الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 يونيو 2021 19:24
للمشاركة:

صحيفة “فرهيختغان” الأصولية – استراتيجية الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية هي تكرار تجربة الانتخابات التشريعية لعام 2020

أجرت صحيفة "فرهيختغان" الأصولية مقابلة مع الناشط والسياسي الإصلاحي وأمين عام حزب "رائد الإصلاحات"، علي صوفي، حول مستجدات موقف التيار الإصلاحي من دعم أحد المرشحين في الانتخابات، واحتمالية تكرار تجربة الانتخابات البرلمانية لعام 2020.

مقدمة الصحيفة: ما هي خطة الإصلاحيين للانتخابات الرئاسة المقبلة؟ هل سيسلكون طريقة الانتخابات لعام 2013 أم يسيرون على النهج الذي سلكوه في الانتخابات البرلمانية في دورته الحادية عشرة حيث ودون أن يكون لهم حضور فاعل في الانتخابات قبلوا بالهزيمة؟ أجرت صحيفة “فرهيختكان” مقابلة مع السياسي الإصلاحي وأمين عام حزب “رائد الإصلاحات” وعضو لجنة الإجماع في التيار الإصلاحي، علي صوفي، حول ماهية الخيارات التي سيلجأ إليها الإصلاحيون في هذه الانتخابات.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة مع السياسي الإصلاحي، علي صوفي.

سؤال: نظرا إلى الموقف الأخير للإصلاحيين تجاه الانتخابات الرئاسة المقبلة، ما هو رأيكم حول الأجواء العامة لدى الإصلاحين؟ هل سيدعمون همتي ومهرعليزاده؟ هل يريد حزب كوادر البناء أن يسلك طريقا مختلفا عن التيار الإصلاحي؟

علي صوفي: آخر موقف للإصلاحيين تجاه الانتخابات المقبلة هو البيان الذي صدر عنهم بعد الإعلان عن رفض تزكية مجلس صيانة الدستور للوجوه الإصلاحية، حيث أعلنوا عقب ذلك أنه ليس لديهم مرشح في هذه الانتخابات، وقد أيد مجمع علماء الدين المجاهدين في بيانٍ له موقف الجبهة الإصلاحية من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحتى الآن لم يتخذ الإصلاحيون موقفا جديدا من همتي ومهرعليزاده؛ لأن همتي ومهرعليزاده لم يكونا أصلا ضمن قائمة الشخصيات الإصلاحية التسعة والتي ترشحت للانتخابات في هذه الدورة.

سؤال: تعرفون أنه وبعد قرار مجلس صيانة الدستور أعلن كلٌّ من همتي ومهرعليزاده استعدادهما لتقديم وعرض برنامجهم الانتخابي على التيار الإصلاحي، الكثيرون يعتقدون أن مواقف هذين المرشحين في المناظرات قد يدفع بالإصلاحيين إلى دعمهما وحمايتهما في الانتخابات، هل تتفقون مع هذا الطرح؟

علي صوفي: لقد بُذلت مساعٍ في هذا الخصوص لكنها تعتبر مساعيا غير مكتملة، على سبيل المثال لقد انتشرت رسالة عن محسن مهر عليزاده في وسائل الإعلام قبل أن تكون جبهة الإصلاحين قد اطلعت عليها، أو قيل إن همتي ومهرعليزاده قد طلبا الحضور بين جبهة الإصلاحات وهو ما يتعارض مع تلك الرسالة.
كان من المقرر أن يتم إجراء خطة من ثلاث مراحل، وقد نُفذت المرحلة الأولى، ووفق المرحلة الثالثة كان على المرشحين الإصلاحيين الحصول على ثلثي الآراء لكي يستمروا في المنافسة الانتخابية، وقد أجلت هذه المرحلة إلى ما بعد قرار مجلس صيانة الدستور لكن اتضح أن جميع المرشحين التسعة قد تمّ رفض تأكيد أهليتهم من قبل مجلس صيانة الدستور.

سؤال: هل هذا يعني أن المناظرات لم تدفع الإصلاحيين على إعادة النظر في هذه الخطة والاستراتيجية؟

علي صوفي: يجب أن تكون المناظرات مؤثرة على الشارع، فالقاعدة تنص على أن كل خطوة أو إجراء يقوم بها أحد المرشحين ينبغي أولا أن تكون ذات تأثير على الناس لكي يتم بعد ذلك إقناع الإصلاحيين بتبنيها، حتى الآن لم يتضح هذا الجانب بعد. من جانب آخر فإن نتائج آخر استطلاعات الرأي لم تكن تدعو إلى التفاؤل، ولم تظهر أي تغيير في موقع المرشحين. على كل حال فإنّ المعيار بالنسبة للإصلاحيين هو رأي الشعب الذي يتم التعرف عليه عبر استطلاعات الرأي.

سؤال: لم يقدم الإصلاحيون في الانتخابات البرلمانية لعام 2020 وخلافا لحزب كوادر البناء أي قوائم للمرشحين، والسبب في ذلك هو توقعهم للهزيمة حيث لم يكونوا يرغبوا في أن يدفعوا التكاليف دون أن يجنوا شيئا. هل يريد الإصلاحيون تكرار تجربة الانتخابات التشريعة للعام الماضي؟

علي صوفي: لقد أُبعد خيار تجربة الانتخابات في عام 2013 و عام 2017 بشكل نهائي، أي لم يعد مطروحا لدى الإصلاحيين تشكيل تحالف أو دعم شخصية خارج التيار الإصلاحي، فالإصلاحيون لا يملكون مرشح بين المرشحين السبعة للانتخابات الرئاسية. ولو افترض دعم أحد المرشحين فإنهم سيختارون أحد المرشحين اللذين يقدمان أنفسهما كإصلاحيين ويحاولان كسب دعم الإصلاحيين، وإذن فإن تجربة الانتخابات الرئاسية لعام 2013 و عام 2017 باتت مستبعدة نهائيا، وعليه فلم يبق سوى خيار تجربة الانتخابات التشريعية لعام 2020.
وفق نموذج الانتخابات التشريعية فقد قرّر الإصلاحيون بأنهم سيشاركون في الانتخابات في حالة واحدة وهي عندما يتم تأكيد أهلية مرشحيهم لتلك الانتخابات، وسيشاركون فيها من خلال دعم شخصية إصلاحية رسمية، لكن وعندما رفض مجلس صيانة الدستور تأكيد أهليتهم أصدروا بيانا وفق تلك الاستراتيجية وأعلنوا أنه لم يعد لديهم مرشحون في الانتخابات وبالتالي فلن يصدروا أي قائمة انتخابية في هذا الصدد. وفي ذلك الحين أعلن أن الأحزاب (الإصلاحية) بإمكانها ودون أن تستخدم عنوان ” المجلس التشريعي الأعلى في جبهة الإصلاحيين” أو “الجبهة الإصلاحية” ان تقوم بدعم المرشح الذي تريد دعمه وحمايته.

سؤال: ماذا عن موقف حزب كوادر البناء، لقد قدّم قائمة من المرشحين للانتخابات التشريعية لكن الإصلاحيون لم يعلنوا عن مثل هذه القائمة؟

علي صوفي: نعم. لم يلتزم حزب كوادر البناء بهذه الاستراتيجية وقدّم قائمةً من المرشحين ليس فقط من بين أعضائه بل من أعضاء الأحزاب الأخرى وحتى الاعضاء ضمن التيار الأصولي، وتزعّم بنفسه الانتخابات لكنه تلقى هزيمة كبيرة.

سؤال: هل نتائج الانتخابات هامة بالنسبة للإصلاحيين؟

علي صوفي: نعم. النتجية تحظى باهمية لدى الإصلاحيين بكل تأكيد، وعلى هذا الأساس فإن الشعب هو من يقرر، ولو اظهر الشعب رغبة في الانتخابات سوف يتبع الإصلاحيون إرادة الشعب ورغباته، ويعلنون دعمهم لاحد المرشحين لكن لو لم يكن الشعب يريد المشاركة في الانتخابات وبات الأمر نهائيا في هذا الشان، فلماذا يقوم الإصلاحيون بدعم أحد المرشحين؟
وإذن فإن الحالة الآن هي أن المرشحين التسعة من التيار الإصلاحي قد رُفضت أهليتهم ولم يعد للإصلاحيين مرشح في هذه الانتخابات ولا يمكن من هذا المنطلق الإعلان عن دعم أحد المرشحين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “فرهيختغان” الأصولية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: