الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يونيو 2021 15:23
للمشاركة:

ترند إيران – كيف تفاعل الإيرانيون مع المناظرة الانتخابية الثالثة والأخيرة؟

تفاعل بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، مع المناظرة الثالثة والأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجري في 18 حزيران/ يونيو الحالي. وانقسم المغرّدون بين داعم لأحد المرشحين، وبين رافض لفكرة المناظرات وفعاليتها.

ولم تختلف المناظرة الثالثة بين المرشحين السبعة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، عن المناظرتين السابقتين، وفرض الانقسام على الاتفاق النووي والوضع الاقتصادي والإداري والحريات، نفسه على تفاصيل المواجهة التي حملت عنوان “المخاوف والهواجس الأساسية للناس”.

وبدأت المناظرة بالإشارة إلى سبعة هواجس؛ هي غلاء الأسعار والتضخم، العدالة وتقليص الفوارق الطبقية، مكافحة الفساد والريع والشفافية، الانكماش الاقتصادي وتراجع المداخيل، تنطيم الدعم المالي للحكومة، البطالة، توفير السكن.

واعتبر المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي، الهواجس السبعة هواجس عموم الناس، ودعا إلى معالجة جذورها، ووجه لوماً إلى المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس حسن روحاني لعدم قبول مسؤولية أداء الحكومية. ودعا الرئيس الإيراني إلى مناظرة تلفزيونية.

وأشار قاضي زاده هاشمي، الذي يتولى منصب نائب رئيس البرلمان الحالي، إلى توزيع غير صائب لموارد البلاد، وانتقد إثارة المطالبة بالحريات بينما يعاني الإيرانيون من مشكلات معيشية، وقال إن الحكومة أضاعت فرصة التفاوض مع أميركا عبر التفاوض بطريقة سيئة.

وأصر المرشح محسن رضائي، أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام على أن الهواجس السبعة منظومة واحدة منذ نصف قرن، منتقداً تفشي الفساد والعصابات، وانتقد أجنحة السلطة لانشغالها بالمناوشات السياسية.

وقال رضائي: خمسون عاماً من الغلاء والبطالة وتراجع قيمة العملة الوطنية، لماذا لا تحل هذه القضايا؟

من جانبه، تعهد المرشح المحافظ ورئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، بالعمل على ثلاثة أجزاء لتخطي المشكلات الحالية، على أن يكون الجزء الأول هو إصلاح الحكومة والعجز والتمييز ومكافحة الفساد؛ والجزء الثاني يركز على دعم الأسر والفئات الفقيرة.

وشدد رئيسي على أن الفساد من المشكلات الكبيرة في بلاده، ورأى أن مواجهة المفسد من مهام القضاء، وألقى بمواجهة الفساد على عاتق الحكومة عبر رصد كل المعطيات الاقتصادية وتقديم صورة شفافية من الأنشطة الاقتصادية، كجزء من محاولات ترميم الثقة العامة.

أما المرشح المحافظ، النائب علي رضا زاكاني، فاتهم حكومة روحاني بالتسبب في التضخم الكارثي، واعتبر التضخم والغلاء أم المصائب، وشكك بأرقام وإحصاءات تقدمها الحكومة، خصوصاً معدل البطالة.

وطالب بمساءلة منافسه عبد الناصر همتي، محافظ البنك المركزي السابق، واتهمه بالتورط في ارتفاع السيولة إلى ستة أضعاف. وتعهد بأن يتراجع التضخم إلى النصف في العام الأول من توليه منصب الرئاسة عبر ضبط سوق العملة، والبنوك والشفافية.

وهاجم زاكاني وهو من أشد النواب المعارضين للاتفاق النووي، الحكومة الحالية، قائلاً: مضى زمن مخادعة الناس، واتهمه منافسه همتي بالكذب بشأن معارضته لزيادة أسعار البنزين إلى 300 في المائة، الخطوة التي فجرت احتجاجات غاضبة في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

من جانبه، قال سعيد جليلي، مستشار المرشد الإيراني، إن هاجس الناس هو لماذا لا تحل المشكلات؟، وقال: مخاوف ومشكلات الناس ليست مجهولة مثل كورونا. وركز في مشاركته أمس، على توجيه انتقادات لاذعة للاتفاق النووي، واعتبره وثيقة مديونية الشعب وليس دينه.

وعاد جليلي ثانية إلى الاتفاق النووي عندما اتهم روحاني بأنه يفتقر لأقل الفهم في المناسبات الدولية. واعتبر سجله ضعيفاً للغاية، وأضاف: انتظروا مجيء بايدن. وقال: يجب أن نقول للناس أي خطة لدينا للعقوبات.

أما المرشح المستقل ومحافظ البنك المركزي السابق، عبد الناصر همتي، الذي يسعى للتقارب من الإصلاحيين، فدعا خصومه المحافظين، إلى واقعية أكثر، عندما انتقد تجاهل العقوبات، وتساءل: لماذا ارتفع سعر العملة الأجنبية؟ لماذا زادت أسعار العقارات؟ العقوبات دمرت علاقاتنا التجارية مع العالم خلال العقد الأخير، اذكروا لي بلداً واحداً حقق تقدماً دون التبادل التجاري العالمي.

ونوه: لا يمكننا أن نرسل سفينة واحدة ترفع العلم الإيراني إلى البحر، عندما يفوز فريقنا لكرة القدم لا يمكننا الحصول على أموالهم من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

ووجه همتي كلامه لرئيسي على وجه خاص بقوله: سيد رئيسي؛ إذا توليت الرئاسة ما الذي سيحصل؟، وقال: لا يمكن إدارة البلاد مثل السجون، محذراً من إجماع عالمي على تشديد العقوبات.

لكن المرشح الآخر، محسن مهر علي زاده، الذي بدوره يقدم صورة الإصلاحي لنفسه، اعتبر أن مشكلات البلاد تكمن في أزمة الحكم وفي الأسود والأبيض لدى المسؤولين، مشيراً إلى تراجع الثقة العامة بالسلطات، ورأى أن الوضع المعيشي يرزح تحت وطأة التسييس.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم المغردون بين مؤيد لأحد المرشحين، وبين رافض لفكرة المناظرة في الأساس.

ورأى مهدي نصيري أن “همتي كسر الخط الأحمر في النقاش وشرح الدور الهام للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية التي تبلغ من العمر 40 عامًا المناهضة للعولمة، لكن في الوضع الاقتصادي أظهر أن سياساته كانت غير صحية للبلاد وأدت إلى إفقار الشعب الإيراني”.

ولفتت فاطمة دانشوار إلى أن “الشهيد همت كان يقول إنه كلما ضللت طريقك في مناطق الحرب، انظر إلى الجانب الذي تضربه نيران العدو، وهذه هي جبهتك”، مضيفة “من هنا يمكننا أن نعرف أن جبهتنا هي السيد إبراهيم رئيسي”.

وسخر مصطفى حيدر زاده من المناظرات، قائلًا: “إن مشاهدة المناظرات بات شبيهًا بالأفلام الكوميدية، ولم يعد للمرشحين شيئًا للحديث عنه سوى فتح المعارك مع بعضهم البعض”.

ولفتت مريم منتظري إلى أن “أي شخص يؤمن بمناقشة سخيفة هو إنسان بلا عقل. فإذا كان لديك القليل من الذكاء، فستفهم أن كل هذه الأشياء موجودة في وعاء والكلام يملى عليهم فقط”.

في المقابل، دعا سعيد أغنجي إلى انتظار قرار الإصلاحيين النهائي لمعرفة لمن يجب التصويت، وبيان الرئيس السابق محمد خاتمي ليس كافيًا لفهم المواجهة الانتخابية بتفاصيلها.

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: