الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 أغسطس 2021 20:38
للمشاركة:

وزير الأمن في حكومة رئيسي: الاستخبارات أولًا وأخيرًا

بعد أن تم إعلان التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للبرلمان، بدأت التحليلات والتقييمات تنال القائمة مدحا وقدحا، ومع أنّ هناك أسماء ممن شغل مناصب وزارية سابقة في حكومتي أحمدي نجاد (2005 - 2013) إلا أنّ سيد إسماعيل خطيب والذي يشغل في القائمة المرفوعة للسلطة التشريعية في إيران منصب وزارة الاستخبارات لم يكن له منصب وزاري في أي حكومة سابقة منذ تأسيس "الجمهورية الإسلامية" عام 1979. لكن مسيرة حياته التي نستعرضها في هذه السطور تشير إلى أنه يمتلك باعا طويلا في العمل الاستخباراتي.

نشط إسماعيل خطيب في العمل السياسي والأمني منذ بدايات الثورة الإسلامية في إيران وكان من رجالات مؤسسها الإمام الخميني، حيث عمل في الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني في مطلع تأسيسه، ويُظهر سجلّه الشخصي أنه تنقل في المهام الأمنية والاستخباراتية في مواقع حسّاسة، فقد نشط في وزارة الاستخبارات والأمن، إلى جانب ترأسه لمدة ثماني سنوات مركز الحماية والمعلومات القضائية.

يحوز إسماعيل خطيب المولود عام 1962، على لقب حجة الإسلام والمسلمين بحسب الحوزة العلمية، إذا أنه درس العلوم الحوزوية على كبار علماء الحوزة كالإمام الخميني، وآية الله فاضل لنكراني، ومكارم شيرازي، وآية الله الحاج آغا مجتبى طهراني، وهو يعدّ من التيار المحافظ في البلاد ومن المقرّبين من القائد الأعلى علي خامنئي.

الجدير ذكره، أن موقع الرئاسة الإيرانية أورد هذه المحطات من حياة خطيب في معرض تعريفه بالسجل الشخصي للوزراء الذين اختارهم رئيسي في حكومته، كما أضاف الموقع أن وزير الاستخبارات القادم -في حال نيله الثقة من البرلمان- عمل في العتبة الرضوية المقدّسة كمستشار أعلى ورئيسا للأمن، وهي المؤسّسة ذات الرمزية الدينية الكبيرة، وقد ترأسها رئيسي بين عامي 2016 – 2019 وهذه المؤسّسة مرتبطة بمكتب القائد الأعلى ولها كيان اقتصادي مستقل وأنشطة دينية متعدّدة.

الأمن أولًا

من المعلوم أن الساحة الأمنية شكلت طوال الوقت ملعبًا لتبادل الضربات بين إيران وأعدائها، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في حدة هذه المعركة، لا سيما بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، فقد أعلنت إسرائيل عام 2018، أنها جهاز العمليات الخارجية الخاص بها “الموساد”، قام في عملية سرية بالحصول على أرشيف نووي ضخم من طهران، وفي صيف عام 2020، أكدت طهران تعرض أحد المباني التابعة لمفاعل نطنز النووي لعملية تخريبية، وفي أواخر العام نفسه تعرض العالم النووي محسن فخري زاده لعملية اغتيال على أطراف العاصمة طهران، حيث اتهمت هذه الأخيرة تل أبيب بالمسؤولية عن هذه العملية التي استهدفت من وُصف بأنه “والد البرنامج النووي الإيراني”. كما أن هذا الحرب الأمنية أسفرت خلال شهر نيسان/ أبريل 2021، عن تفجير آخر في مفاعل نطنز الذي يُعد “درة تاج المفاعلات النووية الإيرانية”.

مما تقدم، يتبين حساسية الملف الأمني في إيران، خاصة بعد حدوث تلك الخروقات وغيرها في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، وعليه، فإنّ مراقبين يرون أن اختيار سيد إسماعيل خطيب ذو السيرة التي تحوز على خبرة طويلة تمتد لثلاث عقود في المجال الأمني والاستخباراتي، فضلًا عن قربه من مراكز القرار يمكن أن تصنع فرقا. من خلال إحداث تغييرات في البنية الأمنية للبلاد بما يحصنها في وجه العمليات الأمنية التي تهدد أمنها القومي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: