الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يونيو 2021 06:00
للمشاركة:

موقع “دبلوماتيك” – هل تنجح جولة فيينا المقبلة في إعادة إيران وأميركا للاتفاق النووي؟

تناول موقع دبلوماتيك، في مقال لـ"لورا روزن"، موضوع مسار المفاوضات النووية في فيينا، واحتمال التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة. حيث استطلع الموقع آراء بعض الخبراء، إذ أكدوا فيها أن حسم مسار المفاوضات مرتبط بالانتخابات الرئاسية، على الصعيدين السياسي والاقتصادي في إيران.

أعرب مساعد المنسق العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي “انريكي مورا” عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق في الجولة المقبلة، المقرر إجراؤها في وقت لاحق من الأسبوع المقبل. الاجتماع المقبل، الذي يُقال أنه من المقرر أن يُستأنف في 10 حزيران/ يونيو، يأتي قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حيث منع الكثير من المرشحين من خوض السباق الانتخابي بهدف إخلاء الساحة لرئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي.

وقال مورا، في ختام الجولة الخامسة من المحادثات: “كنت أتمنى أن تكون هذه هي الجولة الأخيرة، لكن لم يكن الأمر كذلك، وسنواصل العمل وأنا متأكد من أن الجولة التالية ستكون هي الجولة التي سنحصل فيها أخيرًا على اتفاق وسنعيد الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وإيران إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها”.

وتابع مورا: “هذه عملية معقدة مع قرارات سياسية ذات قضايا تقنية إلى حد ما. نحن الآن نصل إلى نقطة يتعين علينا فيها مواجهة قلب هذه القضايا”.

وقال: “في الأسبوع المقبل سنعقد اجتماعا وآمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الوقت للتوصل إلى اتفاق”.

وأشار دبلوماسيون من الترويكا الأوروبية، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلى مزيد من التقدم في المحادثات، لكن يوجد حاجة لاتخاذ قرارات في أسرع وقت.

وقال الدبلوماسيون: “لقد أحرزنا مزيدًا من التقدم وتم وضع جوانب مهمة لاتفاق مستقبلي. ومع ذلك، لا تزال أصعب القرارات تنتظرنا”.

وتابع الدبلوماسيون: “نحن ندرك جميعًا أنه لا يوجد أحد لديه الوقت إلى جانبهم. الوقت المناسب لاتخاذ القرارات يقترب أكثر فأكثر. سنواصل المحادثات الأسبوع المقبل”.

وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات نائب وزير الخارجية عباس عراقتشي إلى ضرورة التشاور مع العواصم لاتخاذ القرار السياسي.

وصرح عراقتشي لمحطة IRIB الإيرانية الليلة، أن “الجولة المقبلة من المحادثات في فيينا، منطقيًا، يمكن وينبغي أن تكون الجولة الأخيرة. قررنا أن يكون لدينا أسبوع للراحة والاستشارات”.

في هذا السياق، أوضحت مصادر سياسية للموقع أن “هناك تقدمًا في المفاوضات لكن يوجد حاجة إلى القرارات السياسية”.

من المقرر أن يعود الوفد الأميركي، برئاسة المبعوث روبرت مالي، إلى واشنطن بحلول نهاية الأسبوع، حسبما صرحت النائبة الرئيسية للمتحدث باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر للصحفيين في مكالمة إعلامية اليوم، رافضة تقديم تحديث أكثر تفصيلاً حتى عودته.

مع نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي على ما يبدو ستكون لصالح رئيسي، تساءل بعض المحللين عما إذا كان ذلك من شأنه أن يمنح الوفد الإيراني في فيينا مساحة أكبر للمناورة ليتمكن من اتخاذ القرارات النهائية اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق.

من هنا، قال خبير في الشؤون الإيرانية وعلى علاقة مع الوفد الأميركي في فيينا، إن “مقارنة بالجولة الأخيرة، تمكن الأطراف من حل بعض القضايا، ولكن لا تزال هناك بعض الخلافات المهمة. ربما يعني ذلك أنه من غير المرجح حدوث انفراجة قبل الانتخابات الإيرانية”.

وفيما يتعلق بما قد تعنيه الانتخابات المحتملة لرئيسي بالنسبة لمصير خطة العمل الشاملة المشتركة والمتابعة المحتملة للمحادثات، اقترح بعض الخبراء الإيرانيين أن تأييد القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لمفاوضات فيينا والاتفاق أمر أساسي.

من جهته، رأى الباحث الإيراني سينا عضدي أن “إيران ستحافظ على الاتفاق النووي، وأعتقد أن السياسة التي وضعها الأصوليون في حال وصولهم إلى الرئاسية هو الحفاظ عليها”.

واعتبر أن صانعي السياسة الإيرانيين لا يرون فقط الفوائد المالية، ولكن الفوائد السياسية في الاتفاق.

وقال عضدي: “إن القضية بالنسبة لطهران لا تتعلق بالتوصل إلى اتفاق، ولكن من يمكنه أن ينسب إليه الفضل. فالمحافظون يريدون أن يكونوا قادرين على القول للمواطنين أنهم السبب في تحسن الأوضاع الاقتصادية”.

بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران، هناك فترة انتقالية، وتتولى الإدارة الرئاسية الإيرانية الجديدة زمام الأمور في آب/ أغسطس.

من هنا، اعتبر الباحث في المجلس القومي الإيراني الأميركي سينا طوسي أن لا تأثير للانتخابات على محادثات فيينا، مضيفاً “القلق الرئيسي للقوى الأصولية في إيران هو أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان سيرشح نفسه”.

وقال: “ظريف الآن خارج الصورة، والرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني منهك، ومجلس صيانة الدستور قد زور بوقاحة في الانتخابات لاستبعاد هذه المجموعة”، واصفًا الاستبعاد قبل هذه الانتخابات بأنه نقطة انعطاف حقيقية في إيران.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “دبلوماتيك”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: