الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 يونيو 2021 09:36
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – الإصلاحيون يذهبون إلى الهامش

كتبت صحيفة " جهان صنعت " الاقتصادية مقالاً حول الآثار الآنية والمستقبلية للانقسام والتشتت الحاصل في جبهة الإصلاحيين، وتأثير موقفهم الأخير المتمثل برفض دعم أحد المرشحين على نتائج الانتخابات.

لم يكن الأصوليون وحدهم فقط وإنما العديد من رجالات السياسة وعامة الناس قبل أشهر عدة من بدء الانتخابات يعلمون النتائج التي ستؤول إليها الانتخابات الرئاسية لعام 2021 والتي سيكون الفوز بها لصالح الأصوليين. ويبدو أنه وبعد كل هذه المشاكل لاقتصادية والمعيشية والتي أوجدت جبلا من الاستياء وفي ظل الحجم الكبير للدعاية الإعلامية والهجمة الشرسة ضد الحكومة والداعمين لها لم يعد هناك أمل بفوز الإصلاحيين في هذه الانتخابات، لكن هذا الواقع قد تغيير مع الاقتراب من موعد الانتخابات، ويبدو أن الاتجاه الذي تجاوز تصور مجلس صيانة الدستور والاقصاء للعديد من القوى اليسارية سبب حدوث موجة من الاعتراض والاحتجاج تجاه هذا الواقع، وبحسب تعبير الناشط السياسي والمنظر الإصلاحي، محمد رضا تاجيك، فإن الكثيرين أصبحوا يسعون إلى كشف الحقيقة المقلوبة، ولهذا قد ابتعدوا من الانفعال السابق (قرار مقاطعة الانتخابات)، واتجهوا نحو النشاط المتحفظ، وبمراجعة وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد الأصوات الراغبة في المشاركة في الانتخابات ودعم المرشح عبدالناصر همتي تحديدا يمكن إثبات هذا القول.

خلافات مزعجة

إن ما نريد التوصل إليه في هذا المقال هو شيء آخر. والملاحظة المهمة هنا هي أن هذه التحولات والتغيرات في الأيام الأخيرة تسببت في وجود ثنائية في جبهة الإصلاحيين على المستوى الاجتماعي والسياسي، والشاهد على هذا الأمر أن العديد من الأحزاب والقوى الإصلاحية تقوم عبر الرسائل والمنشورات في برامج الإنتسغرام وتويتر وكل وسائل التواصل الاجتماعي بدعم همتي، ولكن المشكلة هي في آلية العمل الانتخابي التي تعاني من التشتت وعدم الانسجام، وتحتاج إلى عقد اجتماعات طارئة ومهمة حتى  يتوصلوا إلى نتيجة ولا يعودون يوم الثلاثاء مرة جديدة إلى موضوع عدم دعم مرشح في الانتخابات. ولا أحد من المؤيدين أو المعارضين لفكرة المشاركة النشطة في الانتخابات يؤيد هذه الثنائية. فكلاهما يعلم بأن الاستمرار في هذا الإجراء ستكون النتيجة المتوقعة حاصلة لا محالة حيث سيخصر الإصلاحيون ويقبلوا الهزيمة أمام التيار الأصولي، ولن تجدي الأصوات المعارضة نفعا من آرائها في يوم الاقتراع، كما أن هذا الواقع سيقلل من تأثير فاعلية الإصلاحيين في المشهد السياسي.

ردة فعل أو خطة

في غضون ذلك يتهم بعض المحللين في الجانب المقابل بأن كل هذا الكلام ما هو إلا لعبة من الألعاب السياسية التي يقوم بها التيار الإصلاحي، فعلى سبيل المثال قال الناشط السياسي الأصولي محمد صادق كوشكي لموقع ” فردا”: إن الإصلاحيين يسعون من وراء هذه اللعبة أن يجنوا منفعتين اثنتين الأولى: إذا فاز همتي بالانتخابات فستستمر تلك السنوات الثماني من حكم روحاني وستظل لديهم المصالح والمكاسب التي اعتاد الإصلاحيون عليها. إضافة إلى ذلك إذا كان أداء همتي مثل روحاني غير مقبول فإنهم سوف يتذرعون بعدم الدعم هذا، ولن يكرروا التجربة السابقة في دعم حسن روحاني.

الانعكاس الخارجي

أحمد شيرزاد ناشط سياسي إصلاحي لم يعارض قراءة كوشكي بل وجد بأن فيها شيء من الواقعية حسب تعبيره للصحيفة، حيث قال: إذا تم اتخاذ هذه الخطوات التي ذكرها كوشكي بشكل عقلاني وممنهج فلن يكون عمل سيء، وهذا يعني بأن هذا الأمر سيكون خيارا ولكن على أية حال فإن ذلك يظهر نوعا من التشتت بين الإصلاحيين لدى الرأي العام.

ويقول شيرزاد الذي يعد من داعمي همتي: إن نهج الإصلاحيين المتبع حاليا سيقلل من مستوى التأثير ويؤكد أن التيار السياسي القوي يجب أن يستطيع في هذا النوع من المشاكل الموجودة أن يصل إلى قرار جذري وحاسم فعلى سبيل المثال في الأوضاع الحالية الموجودة إذا تم التعامل مع مسالة عدم الأهلية بشكل صارم فيتعين على جميع الأحزاب الإصلاحية أن يضغطوا على المرشحين الموجودين يعني مهر علي زاده وهمتي على الانسحاب من هذه الانتخابات. والنهج الآخر في هذه المسالة من الممكن أن يكون هو أن تدخل جبهة الإصلاح بشكل جدي وتقوم بدعم أحد الخيارين الموجودين. شخصياً أنا أرى أن النهج الثاني أكثر واقعية ويتطابق مع مصالح الشعب والبلاد ولكن لم أر أي اتباع لأحد النهجيين السابقين من قبل جبهة الإصلاح.

نهاية عدم الحسم

ويضيف النائب السابق: عندما يترك القرار حول الانتخابات في دون حسم، ونرى أن الشخصيات المختلفة في هذه العملية لها آراء مختلفة تتحول جبهة الإصلاح من جبهة حاسمة في الفضاء السياسي للبلاد إلى جبهة هامشية وهو في الواقع حقيقة وفي هذه الحالة لا تكون شخصية حاسمة مثل السيد خاتمي قادرة أن تدخل الساحة ويكون لها الكلمة الأخيرة.

ورغم أنه من الممكن أن يكون الإصلاحيون قد جاءوا ودعموا خيارًا واحدًا إلا أنهم لم ينتصروا بسبب الظروف غير المتكافئة والأجواء التي وجدت في السياسة والإعلام قبل شهور ولكن من الطبيعي أنهم قاموا بعمل نشط وهو أمر جيد من قبلهم.

التصرف بحكمة

ناصر قوامي ناشط سياسي إصلاحي في مقابلة مع الصحيفة أيد قرار جبهة الإصلاح بعدم دعم مرشح، قائلاً: “إن دعم شخص في هذه الظروف ليس عقلانيًا على الإطلاق فإذا افترضنا أن الإصلاحيين يدعمون شخصًا ما وتم انتخابه رئيسا ًماذا سيفعل بعد ذلك؟  الجواب بأنه سيواجه نفس مشاكل روحاني.  لكننا الآن نرى أن كل المشاكل الموجودة تلقى على عاتق الحكومة والتي هي الحكومة المنتخبة من قبل الإصلاحين. والآن لنفترض أن الإصلاحيين يدعمون همتي وأنه سيصبح رئيسًا فمن الطبيعي أن تكون سلطته وقدرته أقل بكثير من روحاني لذا كان قرار جبهة الإصلاح هو القرار الأفضل لأنه على الأقل لن يتم إلقاء اللوم على الإصلاحيين.

ورداً على ما هو تأثير عدم دعم الإصلاحيين لهمتي على فرصة نجاحه؟، قال: بطبيعة الحال إذا اتفق الإصلاحيون على دعمه واتخذوا الإجراءات فستكون أمامه فرصة للنجاح أو على الأقل الذهاب إلى الجولة الثانية، ولكن هذه الخطوة لن تكون في مصلحة الإصلاحيين. والآن استبعد ما إذا كانت ستتاح له فرصة أو سيصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات.

وفي الختام، يبدو أن نتائج هذه الظروف تقودنا إلى الاعتقاد بأن ما قاله كوشكي صحيح حيث أن الإصلاحيين قد أصابوا في موقفهم هذا، فإذا فاز همتي سيحصلون على مكانهم وفقًا للدعم الفردي الذي قدموه له.  وفي الوقت نفسه كما حصل في عهد روحاني لن تتم إدانتهم بأي ذريعة وبأي عمل خاطئ من جانب الحكومة حتى لو لم يفز همتي فهم لن يكونون خاسرين أو مهزومين. ولكن كما قال أحمد شيرزاد فإن هذا النهج وحتى مع وجود الوعي يقدم صورة مجزأة وغير حاسمة للجبهة الإصلاحية وتقلل من فعاليتها.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: