الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 يونيو 2021 09:49
للمشاركة:

صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية – ما هي المخاطر التي سيتركها فوز رئيس متشدد على الاتفاق النووي؟

حذّر السفير الإيراني السابق في بريطانيا، سيد جلال ساداتيان، من تبعات وصول رئيس أصولي متشدد إلى الحكم في إيران، مؤكدا أن حصول ذلك قد يشهد تغييرا في واقع الاتفاق النووي وهو ما يجعل إيران أمام تحديدات جديدة في ملفها النووي والملفات الأخرى.

قال السفير الإيراني السابق في لندن، سيد جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة “ستاره صبح”: من المهم تحديد هوية من يكون رئيسا قادما لإيران، فإذا فاز مَن يعتقدون بأهمية الاتفاق النووي فسنشهد استمرار الحالة الراهنة في التعامل مع هذا الملف، في حين لو وصلت الأطراف المعارضة للاتفاق النووي إلى كرسي الرئاسة فقد تفسد الاتفاق النووي وتنتهج طريقا آخر. فإذا فاز هؤلاء في الانتخابات الرئاسية قد يتعاملون مع الاتفاق النووي بطريقة من شأنها أن تخلق تحديات جديدة أمام هذا الاتفاق.

وأضاف ساداتيان “ليس من الصحيح أن نستند بمواقف وتصريحات المرشحين للرئاسة في المناظرات التلفزيونية لتحليل مستقبل الاتفاق النووي، فالاتفاق النووي ليس موضوعا يمكن تحليله بمثل هذه المناظرات، وهو يعد قرارا للنظام، ولا يُعرف حتى الآن ما هو دور هؤلاء المرشحين في السلطة مستقبلا، وعلى هذا الاساس لا يمكن الانطلاق من تصريحاتهم في المناظرات لتحليل مستقبل الاتفاق النووي”.

وصرح السفير الإيراني السابق قائلا “بعض المرشحين الأصوليين قد ذكروا أنهم يؤيدون الاتفاق النووي، وهذه ملاحظة جديرة بالاهتمام، فهؤلاء الأشخاص كانوا ينتقدون فقط طريقة إجراء الاتفاق النووي ولا يعارضون أصله ومبدئه. فأصل الاتفاق النووي هو اتفاق حقوقي أيده القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، ولهذا عندما انسحب دونالد ترامب منه بهدف عزل إيران عن المجتمع الدولي لم يفلح فيما أراد، وفي النهاية أصبح هو نفسه معزولا بعد أن رفضت الدول الاوروبية مسايرته في سياسته”.

ونوه سادتيان أن “إيران في الوقت الحالي تصر على أن تعود الولايات المتحدة الأميركية أولا إلى الالتزام بتعهداتها بسبب خروجها بشكل أحادي من الاتفاق النووي. كما أن الدول الأوروبية تطلب هذا الشيء من الولايات المتحدة الاميركية، وفي حال حدث هذا فإن طهران سوف تتراجع عن خطواتها وتعود للالتزام بما عليها من تعهدات في هذا المجال، وبطبيعة الحال هناك تعقيدات خاصة في هذا الملف، فلو وصل مرشح أصولي إلى رئاسة الجمهورية فيستطيع تغيير نبرة كلامه تجاه هذا الموضوع ويمنع استمرار المفاوضات، في مثل هذه الحالة فإن الدول الأوروبية سوف تنتهج خيارا أخر، ونعود بذلك إلى المربع الأول مع اختلاف في حدوث إجماع بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية في موقفها تجاه طهران”.

وتابع “خلافا لعهد ترامب والذي كانت الدول الأوروبية لا تساير الولايات المتحدة الأميركية في موقفها تجاه إيران فإن الظروف الحالية قد تغيرت وأصبحت هذه الدول متفقة مع سياسات بايدن، وبالتالي لو وصل رئيس متشدد في إيران إلى كرسي الحكم وتعامل مع الاتفاق النووي برؤية متشائمة فعلينا انتظار تبعات سلبية على إيران”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: