الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يونيو 2021 07:08
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – قدرات إيران العسكرية تثير الغضب والخوف في تل أبيب.. لماذا؟

تناول الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، صلاح الدين هرسني، في مقال له نشرته صحيفة "جهان صنعت" المخاوف الإسرائلية من تنامي القدرات العسكرية الإيرانية واتساع دائرة نفوذها في المنطقة ومحاولات إسرائيل مواجهة هذا النفوذ المتنامي لطهران.

على الرغم من أن التغييرات التي تشهدها السلطة السياسية في إسرائيل تأتي في إطار مواجهة القوة العسكرية الإيرانية وقدراتها الصاروخية إلا أن هناك أدلة وشهواهد في مستقبل الأحداث في المنطقة تظهر أن النظرية والمبدأ للصواريخ الإيرانية بالاضافة إلى الأحداث والسلوكيات الموجودة داخل المنطقة لا تهدف فقط لدفاع عن العدوان المتزايد من قبل تل أبيب داخل المنطقة وإيران بل لأجل تعزيز القدرات العكسرية والدفاعية لطهران والتوصل إلى الاستقرار في المنطقة.

وفي الواقع أن الخطط الإيرانية التي تسعى إليها  طهران في هذا الوقت هي اتباع استراتيجية دفاعية قوية وزيادة قدرتها في هذا الأمر بسبب  حالة الغرب المضطرب  أضافة إلى التطورات الأخيرة  التي حدثت في الثورات داخل البلدان االعربية ووجود الحركات التكفيرية والمنظمات الإرهابية والحروب الطائفية والدينية داخل المنطقة. والحقيقة هي أن بعض تلك التطورات والأحداث التي عرفت بالصحوة الإسلامية هي التي جعلت إيران تفكر وتحدد موقفها في رسم طريقها في هذه الأحداث في ما يتعلق بالمعادلات الإقليمة مقابل تراجع هذه القوة الفاعلة وخصوصا في البلدان العربية حيث مكنت هذه التطورات إيران بالفعل  من القيام بدور بارز ومهم في لعبة السياسة الإقليمة. والآن وبالنظر إلى هذا الدور الذي تقوم به إيران وفي ظل التطورات الإقليمة في مناطق مثل العراق وسوريا ولبنان أصبحت قضية النفوذ الإيراني محل اهتمام عدد من اللاعبين الإقليمين لاسيما إسرائيل. بمعنى آخر فإن زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة قد أثار غضب المسؤولين الإسرائيلين لاسيما نتينياهو زعيم حزب الليكود اليميني.

وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة ” الشرق الأوسط” في تقرير لها أن نتنياهو لم يقتنع بالأحداث والتطورات التي أدت إلى تحديد الأدوار في المنطقة لذلك يسعى دائما إلى نشر وقرع طبول التخويف من إيران داخل المنطقة والعالم من خلال أقامة تحالفات داخلية وخارجية وكل ذلك من أجل إضعاف القوة الإيرانية ونفوذها داخل المنطقة  وهذا بسبب ما تقوم به إيران في ظل نفوذها حيث تمكنت من جمع بعض الجماعات الشيعية في العراق واستطاعت أن تضع حزب الله تحت حمايتها في لبنان كما وأن  إيران استطاعت إعادة بناء وتنظيم موقف الحوثيين في اليمن، واستطاعت ربط حركة الوفاق في البحرين بحركة المقاومة وأخيراً تمكنت إيران من جذب بعض الحركات الإسلامية في  الداخل الكويتي وحتى  في السعودية وهذا كله أسهم في غضب السلطات الإسرائيلة داخل تل ابيب.

أثار هذه الأمر في الوضع الحالي للنفوذ الإيراني  المهيمن داخل  المنطقة الخوف والقلق لدى المسئولين الإسرائيلين وخصوصا في الأمر المتعلق بالمحادثات التي تجري بين إيران وأميركا ووضع التوازن الحاصل بينهما. إضافة إلى ذلك فان وضع اسرائيل مع الولايات المتحدة في عهد بايدن يختلف كثيرا عن وضعها في السابق في عهد ترامب. في الواقع إن عهد بايدن يشبه إلى حد ما عهد أوباما وعلى الرغم من أن بعض جماعات الضغط لبايدن يتم تشكيلها من مجموعات إسرائيلة إلا أن بايدن لن يغير التوازن مع طهران لصالح تل أبيب.

وفي ظل هذه الظروف فإن جميع الأهداف والغايات وحتى الحركات الدفاعية الإيرانية ليست لخلق أزمة وفوضى في منطقة الشرق الأوسط بل هي للوصول إلى الاستقرار والثبات في المنطقة وإنهاء حالة الفوضى الموجودة والتي لعب فيها ممثلون مثل ترامب ونتنياهو وبن زايد وبن سلمان أدوارًا ملحوظة.

وفي النهاية  في  ظل هذا الوضع الراهن  هناك بعض الشواهد التي تدل على أن إيران في عهد ما بعد نتنياهو لا خيار أمامها سوى تبني نفس الاستراتيجية الدفاعية القائمة على الدفاع والاستقرار، ولا يهم من سيكون على رأس  السلطة  في تل أبيب المهم هو  أن تكون إيران قادرة على تقليل حجم التهديدات الأمنية ضد إيران وذلك من خلال استراتيجية الردع وبالتالي إرساء النظام والاستقرار والسياسة من خلال النفوذ الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: