الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة19 يونيو 2021 10:53
للمشاركة:

صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية – لماذا اختلفت أجواء الانتخابات الرئاسية هذه المرة؟

قال المختص في الشؤون الاجتماعية، أمان الله قرايي مقدم، لصحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، إن الانتخابات الرئاسة الحالية شهدت أكثر من الدورات السابقة حالة من القطبية بين المؤيدين والمقاطعين للانتخابات وإن المناظرات الرئاسية لم تستطع إحداث تغيير في هذه المعادلة

مقدمة صحيفة “ستاره صبح”: جرت يوم أمس الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة بمشاركة قطاعات مختلفة من الشعب، إلا أن الأجواء قبل الانتخابات كانت مختلفة عن الفترات السابقة فكانت المشاكل الاقتصادية وجائحة كورونا من أبرز اهتمامات الشعب في الانتخابات الرئاسية، بحيث ارتبط مصير هذه الانتخابات بقضايا اقتصادية على عكس الانتخابات السابقة؛ لهذا السبب لم يكن الحماس والرغبة بالمشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية مماثل للانتخابات الرئاسية السابقة.

قال الخبير في الشؤون الاجتماعية، الدكتور أمان الله قرايي مقدم، لصحيفة “ستاره صبح”: “في الأشهر التي سبقت الانتخابات تشكلت حالة اجتماعية في الوسط الإيراني تمحورت حول ضرورة المشاركة من عدمها في الانتخابات الرئاسية؛ لهذا السبب كانت الانتخابات الرئاسية الحالية قد جرت في جو ثنائي القطب بين من أرادوا المشاركة وبين من فضلوا المقاطعة وعدم الحضور فيها. وكان من المتوقع أن تغير المناظرات الانتخابية هذين القطبين وهو ما لم يحدث عمليا ولم تتغير المعادلات الانتخابية بشكل ملحوظ حتى اليوم الأخير.

وتابع قرائي مقدم: “رأينا تغيرات في الجو الاجتماعي للانتخابات فقط في الأيام التي سبقت الانتخابات وانسحاب بعض المرشحين لصالح آخرين. يبدو أن مشاكل الناس في فترة الانتخابات هذه كانت عميقة لدرجة أن الناس لم يكن لديهم الدافع الكافي للمشاركة في الانتخابات، كما أن معظم شرائح المجتمع تعيش في ظل الوضع الحالي ظروفا اقتصادية سيئة، ونقطة أخرى هي أنه وفقًا للإحصاءات فإن حوالي ستة عشر مليون شاب إيراني ما زالوا غير متزوجين، حيث إن حالة البطالة في المجتمع الإيراني تتدهور يومًا بعد يوم كما أن عدد العاطلين عن العمل في ازدياد. بالإضافة إلى ذلك فأن الإدارة الحكومية والرئاسية لا تمتلك السلطة اللازمة لحل هذه الأزمة. وهذا بلا شك من أهم أسباب تفاقم الأزمات، نقطة أخرى هي أن ثقة الناس بالمسؤولين قد تراجعت بشكل كبير منذ زمن ولهذا السبب فإننا نواجه نوعًا من عدم الثقة الاجتماعية”.

وصرح المختص في القضايا الاجتماعية: أن رأس المال الاجتماعي والأهم من ذلك الثقة الاجتماعية هي ظاهرة تنطبق على جميع الأفراد وهي متجذرة في التفاعلات الفردية ولها جذور تاريخية طويلة. هذا رأس المال تم إنشاؤه وصقله وتغييره بمرور الوقت، وهو يتحرك من الأسفل إلى الأعلى والعكس صحيح. ملاحظة أخرى هي أن رأس المال الاجتماعي على عكس رأس المال الطبيعي والتكنولوجي فكلما زاد استهلاكه وأصبح مهترئا لا يمكن إخفاء ذلك، وبمرور الوقت يصبح أكثر خصوبة وأكثر فعالية وأكثر دواماً وله تأثير أكبر على عائد الأصول الأخرى وثباتها ويزداد “الانعكاس الذاتي له.

من ناحية أخرى هناك علاقة بين الثقة الرأسية والديمقراطية الحقيقية وفي مثل هذه الظروف، يؤدي الافتقار إلى الثقة الاجتماعية وقلة الوعي والوعي الذاتي لدى الناس إلى الافتقار إلى ديمقراطية حقيقية. في الأربعين سنة الماضية تم رفع العديد من الشعارات حول مشاكل الناس لكنها لم تتخذ مجراها العملي قط.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: