الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 يونيو 2021 14:01
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – أزمة المرشحين الاحتياطيين.. التحدي لايزال قائما

تطرقت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية في أحد مقالاتها لقضية "انسحاب" المرشحين الاحتياطيين من الساحة الانتخابية وكيف أنها بدأت تتحول إلى أزمة وتحدي لكل من التيارين الفاعلين في إيران، وعلقت على تداعيات المنافسة الانتخابية إذا ما أصرّ هؤلاء المرشحون على الاستمرار في السباق الرئاسي ولم ينسحبوا لصالح من ينتمون إلى تيارهم.

في جميع الانتخابات كانت قضية “الانسحاب” أو “الاستمرار” فيما يتعلق بمرشحي الرئاسة دائما ما تتحول إلى أزمة وتحدي بالنسبة للتيارين الأصولي والإصلاحي. وقضية الانسحاب أو عدم الانسحاب أدت في بعض الأحيان إلى قيام الانتخابات من جهة واحدة، أي تيار واحد ولكن في الانتخابات الحالية لعام 2021 يبدو أن هناك تحديات جدية أكثر من أي وقت مضى وحاسمة.

إن انتخابات رئاسة الجمهورية في دورتها الثالثة عشر للعام 2021، والتي ستقام يوم الجمعة 18 حزيران/ يونيو، وجد فيها قصة غريبة. ففي الأيام الأخيرة  دعا العديد من الشخصيات البارزة والتي تلعب دورا حاسما في التيار الأصولي المرشحين بلغة الإنذار والنصيحة  لتهيئة الساحة الانتخابية على النحو الذي تكون فيه أسس تمنع من فشلهم وخسارتهم في الانتخابات حيث كانت البداية قيام بعض المرشحين بالتغريدات على تويتر ليشكلوا جبهة تحدي ودفاع عن أنفسهم حيث يقولون بأنهم لم يدخلوا ساحة الانتخابات حتى  ينسحبوا منها وبانهم لن يغادروا هذه الساحة أبدا ولكن ما كتبته صحيفة “كيهان” وما جاء في خطابات حداد عادل غيرت من مسير هذه اللعبة قليلا ولكن هذه التحديات والمخاوف لم ترفع فحسب بل قد تضاعفت ووصلت إلى مرحلة خطيرة.

كما يجب أن يذكر الجانب الآخر من هذه الساحة بأنه يحدث نفس الأمر ولكن ليس بحجم ذلك لتصعيد والمخاوف التي تحصل في الجبهة المقابلة وبعيدا عن إعلان موقف إجماع الجبهة الإصلاحية ومن الداخل أيضا مهر علي زاده الذي لم يستطيع أن يوفق في جذب الانتباه والأنظار في سعيه من أجل القبول بالانسحاب فهو لا يزال يقف بشكل قوي وحازم من أي وقت مضى ولكن من الواضح أنه كما حدث خلال انتخابات 2005 لم يجد مرتبة أفضل غير أن يكون في أسفل القائمة.

وفي هذا الصدد يرى البعض أن ألعاب السياسية التي يقوم بها حزب كوادر البناء في التيار الإصلاحي بأنه يجب على الإصلاحيين الاحتياط حيث يدعون الإيرانيين بان لا يدخلوا ساحة الانتخابات وهذه المسألة سببت عدم ارتفاع الدخان الأبيض من مدخنة قاعة الاجتماعات للتيار الإصلاحي حتى هذه اللحظة.

وهنا نصل إلى نتيجة مفادها بأن المرشحين الأصوليين إما لم يفهموا رسالة حسين شريعتمداري وصحيفة “كيهان” وحداد عادل أو لم يستفيدوا من التحذير وذلك بسبب أنه على الرغم من قبول سيد امير حسين قاضي زاده هاشمي وزاكاني ضمنيًا الانسحاب إلا أنه لم يغير المخاطر القائمة فحسب بل يؤدي إلى أن المرشح المنافس ومن خلال الضرب على وتر أحقيته، يستطيع في استقطاب النسبة القليلة من الناخبين المؤيدين للتيار المعارض. وأما الوجهان اللذان لا يهتمان ولا يلتفتان لهذا القول واللذان يعطيان الحق والمكانة لنفسيهما وهما محسن رضائي والذي يشعر بأنه دخل الساحة الانتخابية دائما بشكل أفضل  والآخر هو سعيد جليلي والذي يحمل الدعم بنسبة متوقعة في صناديق الاقتراع وهم أنصار أفكار احمدي نجاد و وقسم من الأصوليين، وهم داعمين له وفي حال لم ينسحب من الساحة الانتخابية، وإن لم يحدث ذلك فسيقوم الإصلاحيون بحركة مباغتة وسريعة كما حدث عام 2005 مع احمدي نجاد و2017 الذي استطاعت حكومة روحاني بهذا الفعل حينها من أن تتربع على كرسي الرئاسة لدورة جديدة.

بالإضافة أن هناك الكثير من التكهنات حول المقرات الرئيسية للمرشحين السبعة ولكن يجب الاعتراف بأن انقسام الأصوليين وعدم وجود زعيم وقائد يمكن للجميع سماعه قد يؤدي إلى نتيجة طويلة الأمد عندها لن يكون الأصوليون قادرين على إصلاح أنفسهم ومن هنا يفهم التحذير الذي جاء من قبل صحيفة “كيهان” الأصولية والنبرة القاسية لغلام علي حداد عادل.

في النهاية لم يتبق الكثير من الوقت حتى انتهاء الانتخابات والآثار التي ستكون في هذه الأيام القليلة يمكن أن تتسبب خلال دورة أو دورتين من أربع سنوات وربما أكثر في ارتفاع مصير تيار سياسي وهبوطه لذلك علينا أن ننتظر ونرى كيف سينهي كلاً من طرفي القصة هذه اللعبة الصعبة والمعقدة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: