الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يونيو 2021 15:36
للمشاركة:

صحيفة “ابتكار” الإصلاحية – أزمة الأقلية المتواجدة في موقع الأكثرية

كتب المحلل السياسي، رضا دهكي، في مقال نشرته صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أن هناك قلق حقيقي من احتمالية أن تحتل الأقلية السياسية موقع الأكثرية، معللا السبب في ذلك بتراجع شعبية الإصلاحيين مقابل حفاظ الأصوليين على شريحتهم الثابتة من الناخبين.

كانت كلمة “المشاركة” هي أحد المفردات التي استخدمت وانتشرت بشكل واسع في زمن الإصلاحات الحكومية حيث كان حزب الإصلاح انذالك هو الحزب الحاكم خلال تلك الفترة لذالك تم استخدامها ولكن كان تفاوت كلمة المشاركة يختلف عن باقي المفردات الأخرة مثل حماسة الحضور والعاطقة الانتخابية وكل ما شابه تلك المفردات من حيث المعنى، وبدلا عن التركيز على المفاهيم العاطفية والحماسة كان التركيز على دور الناس في تحديد وتعيين المستقبل السياسي للبلاد. وكانت هذه الطريقة ليس فقط من اجل تحديد نسبة المشاركة من حيث الصعود والنزول او بالعكس بل كان هذا التغيير في الأدبيات من اجل معرفة نسبة وتعداد كل الأراء التي شاركت في الانتخابات وادلت بصوتها من بين كل الناخبين المؤهلين للانتخابات، والاهم من هذا كله هو عنصر ومقوم الانتخابات للجمهورية وشرعية النظام السياسي الذي وجد وبني على اساس التصويت الذي حصل عليه .


قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المتزامنة مع انتخابات مجالس البلديات من جهة، وانتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة، من جهة اخرى كانت نسبة المشاركة في الانتخابات للرئاسة الجمهورية والبرلمان أعلى نسبيا من اي وقت مضى حيث كانت تحدد نسبة المشاركة في اغلب الأحيان خلال الانتخابات التي تجري لتحديد أعضاء هاتين المؤسستين . ولهذا السبب وفي نفس التاريخ من العام 2020 /20 فبراير كانت نسبة المشاركة في الدورة الحادية عشر من إنتخابات البرلمان منخفضة بشكل ملحوظ جدا حيث حذر الكثيرون من انخفاض نسبة مشاركة الناس في هذه الانتخابات كما تظهر إستطلاعات الرأي خلال سنة واحدة ما قبل ذالك منذ تلك الانتخابات حتى الانتخابات الرئاسية للدورة الحادية عشر في الدورات السابقة نفسها كانت الانتخابات أكثر اهمية وكانت فيها نسب المشاركة مرتفعة جدا وومتلئة ولكن الآن لا تزال نسب المشاركة وفق الإحصائيات منخفضة وليس من البعيد أيضا أن تنخفض أكثر في موعد الانتخابات المرتقبة بعد أيام.


وكما تظهر آخر الإحصائات لمركز ” ايسبا” لمشاركة الناس في الإنتخابات الرئاسية بعد المناظرة الرئاسية الثانية بنسبة 41% والشيء المثير للإهتمام أنه حتى المناظرات الرئاسية والتي تعد عنوانا لأحد القوى المحركة والدافعة لعجلة الانتخابات في السنوات السابقة تشهد أيضا انخافضا في تعداد المشاهدين بنسبة 37% لهذا العام وبالطبع، كما واجهت هذه المناظرات التي تجري العديد من الإنتقادات المختلفة والمتنوعة .


وتكمن المسالة هنا في الفراغ من الحزب الإصلاحي والذي كان يملك قاعدة تصويت متناسبة ومباشرة مقابل الآراء والتصويت الرمادي لنصل الى نتيجة مفادها بانه لا يوجد هناك اي قلق أو اي تخوف حول نسبة مشاركة الناس في الانتخابات وهذا الموضوع سيكون غريبا عند استخدام مفردة المشاركة بجانب المفردات الحماسية السائدة في الانتخابات.


الجهود المبذولة لاجل اتساع ارضية المشاركة و أدبيات الناخبين لا تساعد في ذلك ولربما ايضا هي في غالب الأمر سلبية وغير مقنعة حيث قالوا في أحدى المرات “اجمعوا أغراضكم وغادرو خارج إيران” والآن وبشكل واضح يقولون اذا كان المسلم لا يقوم بالادلاء بصوته يعتبر عدو معادي للبلاد . والمثير للاهتمام بأنه حتى في الملاحظات والمقالات الإعلامية التابعة لبعض التيارات بدلا من البحث عن سبب انخفاض نسب المشاركة من قبل الناس والدعوة لزيادتها يقومون بنشر مقالات تبرر سبب انخفاض النسب والعوامل المؤثرة على انخفاض النسب .


يمكن اعتبار النظرية القائلة بأن لدى الأصوليين قاعدة تصويت ثابتة وإلزامية من 16 إلى 17 مليون شخص وفي اي ظرف كان سيقومون بالتصويت لمرشحهم المفضل مع الأرقام والنسب المتاحة هي معقولة بشكل عام ومع ذلك و في نفس قاعدة التصويت الثابتة وفي حالة وجود مسافة كبيرة وتفوق بلا منازع لسيد إبراهيم رئيسي في الاستطلاعات إلا انها كانت سبب لعدم انسحاب المرشحين الاحتياطيين لاجل عدم إظهار عدم حضورهم في الانتخابات كمرشحين احتياطيين، ولكن تظهر استطلاعات الرأي بانه حتى بعد المناظرات الرئاسية التي تجري هناك إنخفاضا بنسبة 7% لرئيسي ولكن يمكن القول أن نسبة كبيرة من هذا العدد على الرغم من الأصوات الحالية والفئوية لديها رؤية تحليلية فيما يخص المرشحين.


على مدى الأربعين عامًا الماضية ، جربت مختلف التيارات السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حظها وبغض النظر عن مدى تبري لأصوليين من محمود أحمدي نجاد أو الإصلاحيين حول حمايتهم لحسن روحاني واعتدالهم إلا انهم ينتقدون أنفسهم ولا يستطيع اي طرف منهم انكار حضورهم ووجودهم في البرلمان او الرئاسة. وبغض النظر عن النسب والإرقام لصعود وهبوط فيما يخص احصائيات الأداء للحزبين فإن نتيجة هذا العمل والأداء من قبل الطرفين ليست ايجابية في لغة الأرقام والإحصاءات.


الخبز الذي يكون ناتج من ردود الفعل العامة على الشعارات المتبعة ستكون شعارته قد فقدت فعاليتها وفي مثل هذه الوضع قد يكون التيار السياسي الأصولي وأنصاره قد شعروا بالنصر والفرح في هذه الانتخابات قبل أن يعلن ولكن عليهم أن يشعروا بالقلق والخوف الذي سيكون من قبل الناس فإذا كان هناك ضعف في أداء الإصلاحيين فيجب على الموالين لحزب الأصولين ان يظهروا رأيهم ويعرفوا مصيريهم، ويكونوا حاضرين في الساحات لانه لن يكون هناك اي عذر مقبول للحكومة المستقبلية حول اي تقصير في الأداء اتجاه الناس والبلاد . وفي هذا الوقت سيكون هناك انخفاض ملحوظ في نسبة التصويت في نفس هذه القاعد وستتذكرون ذالك حيث ان هذه القاعدة الانتخابية لهذا الحزب لا تمثل سوى خمس سكان إيران والتي ستقرر مصير 81 مليون من سكان إيران . حيث ان هذه الأقلية ستأخذ مكان الأكثرية وفي الوقت الإضافي وفي أكثر الآراء السلبية لهم ستسبب القلق والخوف ولكن الان عليهم أن يكونوا هم انفسهم قلقين من ذالك حيث ستكون انتخابات 2021 الرئاسية اكثر من مجرد فترة انتخابية وستكون اثارها ظاهرة خلال الأربع سنوات القادمة وهذه هو التحدي والخوف الحقيقي القادم بان هذه الأقلية ستأخذ محل الأكثرية الموجودة داخل البلاد .

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ابتكار” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: