الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 يونيو 2021 15:24
للمشاركة:

صحيفة “سياست روز” الأصولية – حديثٌ مع رئيس الجمهورية روحاني

علّقت صحيفة "سياست روز" الأصولي على انتقاد روحاني للمناظرات الانتخابية وما تضمنته من هجوم على حكومة روحاني من قبل المرشحين للرئاسة، وحاولت الصحيفة أن ترد على كلام روحاني الذي دافع فيه عن حكومته ورفض الانتقادات الموجهة إليه.

بعد إقامة جولتين من المناظرات الانتخابية وتقديم المرشحين لوجهات نظرهم وآرائهم في هذه المناظرات؛ تحدّث رئيس الجمهورية أخيرا ودافع عن أداء حكومته منتقداً تصريحات من انتقده من المرشحين.

الأمر الجلي أن الشعب لم يشعر بضعف الحكومة في مسألة حل المشاكل فحسب؛ بل أدرك بأن الحكومة نفسها أصبحت مشكلة خطيرة بالنسبة له.

وقد قال السيد روحاني احتجاجاً على النقد الذي وجهه له المرشحون للرئاسة فيما يتعلق بأدائه؛ “إن ما تقولونه حول أنه خلال السنوات الثمانية التي مضت لم يتم إنجاز أي عمل هو إجحاف وظلم بحق الشعب. حيث أن الزراعة والصناعة وجزء كبير من البنى التحتية والفضاء الإلكتروني هي بيد الشعب. وعندما تقولون إنه لم يتم أي عمل؛ هذا يعني أنكم تقولون إن الشعب لم تعمل فلماذا تُهينون الشعب؟

الحكومة ليست شخصاً واحداً، مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أرجاء البلاد كمديرين وخبراء وموظفين ومع بعضهم البعض يشكلون الملايين والتي تجتمع جنباً إلى جنب ليكوّنوا الحكومة. وعندما نقوم بالإهانة ففي الحقيقة إننا نوجه الإهانة لملايين الأشخاص. فعلى أي أساس تهينون الشعب وتسيئون إليه؟

على الأقل يجب أن تكون إحصاءاتكم صحيحة. وعندما تعطون إحصاءات عن المبالغ الداخلة للمصارف فإننا نلاحظ بأن إحصاءاتكم هي أكبر من إجمالي السيولة في الدولة وهذه الإحصائيات كاذبة وخاطئة.” وهذا النوع من عدم المعرفة والنقد للحكومة يعتبر إهانة للشعب؛ إن أوج المفهوم الخاطىء يكمن في البرهان. وهو ما تم انتقاده؛ أي أداء الحكومة وليس المزارعين والموظفين! وفي الحقيقة فإن هؤلاء المزارعين والموظفين الذين هم الضحايا الأولى للسياسات الحكومية الخاطئة هم في طليعة المحتجين عن أدائه.

إن خطاب السيد روحاني هو إهانة مباشرة لوعي الشعب الإيراني. ألا يعلم ما إذا كان الشعب راضياً عن سلوك وأداء حكومته؛ حيث أن انتقاد أدائه وأداء الحكومة التابعة له لم يضف قيمة وأصوات بحيث يتطرق المرشحون إليها من أجل الحصول على الأصوات؟! حيث أن ما يقوله المرشحون في المناظرات الآن هو آراء مؤدبة ومهذبة للإحتجاج والتي يترجمها الشعب بكلمات أشد احتجاجاً على الحكومة وشخص حسن روحاني نفسه.

كما وقال السيد روحاني: “عندما تقولون إن النمو الاقتصادي هو صفر فهذا افتراء وكذب. نحن لا نستطيع قول الأكاذيب. ربما نُخفي الحقائق؛ ولكن لا يمكن خلط وتشويه الواقع”.

السيد روحاني الموقر لا تقم بإخفاء الحقائق وقم بإيضاحيها بشكل شفاف وصريح؛ وعلى سبيل المثال في مسألة البطالة وتوظيف الشباب فهل هناك أوضح من أنك أنت الذي أطلقت وعداً عام 2013  بحل مشكلة البطالة خلال الشهرين الأوليين من حكومتك؛ ولكنك الآن تغادر بأضعف أداء. كما وأنك خلال حملتك الانتخابية عام 2013 أطلقت وعداً بأن حكومتك يمكنها توظيف ثلاثة ملايين ونصف عاطل عن العمل من خلال برنامج حكيم. ولكن وفقاً لتقرير مركز الإحصاء في شتاء 2019  فقد بلغ تعداد العاملين في البلاد منذ 15 عاماً وأكثر إلى 23 مليون و135 ألف شخص في الوقت الذي فيه كان تعداد العاملين 22 مليون و171 ألف شخص في نهاية فترة عمل الحكومة العاشرة أي في ربيع سنة 2013. وعليه فإن حكومتك التي استمرت لثمان سنوات وحتى الشتاء الماضي لم توفر سوى 963 ألف فرصة عمل حيث أن الحكومة السابقة وبذات المدة وفرت مليون و671 ألف فرصة عمل. فهل هذه خبرتك وبراعتك؟

السيد روحاني! بمسألة السكن ماذا تقول؟ أظهرت الدراسات أن حكومتك حطمت رقماً قياسياً مقارنة مع الحكومات السابقة من ناحية خفض الإنتاج المساكن وتقديمها. ووفقاً لآخر الإحصاءات فقد تم ترخيص بناء 53 ألف و400 وحدة سكنية خلال عام 2019  والأمر الذي يعتبر مستوى قياسي منخفض في البناء خلال الـ16 عاماً الماضية مقارنة بالأعوام السابقة. وتظهر دراسة المعطيات الإحصائية في مؤشرات أسعار المساكن (المصرف المركزي ووزارة الطرق والتنمية الحضرية) أنه خلال فترة حكومتك ارتفع سعر المساكن في مدينة طهران من ثلاثة ملايين و800 ألف تومان للمتر الواحد في صيف 2013 بنمو قدره 647% إلى 28 مليوناً و389 ألف تومان في بداية شباط \ فبراير 2020.

السيد روحاني! الإحصاءات الرسمية من حكومتك تؤكد أن الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة تحظى بأسوء سجل في قطاع الإسكان من بين كافة الحكومات بعد الثورة.

وأما فيما يخص القفزة في السيولة والتضخم والنقد الأجنبي في حكومتك؛ فوفقاً لإحصاءات البنك المركزي ففي بداية عمل حكومتك عام 2013 كان حجم السيولة 506 ألف و396 مليار تومان ومع الأخذ بعين الاعتبار الزيادة في مستوى التغطية الإحصائية للبنك المركزي وإضافة 80 أل و900 مليار تومان إلى إحصاءات السيولة فيمكن القول بأن حجم السيولة وحتى قبل بداية عمل حكومة التحالف البرّاق روحاني – جهانغيري! كان 587 ألف و296 مليار تومان. حيث أن هذا الرقم وصل إلى ثلاثة ملايين و475 ألف مليار تومان في نهاية عام 2020 وهو ما يوضح زيادة تُقدر بـ5.9

السيد روحاني الموقر أ ليست الحقيقة هي أنه وفقاً لدراسة الإحصاءات خلال السنوات السابقة والسجلات الإحصائية تعتبر حكومتك الحالية قد سجلت رقماً قياسياً في التضخم السنوي خلال الـ60 عاماً الماضية وحتى الآن باستثناء سنة 1995 (فترة رئاسة هاشمي رفسنجاني).

الغلاء الحاد الذي أثقل كاهل الناس العاديين أ ليس نتيجة الأداء الرائع لحكومتك الخبيرة بالأعمال! انظر بدقة مرة أخرى للإحصائيات حيث أن رقمك القياسي سجّل أكبر تضخم خلال الـ60 عاماً الماضية!

دعونا ننسى المؤشر السلبي للاستثمار ومعدل النمو الاقتصادي عند الصفر والارتفاع في قيمة المواد الغذائية بنسب من 146% وحتى 750% وتضاعف أسعار السيارات محلية الصنع إلى ستة أضعاف والوضع المضطرب للإنتاج والتوزيع والبورصة وما إلى هنالك ونشير إلى النقطة الأخلاقية المهمة التي أشرتم إليها رداً على النقد.

قلت: “لقد كان أساس ثورتنا هو من أجل أن يتولى النظام الاسلامي العمل حيث أن جزءاً مهماً منه هو الأخلاق؛ ولكن للأسف فقد تلقى هذا الجزء أضراراً جسيمة هذه الأيام. حيث أن الأخلاق أهم من الانتخابات ومنشأ الأخلاق هو الصدق والوفاء بالوعد وهذا يعني أنه لا ينبغي تحريف الحقائق أو على الأقل الوقائع التي تُنفّذ على الأرض.”

السيد روحاني الموقر لا ينبغي أن نتجاهل أنك قلت كلمة في مكانها. ولكن بدلاً من عبور الشارع في سيارات فارهة وتقييم رضا الناس عن بُعد وفقاً للابتسامة المرسومة على شفاههم! انزل للشارع ماشياً على قدميك واطلب من الناس بأمانة واسألهم عن آرائهم حول الظروف المعيشية التي أوجدتها لهم. عندها ستعرف أن ما يقوله المرشحون عن سوء أداء حكومتك والبؤس الذي جعلت حكومتك الشعب الإيراني يعاني منه؛ سترى أن ما قيل من قبل المرشحين هو نسبة ضئيلة مما يدور في قلوب الناس. حيث أنك غاضب من غضب وكراهية الناس الذين يعتبرونك أساس سوء وضعهم الحالي ويلومونك على ذلك كل يوم؛ ولكنك لم تسمع وترَ سوى شيئاً لا يذكر من ذلك في كلام المرشحين. حيث أن بعض عبارات الاحتجاج الشعبي والتي أتت ضمن كلام المرشحين أزعجتك وجعلتك غاضباً؛ فما بالك إذا وقفت أمام المنصة بصدق وانفتاح حتى يتمكن الناس من إخبارك عما يجول في قلوبهم ويدور في أذهانهم. وفي ذلك الوقت سيقولون لك؛ السيد رئيس الجمهورية الابتسامة التي تراها على شفاهنا من شباك سيارتك الفارهة ليس دليلاً عن الرضا على أفعالكم وأفعال حكومتكم. فقد تخطينا البكاء؛ ونحن نضحك على ذلك!

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “سياست روز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: