الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 أغسطس 2021 07:00
للمشاركة:

كيف ستبدو توجهات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه تركيا في عهد رئيسي؟

حالة من التكهنات تسود التوجّه الجديد للسياسة الخارجية الإيرانية بقيادة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تجاه دول المنطقة ومن ضمنها تركيا، التي تربطها علاقات جيدة مع إيران. إذ يجتهد الباحثون والمحللون في رسم خريطة التوجهات الجديدة للسياسية الخارجية الإيرانية الجديدة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى أخيرًا اتصالاً هاتفيًا بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي مهنئًا إياه بالفوز في الانتخابات الرئاسية والبدء في مهامه الوظيفية الجديدة، وخلال الاتصال ناقش الرئيسان  التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفقًا للبيان الصادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.

وأعرب أردوغان عن تطلعات بلاده لتعزيز العلاقات بين أنقرة وطهران خلال فترة رئيسي الرئاسية وكذلك تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مضيفًا أن “تركيا وإيران ستمضيان قُدمًا في دعم وتقوية الدور الذي يقوم به مجلس التعاون الأعلى بين البلدين وقد أرسلت تركيا وفدًا رفيع المستوى لحضور حفل تنصيب رئيسي رئيسًا للجمهورية الإيرانية ضم كلاً رئيس البرلمان مصطفى شنطوب ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولموش والسفير التركي لدى طهران داريا ورس.

من جهتها قالت صحيفة “سوزجو” المعارضة، إن أهم محاور المكالمة التي جمعت أردوغان برئيسي كانت القضية الفلسطينية وكيفية العمل على رفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من قِبل إسرائيل، وأن تلك المسؤولية هي مسؤولية مشتركة لكلا البلدين.

وتابعت الصحيفة، أن الحديث بين أردوغان ورئيسي تناول تعزيز العلاقات بين البلدين ودول الجوار وأن البلدين سيمضيان قُدمًا في هذا الطريق، مشيرة إلى دعوة الرئيس الإيراني إلى عقد اجتماع مجلس التعاون الأعلى بين تركيا وإيران في أقرب وقت وسينعقد هذا الاجتماع في طهران والذي سيكون هو السابع من نوعه بين البلدين. واختتمت الصحيفة تقريرها، بأن مستقبل العلاقات بين البلدين سيشهد تطوير وهذا التطوير سيكون بوتيرة متسارعة، وأن الدولتين ستعملان على توفير الأمن والاستقرار لكلاً منهما وللمنطقة ككل، فضلًا عن خدمة القضية الفلسطينية.

من جانبه، توقع مركز “سيتا” للدراسات السياسية في ورقة تحليلية له، أن تشهد العلاقات بين تركيا وإيران طفرة نوعية خلال الفترة الرئاسية للرئيس الجديدة إبراهيم رئيسي، موضحًا أن اللقاء الذي جمع الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، مع الوفد التركي برئاسة رئيس مجلس البرلمان مصطفى شنطوب ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولموش والسفير التركي لدى طهران داريا أورس، كان لقاءًا مليئًا بالإشارات والرسائل الإيجابية في الحديث عن تطوير العلاقات بين البلدين.

وتابع المركز، أن من أبرز ما سيشهد تطورًا بين البلدين، هو العلاقات التجارية والتي كانت قد تأثرت بالجائحة والبيروقراطية والعقوبات الأميركية، حيث ستعمل الدولتان لتطوير العلاقات التجارية بينهما، مشيرًا أن من الملفات التي ستكون محل اهتمام مشترك بين البلدين هي، مكافحة الإرهاب خاصة الموجود في سوريا والعراق وسيكون الملف الأفغاني حاضرًا بقوة في الملفات بين البلدين. واختتم المركز ورقته التحليلية بأن مستقبل العلاقات بين تركيا وإيران بشكل عام سيشهد تطورًا ملحوظ على المدي القريب والبعيد على حدٍ سواء، وهو ما سيكون واضحًا خلال الفترة القادمة.

بدوره، رأى الباحث السياسي ورئيس مركز “إيرام للأبحاث”، يحيى أويجور، بأن السياسة الخارجية لحكومة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ستشهد انفتاحًا أكبر على دول الجوار خاصة تركيا، وسيعمل رئيسي علي تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده مع تركيا، وذلك بسبب أن تركيا هي واحدة من أقوى دول المنطقة، وأنها تعتبر حليفًا قويًا لإيران في المنطقة، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن التعاون في مجالي التجارة والسياحة بين البلدين سيشهد تطورًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة.

في السياق ذاته،  قال الباحث في “مركز أورسام للدراسات السياسية” إسماعيل صاري، إن “السياسة الخارجية الايرانية سيطرأ عليها عددًا من التغيرات على الصعيدين المحلي والدولي وأنها ستتسم بالهدوء والاستقرار”. 

وأضاف صاري في ورقة تحليلية له، أن سياسة إيران الخارجية الجديدة ستشهد انفتاحًا على دول الجوار، خاصة تركيا والسعودية والإمارات وأن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيعمل على خفض التوتر في المنطقة وتوفير السلام والاستقرار فيها. وأن إيران ستعمل مع شركائها في حفظ الأمن في المنطقة وستشهد الساحة العراقية تعاونًا بشكل أكبر بين تركيا وإيران، لاسيما وأن الساحة العراقية محل اهتمام مشترك لكلٍ من طهران وأنقرة. وأنهى الباحث التركي القول إن “السياسة الخارجية الإيرانية سيكون لها نهج مختلف تجاه دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: