الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 يونيو 2021 13:42
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – أسلوب “الوضع الأسوأ”

كتبت صحيفة "وطن امروز" الأصولية مقالا أشارت فيه إلى محاولات الولايات المتحدة الأمريكية والترويكا الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إجبار إيران على الاختيار بين الوضع الأسوأ والسيء بالنسبة لملفها النووي الذي يتم التفاوض عليها في فيينا.

“خلق أو إيجاد وضع أسوأ” هو أحد الأساليب والخطط الأكثر شهرة حيث يستخدمها بعض الممثلين بهدف “إقناع الطرف الآخر في مواجهة موقف سيء”. في هذه الخطة يدعي الشخص أن هناك “وضع سيء” و “وضع أسوأ”، ولمنع حدوث الوضع الأسوأ ينبغي على الآخرين قبول الخيار السيء. يؤدي إيجاد وضع أسوأ إلى وضع الممثليين في الطرف المقابل أمام معضلة ثنائية وهية “السيء” و “الأسوأ” بحيث يسود على الرأي العام أنه لا يوجد خيار آخر سوى ” السيء والأسوأ”


هذه هي نفس التقنية التي استخدمتها الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية عشية الجولة السادسة من محادثات فيينا! وهذا الأسلوب الصارخ يستخدمه الغربيون للأسف مع الطريقة الانفعالية التي تتعامل بها الحكومة ووزارة الخارجية الإيرانية لقيادة اللعبة في الدقائق الأخيرة من المفاوضات.


أولاً_ سيعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا قريباً والذي كان من المفترض أن يتم فيه النظر في مسودة مشروع قرار ضد إيران. هذه المسودة قد تم تقديمها إلى مجلس المحافظين من قبل الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية. ودافع رافائيل غروسي المدير العام للوكالة عن تبديل هذا المسودة إلى قرار مناهض لإيران لكن وسائل الإعلام الغربية نقلت عن دبلوماسييهم إنه يمكن إلغاء القرار بهدف “عدم تعطيل مشروع إحياء مجلس الأمن الدولي”. وكتبت رويترز عن هذا: “لا يتوقع أن تطالب الولايات المتحدة ودول غربية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا باسصدار قرار ضد إيران. ويقال أن سبب هذا القرار انه يقوض قرار محادثات فيينا التي تهدف الى احياء الاتفاق النووي مع عودة الولايات المتحدة”.


ثانياً- يعتزم السياسيون الأوروبيون أو بعنوان آخر المكملين للأحجية الإستراتيجية “أقصى احتواء لإيران” من خلال الإشارة إلى “الضخ المصطنع لمخاوف الوكالة” على ايران التلميح إلى الرأي العام العالمي بأن تجنب الغربيين إصدار قرار جديد مناهض لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو مثال على “التضحية من أجل إنقاذ الأتفاق النووي “(!). على سبيل المثال ، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: “نشعر بقلق عميق ازاء تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الغموض في انشطة ايران النووية. لم يتم إحراز أي تقدم في الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تقديم إجابات موضوعية على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. نحث إيران بشدة على الرد على هذه الأسئلة في أسرع وقت ممكن “.


ثالثاً- حقيقة الأمر أنه في قاموس وقواعد القانون الدولي وعلى وجه الخصوص في جوانب هذا الفرع المتعلقة بواجبات ومسؤوليات المنظمات الدولية وأعضائها هناك تمييز منطقي بين “الادعاء” و “الإرتكاز”. وعلى هذا الاساس ليس للوكالة الدولية للطاقة الذرية حق أساسي في توثيق “الدراسات المزعومة”. و”الترويج لادعاءات كاذبة حول البعد العسكري لبرنامج إيران النووي” في الماضي (!) للضغط على ايران كعضو في هذه المنظمة. لم ينس الرأي العام لايران أنه في بداية عام 2018 وأثناء فترة رئاسة “الإرهابي” ترامب أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والترويكا الأوروبية من أجل تنفيذ أمر البيت الأبيض قرارًا جديدًا مناهضًا لإيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يهدف إلى إخضاع النظام الإيراني والشعب الإيراني لأقصى ضغط من إدارة ترامب وتنفيذ مطالبه السخيفة.


رابعًاً- تمكنت جمهورية إيران الإسلامية بتوجيه ماهر وحكيم من القائد الأعلى خامنئي الزعيم الحكيم للثورة الإسلامية من الرد على “استراتيجية الضغط الأقصى للغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية” بالاعتماد على استراتيجية”. المقاومة النشطة “. كانت اللعبة المشتركة الأخيرة بين الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والترويكا الأوروبية تهدف على وجه التحديد إلى “إيجاد خيار أسوأ” في فيينا. لإنهم يعتزمون إثارة “الوضع الأسوأ” أولاً بهدف “تراجع ايران عن الخطوط الحمراء” الخاصة بها ومن بعد التراجع عن “الوضع الأسوأ” يقومون بفرض “الوضع السيء” على ايران


خامساً- للأسف كانت المعتقدات الخاطئة والمكلفة وأساليب وخطابات الحكومة ووزارة الخارجية لايران فاعلة أيضاً في وقاحة الجانب الآخر وإصراره على استمرار اللعبة نفسها. وأظهر العمل المشترك الأخير المناهض لإيران من قبل الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن “استراتيجية الضغط الأقصى ضد إيران” وركائزها لا تزال قوية. ولذلك في ظل هذه الظروف يجب الاستمرار في مواجهة أعداء الأمة الإيرانية على أساس “استراتيجية المقاومة النشطة “. لإن العودة إلى 2013-2015 ستخلق بالتأكيد تكاليف صعبة أخرى لبلدنا يصعب تعويضها. كما إن تدمير اللغز الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا ضد جمهورية إيران الإسلامية هو هدف يجب أن نركز عليه وألا نقع فريسة لأساليب أو طرق مثل “خلق وضع أسوأ” من قبل الجهات الغربية وعبدة الغرب من الايرانيين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: