الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 يونيو 2021 03:31
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – الإصلاحيون والخيارات الثلاث

تناولت صحيفة "جهان صنعت" في تقریر لها الخيارات التي يملكها التيار الإصلاحي في إيران خلال الفترة المقبلة حيث ذكرت أن الإصلاحيون باتوا أمام ثلاثة خيارات هي دعم المرشح الرئاسي عبدالناصر همتي، أو محسن مهر علي زاده، أو عدم دعم أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

قرر الإصلاحيون وفق خطة كانت قد استعلمت في السابق مرة جديدة دخول الانتخابات الرئاسية عبر أنتخاب أسم واحد فقط من قبلهم ليكون مرشح للانتخابات الرئاسية  في دورتها الثالثة عشر. كما قاموا أيضا بتشكيل جبهة إصلاح من أجل حل العقبات والمشاكل التي واجهتهم في االسابق في آلية العمل المحلية  وذلك عبر أقتراح القرار الجماعي والتوافقي في اتخاذ القرارات  والذي كان يسعون من خلاله بانه في حال كان مرشحهم  غير قادر على التواجد في ساحة المنافسة الانتخابية وغير قادر على التنافس مع باقي المرشحين فإنهم لن يشاركوا بشكل فاعل في هذه الإنتخابات ولن يقوموا بترشيح أي أسم من قبلهم . وكان الإصلاحيون في وقت سابق قد اعلنوا عن اسماء 14 مرشح من قبلهم عن لائحة الحزب الإصلاحي ولكنهم لم يفوا بوعدهم بالتوافق والإقرار الجماعي على تسمية أسم واحد من بين أسماء هذه القائمة . فهم في الواقع كانو ينتظرون من مجلس صيانة الدستور أن يعلن رأيه من أجل أن يعطوا لنفسهم فرصة من الراحة لأجل ألا يضطروا إلى التراجع عن أي شيء في المقام الأول ولربما أعتقدو بانه  في حال  لم ينجح أسم جهانغيري  فسوف يدخلون في خيار التحالف مع مسعود بزشكيان، ولكن في حال تم اختيار أسم مرشحهم  وتقديمه فسوف يصبحون غير قادرين على فعل أي شيء . ومع  دوران  لعبة السياسة المتزايد فإنهم قاموا  بحذف 9 اشخاص من قائمتهم وحتى مرشحهم الذي تم اختياره في لهذه الإنتخابات وكان من الممكن إنهاء هذا الأمر اذا تمت الموافقة على مرشحهم مهر علي زاده من قبل مجلس صيانة الدستور. والان بقي الإصلاحيون أمام تقاطع ثلاثي من الخيارات .

سارعت بعض الأحزاب الإصلاحية  مثل الإتحاد الوطني والثقة الوطنية، إلى التعبير عن آرائها حيث كان  رأي جبهة الإصلاحين  مشابهاً لرأيهم  حيث قامت بالإعلان في بيان لها  أنها لن تسمي مرشحاً في هذه الانتخابات. وكانت بعض الأحزاب الأخرة من الإصلاحيين مترددة في إبداء رأيها مثل حزب كوادر البناء الذي قال بانه سيقوم بالإعلان عن رايه بعد المزيد من البحث والنقاش فيما يخص هذا الأمر والذي  كان لهم بعض القرارات التي اتخذوها فعلى سبيل  المثال  قالوا إن حزبهم يجب عليه دعم وحماية همتي في هذه الإنتخابات والشاهد على هذا الأمر تصريحات “كرباتشي” المسؤول الإعلامي في حزب كوادر البناء في المقابلة  التي أجرتها معه صحيفة “سازندكي” التي أكد فيها دعمه لهمتي قائلاً  : “ان الرغبة الأكيدة لأصدقائنا في حزب كوادر البناء في هذه الإنتخابات هو دعم همتي حيث سيقومون بالنشر والدعاية والإعلان من أجله واذاعة برنامجه الانتخابي  وتوضيحه للناس، ولكن نحن بشكل عام مهتمون  بالتوصل إلى نتيجة نهائية بشكل جماعي مع مجموعة الإصلاحين فيما يخص هذا الأمر.” ومن الشواهد الأخرى على دعم حزب كوادر البناء لهمتي دخول بعض الوجوه السابقة في هذا الحزب للإدلاء برأيهم ففي مقابلة اجرتها صحيفة ” أرمان ملي ” مع محمد هاشمي وهو احد الأعضاء السابقين في الحزب  والذي وصف همتي بانه خير الموجودين في جبهة الحزب الإصلاحي وحتى ان علي لاريجاني  يدعم همتي وذالك تأسياً بالراحل رفسنجاني الذي كان   قد دعم همتي  في إنتخابات 2013 الرئاسية.

مع الإصرار الكبير من قبل حزب كوادر البناء على قرارهم لدعم همتي كان هناك رود فعل كثيرة تواجه هذا القرار، فعلى سبيل المثال  قال علي صوفي  الأمين العام للحزب الإصلاحي في مقابلة مع موقع “فردا” الإلكتروني : ” إن حزب  الكوادر والبناء يتصرف طبقا لما تقضيه مصلحته الخاصة وبهذا  الطريقة توصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن يدعم  السيد همتي. ولكن على جميع الإصلاحيين في جبهة الإصلاح أن ينفقوا على الحساب الفردي الذي يكون موضع تساؤل وشك . فعلى أية حال  فإن بعض الأحزاب مثل كوادر البناء له طريق ووجهة منفصلة  عن البقية وهذا ليس غريباً لأننا رأينا أن هذا الحزب حسم رأيه في الانتخابات البرلمانية الحادية عشرة عام 2019 بمعزل عن جبهة الإصلاح وسار في طريق مغاير لنهج عمل حزب الإصلاحيين  وليس من المستبعد أنه سيتبع نفس السياسة في هذه الفترة. كما أنه قال: “يصادف  أن مهر علي زاده  هو عضو في المجلس المركزي لحزبنا الحزب القيادي للإصلاحيين لكننا لم ندعمه حتى الآن لأننا لا نريد العمل خارج إطار العمل الإصلاحي. وإذا كان  مهر علي زاده يمكنه تلبية الشروط اللازمة وإقناع جميع الإصلاحيين عندها سنقوم بدعمه”.

وردا على الانتقاد الذي وجهه علي الصوفي لحزب كوادر البناء قال المتحدث بأسم الحزب حسين مرعشي في مقابلة أجرتها معه اصحيفة”جهان صنعت”: ” ان السيد علي صوفي هو صوفي بالحقيقة ونحن نحب ونحترم جميع الصوفين في تاريخ إيران. ورداً على السؤال هل من الممكن أن تكون جبهة الإصلاح بحسب صوفي تميل نحو مهر علي زاده؟ قال المرعشي “:” يجب اخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار” مؤكدا أن التحقيقات والمحادثات ما زالت جارية داخل الحزب  مضيفا : “لم نتخذ حتى الآن  قرارا نهائيا ولم نعلن عنه”.

كما أكد مرعشي حول تصريحات كرباستشي بأن حزب كوادر البناء كانوا يسعون للحصول على موافقة جبهة الإصلاح لدعم همتي، و رداً على سؤال حول ما إذا كانت مشاورات حزب كوادر البناء قد  توصلت الى نتيجة؟  تهرب من الإجابة وقال “جبهة الإصلاح لديها متحدث باسمها  لذلك نحن لا نعلن أي شيء”.

 ان الشكوك في جبهة الإصلاحين دائما مستمرة فإن الموقف الرسمي لجبهة الإصلاحين هو عدم تسمية مرشح  وحتى حزب “مجمع رجال الدين المجاهدين”،  اتخذ نفس النهج في تصريحاته فإن موقف هذه الحزب السياسي والديني الذي يترأسه السيد محمد خاتمي مهم لأن كلا المرشحين الإصلاحيين ركزا على كسب دعم خاتمي في الأيام الأخيرة ويعتقد كل منهما أنه وفي حال حصل على دعم هذا الحزب يصبح المرشح المتفق عليه بين الإصلاحيين وهو ما يعزز فرص نجاحهم. والشاهد على ذلك حديث  مهر علي زاده عبر تطبيق كلاب هاوس الذي قال فيه : “لقد التقيت السيد خاتمي وشيوخ الإصلاح مثل آقا بهزاد (نبوي) وأعلنت  لهم عن استعدادي لتقديم برنامجي إلى الجبهة الإصلاحيين فإن صنع القرار هو مع  هؤلاء الأحبة وأنا أوافق أي قرارات جماعية تتخذ في هذا الخصوص” . وفي وقت سابق  قال محمد علي أبطحي  أحد الإصلاحيين المقربين من خاتمي  في  احد غرف المحادثات التي تجري عبر برنامج كلاب هاوس “أن همتي طلب لقاء خاتمي. وان الجهود التي يسعى إليها همتي لم تنته عند لقاء السيد خاتمي فالبارحة وصل خبر لقائه مع سيد حسن خميني واطلاعه على برنامجه  الانتخابي، البرنامج الذي يبدو أنه لاقى ترحيباً من قبل حفيد الإمام الخميني.

بالنظر إلى كل جهود  المبذولة من قبل مرشحي الرئاسة وإصرار حزب كوادر البناء  وبعض الأحزاب الأخرى على الإعلان عن مرشح واضافة لتاريخ الإصلاحيين بالرضا والتحالف أو الدخول بالحد الأدنى من المرشحين ففي حال استمرت هذا الإصرار المتبع من قبل هذه الإحزاب فيبدو  أنه سيتم حل  كل الخلافات في المرحلة الأولى التي من الممكن ان تكون موجودة . وهذا يعني أن جبهة الإصلاحين راضية على عقد اجتماع  والاستماع إلى الخطط  وفي النهاية  الأمر سيتم دعم أحد الخيارين المتاحين. وفي هذه الحالة سيكون الخلاف المتبقي حول ما إذا كان همتي هو المرشح المتفق عليه أم مهر علي زاده،  ويبدو أن المرور بهذه المرحلة أسهل من المرحلة الأولى لأنه من الواضح أن حزب كوادر البناء أقوى من حزب “الإصلاح الرائد” . في الوقت نفسه  فإن إلقاء نظرة على استطلاعات الرأي تظهر تزايد شعبية همتي  في الأيام الأخيرة وذلك يثبت أن النهج الحكيم هو ما أقترحه حزب كوادر البناء.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: