الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 يونيو 2021 23:25
للمشاركة:

ترند إيران – المناظرة الرئاسية الثانية في عيون الإيرانيين: هل نجح همتي في استقطاب الناخبين؟

تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، مع المناظرة الانتخابية الثانية، التي أثيمت في 8 حزيران/ يونيو. وانقسمت آراء المغرّدين وفق توجهاتهم السياسية؛ حيث دعم البعض تصريحات المرشح عبد الناصر همتي بسبب "صموده أمام 5 مرشحين"، بينما وجّهت الانتقادات للمرشح نفسه بسبب ما أسموه السياسات الاقتصادية في الحكومة الحالية.

وخلال المناظرة الانتخابية الثانية التي أقيمت الثلاثاء، بدا لافتا حدة التجاذب بين المرشحين وتبادل الاتهامات المختلفة.

وتطرق كل من المرشَحيْن عبدالناصر همتي، ومحسن مهرعلي زاده إلى القضايا السياسية والثقافية، بينما أكد المرشحون الأصوليون أن المشاكل الرئيسية في إيران هي القضايا الاقتصادية.

ولفت همتي ومهرعلي زاده إلى قضايا مثل: تلقي النساء في إيران رسائل نصية حول مراعاة الحجاب، وهجرة الشباب، وفرض الحظر على تطبيقات الفضاء الافتراضي، والعقوبات الأميركية على طهران، وفي المقابل ركز الأصوليون على انتقاد حكومة روحاني.
وعلى الرغم من إعلان التلفزيون الإيراني أن موضوع المناظرة الانتخابية الثانية هو “ثقافي وسياسي واجتماعي”، لكن السؤال الذي تم توجيه إلى المرشح إبراهيم رئيسي كان حول انخفاض الفجوة الطبقية.

وأشار رئيسي إلى تصريحات مهرعلي زاده في المناظرة السابقة، قائلا: لقد حدثت بعض “الإهانات” في تلك المناظرة، وأردف أن بعض “الناطقين باللغة الآذرية” اعتذروا إليه بعد تلك المناظرة.

وأضاف رئيسي: “شهادتي ليست شهادة معادلة، لدي شهادة من الحوزة الدينية في المستوى الرابع وكذلك شهادة جامعية”.

وفي المقابل، قال مهرعلي زاده إنه لم يهن رئيسي وإن تصريحه بأن لدى رئيسي “شهادة أكاديمية حتى الصف السادس” كان تصريحا صحيحا، وأردف أن الصحيح هو “الناطقين باللغة التركية” وليس اللغة الآذرية.

وردا على تصريحات مهرعلي زاده، قال رئيسي أيضا إن المرشحين يدلون “بتصريحات خارجة عن المألوف ثم يقولون لا توجد حرية”.

كما أشار زاده إلى حدة خطاب رئيسي، قائلا: “في المناظرات يقومون بتهديدنا أيضا وكأن الناس جنود وهم أمراء، وكأنهم قضاة والناس متهمون”.

وخلال المناظرة الانتخابية، أشار المرشح عبد الناصر همتي إلى أن 50 في المائة من المجموعات الناشطة في المجال الاقتصادي لا تدفع الضرائب.

وأضاف أن هذه المجموعات تنشط في مجالات مختلفة بما في ذلك “الانتفاع من العقوبات وجني الأرباح منها، ومن جهة أخرى تنشط في مجال الفن والمجتمع بأموال قذرة”.

ووجه همتي كلامه إلى المرشَحيْن الأصوليين، قائلا: “أولئك الذين يدعمون مستفيدي العقوبات، هم من ينفقون الكثير من الأموال في حملاتكما الانتخابية للطعن فيّ أنا”.

وقال أيضا إن داعمي المرشحيْن الأصوليين يسعون إلى جعل البيت الأبيض حسينية.

واحتج المرشح سعيد جليلي على تصريحات همتي هذه، وقال همتي ردا على جليلي: ألستَ أنتَ من ركبتَ الدراجة النارية لهؤلاء وقبلتَ رؤوسهم.

كما قال الرئيس السابق للبنك المركزي الإيراني إن الشباب الإيرانيين يسمعون غناء البوب الكوري، ولكن لا يزال غناء الراب في إيران محظورا ويتداول بسرية.

وفي المقابل، رد علي رضا زاكاني على انتقادات همتي ومهرعلي زاده لدوريات الإرشاد والرسائل النصية حول مراعاة الحجاب، وقال: قاموا بإفراغ جيوب الآباء ثم يبحثون عن النشاط، إن أسوأ رسالة هي رسالة الأقساط المتأخرة، وأردف زاكاني أن مسببي الأوضاع الحالية يتظاهرون بالمظلومية.

وفي جزء من المناظرة، أشار رئيسي إلى أداء حكومة روحاني، واعتبر همتي ومهرعلي زاده بأنهما “موظفين” في هذه الحكومة.

وردا على هذه التصريحات، قال همتي: “أنتَ تهينني هنا، تعتبرني موظفا في حكومة روحاني بينما أنا هنا مرشح للانتخابات الرئاسية”.

وفي القسم الختامي، وجه همتي تصريحاته إلى المرشحيْن الأصوليين قائلا: “أنا أتكلم عن الـ60 في المائة الذين قالوا إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، ولكنكم تتحدثون فقط عن الـ40 في المائة المتبقين”.

كما تطرق المرشحون في المناظرة الثانية إلى موضوع مشاركة بعض المرشحين بهدف الانسحاب بعدها لصالح مرشح آخر، بينما قال محسن رضائي إنه لم يأت ليدعم أحد المرشحين ولن ينسحب لصالح أحد.

وردا على تصريحات همتي، قال علي رضا زاكاني إن همتي “مرشح غطائي” جاء لكي يغطي على أداء حكومة روحاني.

وأشار المرشح محسن رضائي إلى محاوره الخمسة في برنامجه الرئاسي، لافتا إلى دفع مبلغ 450 ألف تومان دعما حكوميا لكل مواطن إيراني، وتوفير المنازل، ودفع رواتب لربات المنزل، والأعمال المنزلية، وأسهم الصندوق الوطني لصناعة النفط.

وأضاف أن ربات المنزل يواجهن صعوبات اقتصادية ويجب دفع رواتب للسيدات ربات البيوت.

وقال زاكاني أيضا إنه إذا فاز بالانتخابات فسيقضي في غضون عام على الفقر في البلاد.

كما قال مهرعلي زاده إنه إذا كانت الحكومة قد سمحت باستيراد لقاح كورونا لكان قد تلقي جميع الشعب التطعيم، ووعد بأنه سيتم تطعيم جميع الناس خلال 3 أشهر.

وانقسم الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن المرشح عبد الناصر همتي كان محط جدل بين المغرّدين. وتوجه مهلا نجفي إلى المرشحين الإصلاحيين قائلة: “حضرة المرشحين، أخبرونا عن خططكم الاقتصادية لا عن حجج الحرية والحجاب والشعارات التي لا معنى لها، فنحن لا نريد حرية بقدر ما نريد خروج أهلنا من الضغوط الاقتصادية”.

وانتقدت كبرى أسوبار تصريحات همتي الاقتصادية، مشيرة إلى أن “رئيس المصرف المركزي السابق يقول إن لا علاقة له بالأزمات الاقتصادية ولا بتدني قيمة العملة الوطني، وفجأة أصبحت أنا المسؤولة عن الأزمات وأخدم في مركز رسمي لأربعين عامًا”.

في المقابل، وجه المغردون الإصلاحيون الانتقادات إلى المرشحين الأصوليين. وسخرت عسل داداشلو من رسوم عرضها المرشح الأصولي علي رضا زاكاني قائلة: “أتمنى أن يأخذ أصدقائي أيضًا دورة في كيفية كتابة عرض من زاكاني”، مضيفة “ها هو السيد زاكاني، البالغ من العمر 8 سنوات الترشح إلى رئاسة الجمهورية”.

ورحّب محمد بازوكي بالانتقادات التي وجهها همتي إلى المرشحين الأصوليين قائلًا: “هذا ما يجب فعله في المناظرات، يجب وضع الجميع أمام حقيقته بعيدًا عن الشعارات الثورية والشعبوية، سئمنا من هذه التصريحات”.

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: