المكيفات الغازية على درجة 25 أو أكثر، وكذلك المكيفات المائية على نسبة منخفضة، وتخلينا عن الأدوات التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة الكهربائية في الساعات ما بين 12 حتى 18 في اليوم، واعتمدنا على النور الطبيعي في النهار سنجتاز الأزمة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: