الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يونيو 2021 15:34
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – خذوا هذا التحذير على محمل الجد

حذّر مدير تحرير صحيفة "كيهان" الأصولية، حسين شريعتمداري، في مقال التيارَ الأصولي من استمرار المرشحين الخمسة في المنافسة الانتخابية وعدم انسحابهم لصالح أحدهم منعا لتشتيت الأصوات المؤيدة، مؤكدا أن ذلك قد يعزّز فرص الإصلاحيين في الفوز بالانتخابات الرئاسة المقبلة.

1-زعم السيد همتي في الجولة الأولى من مناظرة مرشحي الرئاسة  أن واحد من بين المرشحين الخمسة للجبهة الثورية فقط هو المرشح الحقيقي بينهم وأن وجود المرشحين الأربعة الآخرين هو مجرد “غطاء”! وأكد أنه إذا لم يكن الأمر كذلك فعليهم أن يقسموا من الآن فصاعدًا أنهم لن ينسحبوا لصالح واحد منهم!  هذا الإدعاء للسيد همتي وطلبه من مرشحي الجبهة الثورية على الرغم من تقديمه بمزيج من الغضب لكن أن يتم تقييمه في هذا الإطار المحدود أمر بسيط للغاية. حيث يجب اعتبار تصريحات السيد همتي بمثابة صيغة وخطة لجبهة الإصلاح و كوادر البناء وحكومة حسن روحاني(التدبير والأمل)  في كسر أصوات مرشحي الثورة وفي نهاية المطاف فشل هذه الجبهة في الانتخابات أو  الفوز بأصوات قليلة على الأقل. ولحسن الحظ فإن الأدلة المتوفرة توحي بأن هذه الحيلة وصلت إلى طريق مسدود أمام تقوى وتضحية مرشحي الجبهة الثورية.

2- من البديهي أنه من بين المرشحين السبعة المؤهلين سيكون لدى شخص واحد فقط فرصة الخدمة بالقصر الرئاسي وتنطبق هذه القاعدة أيضًا على المرشحين الخمسة للجبهة الثورية بحيث يحق لواحد منهم فقط الجلوس على كرسي رئاسة الجمهورية. لذا سواء أحببنا ذلك أم لا  فسيتم استبعاد المرشحين الأربعة الآخرين. هذا الحدث الحتمي والمؤكد  والذي لا مفر منه يمكن حدوثه قبل الانتخابات وبانسحاب 4 مرشحين من الجبهة الثورية لصالح آخر منهم أو بعد حضور جميع الأشخاص الخمسة في الانتخابات وإعلان نتائج الانتخابات نشهد إقالة 4 مرشحين من الجبهة الثورية! لكن ما يمكن قوله دون أدنى شك أن وجود جميع مرشحي الجبهة الثورية الخمسة في الانتخابات ورفض انسحاب 4 منهم لصالح الشخص الخامس خطأ كبير وستتضرر الجبهة الثورية منه ويمكن اعتبار هذا الخطأ إثمًا لا يغتفر لمدى تأثيره العكسي وما يترتب عليه من ضرر وهذا بالضبط هو السبب في أن العواقب ليست بعيدة عن نظر المرشحين من جبهة الثورة، وهناك دليل على قرار الإبقاء على أحدهم.

3- يمكن القول دون أدنى شك أن جميع المرشحين الخمسة من جبهة قوى الثورة يمتلكون المؤهلات اللازمة للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية وخلافًا لما يدعيه السيد همتي فهم ليسوا غطاء بل حضروا للمشاركة في المنافسة الانتخابية وتولي الرئاسة لخدمة الشعب، لكن من الواضح أن واجب المؤمنين والثوريين تحدده ظروف اليوم وربما تتغير المهمة التي كانوا يتولون زمامها حتى الأمس مع قدوم وظهور متغيرات جديدة. وكما قال الأمام نقلا عن حجة الإسلام والمسلمين “توسلي” في كتاب “آثار” “من قال أن كلام الرجل مقطوع به ولا يقبل التغيير “؟ إن قرارات وخطط الإنسان التقي الذي يبحث عن الله تتغير مع تغير الظروف والعلاقات وفي كل نقطة زمنية وفقًا لظروف الوقت والقضايا والمتطلبات الجديدة التي نشأت يمكن تغييرها ومراجعتها.

4- ليس هناك شك في أن المرشحين الخمسة المذكورين على الرغم من اختلاف نسب تصويتهم وهذا الفارق كبير نسبيًا في بعض الحالات لكن في النهاية لديهم تقريبًا نفس سلة الاقتراع. لذلك من الطبيعي أنه في حال بقاء الخمسة في الساحة، فأنه مهما بلغت أصوات أي منهم فستنقص من سلة أقتراع المرشحين الآخرين من جبهة الثورة، والنتيجة أن احتمالية نجاح مسببي الوضع الكارثي اليوم تتعزز وإذا تم حدوث هذا الشيء فستكون ضربة قوية لجسم النظام في حين أن الأهم لجميع مرشحي الجبهة الثورية هو إنقاذ السلطة التنفيذية من أولئك الذين تسببوا في كارثة وفرضت مئات المشاكل على الأمة خلال 8 سنوات.

5- الآن علينا أن نرى من ينسحب لصالح من ؟! اليوم وفقًا لاستطلاعات الرأي والملاحظات الميدانية المختلفة يمكن أن نرى بوضوح أي من المرشحين الخمسة المذكورين لديه المزيد من الأصوات والحظ؟ خاصة اذا كانت الفجوة بين اصواته والمرشحين الاخرين كبيرة جدا ومستحيلة. من الضروري أيضًا توضيح أن الاختلاف الكبير بين أصوات أحد المرشحين والمرشحين الأربعة الآخرين لا يعني بالضرورة أن المرشحين الآخرين أقل تأهيلاً ولكن ما ينطوي عليه الأمر ولا ينبغي تجاهله هو عامل “التصويت” .

هذا العامل هو أحد العوامل الأكثر تحديدًا في تحقيق النتيجة المرجوة. لذلك وبحسب عقل ومنطق وملاءمة النظام فمن الضروري لكل مرشح بعد انتهاء الجولة الثالثة من المناظرة التي جرت أمس، تقييم أصواتهم بعيداً عن الشعارات والتكهنات غير العلمية ، بما في ذلك من خلال الدراسات الميدانية والاستطلاعات ، وإختيارالمرشح الذي لديه أكبر عدد من الأصوات كمرشح لهذا الطيف وألا يكتفوا بسحب ترشيحهم لصالحه بل أن يقوموا بحملات لصالحه وأن يقدموا قدرات المرشح المختار للشعب.

6- وتجدر الإشارة إلى أن تصريحات السيد همتي في الجولة الأولى من المناظرات والتي تكررت عدة مرات في المناظرات اللاحقة هي خدعة محسوبة من الإصلاحيين، يهدف من ورائها إلى استمرار الحالة الكارثية في السنوات الثماني الماضية ويتبعه التباعد بين قوى الثورة وهزيمة أصواتهم. كما أصر السيد همتي وكما هو مذكور في الفقرة الأولى من هذا المقال بنعت المرشحيين الثوريين بالـ”الغطاء”  لخلق الفتنة والتفرقة بينهم ولخلق مواجهة بين بعضهم البعض من أجل الاتفاق والانسحاب لصالح أحد المرشحين الخمسة الحاليين!

– 7قال أحد المطالبين بالإصلاحات وعضو وسط الحزب المنحل في حديث لمجلة “صدى”:

“إن أهم هدف للإصلاحيين هو تعميق الفجوة في الحكم. إن العامل الأكثر أهمية الذي سيكون بمثابة القوة الدافعة لعمليتنا في الوضع الحالي هو منع اوحدة الأصوليين المتطرفين مع الأصوليين الآخرين. إن سد الفجوة بين الفصائل الحاكمة مهم تاريخيًا. فيجب أن يلعب المصلحون دور السكين وإيصال  هذه الفجوة إلى تباعد كامل . ويمكن لحكومة روحاني أن تحقق بعضًا من هذه الأهداف بشكل أفضل من الإصلاحيين”. هذا الكلام ليس مرتبط بالشخص الذي قاله فقط بل إنها خطة مركزية للمطالبين بالإصلاح التي تسربت من خلاله ويبدو أنه واجه أيضًا اللوم والتوبيخ من المركزية الأصلاحية!

وتشير الأنباء الموثوقة التي وصلت “كيهان” إلى وجود عدد من الإصلاحيين الذين يدّعون الإحباط من الإصلاحيين في مقرات بعض مرشحي الجبهة الثورية. ومن خلال تقديم معلومات خاطئة عن تصويتهم فإنهم يحاولون ثنيهم عن الانسحاب لصالح الآخرين!

8- وأخيراً نقلاً عن هذه القصة من حِكم أمير المؤمنين علي عليه السلام

يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا في قصة التقدم لأن خدمة الإسلام والثورة هي الشغل الشاغل لجميع المرشحين الخمسة للجبهة الثورية.

رُوي أن امرأتين تنازعتا في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدا لها بغير بينة، ولم ينازعهما فيه غيرهما، فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوفهما فأقامتا على التنازع والاختلاف، فقال عليه السلام عند تماديهما في النزاع: ائتوني بمنشار فقالت المرأتان: وما تصنع؟ فقال: أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه، فسكت إحداهما، وقالت الأخرى: الله الله يا أبا الحسن، إن كان لابد من ذلك فقد سمحت به لها، فقال: الله أكبر هذا ابنك دونها، ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت، فاعترفت المرأة الأخرى أن الحق مع صاحبتها والولد لها دونها.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: