الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 يونيو 2021 07:25
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – هل وجود رضائي ورئيسي يصنع ثنائية قطبية؟

سلطت صحيفة "شرق" في مقال لها الضوء على التنافس المحتمل بين مرشحي التيار الأصولي محسن رضائي وإبراهيم رئيسي بعد انسحاب محتمل لجليلي لصالح إبراهيم رئيسي.

توقعت صحيفة “شرق” في وقت سابق تنافسا ثلاثيا بين محسن رضائي ورئيسي ولاريجاني في الحملة الانتخابية ولكن مع إقصاء لاريجاني غير المتوقع عن الانتخابات لم يحصل هذا التنافس، لكن مع المواقف الأخيرة لسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام ضد المرشحين الأربعة المعروفين باسم الجبهة الثورية، يبدو أننا يجب أن ننتظر ثنائي القطب بين رئيسي – رضائي. فيما سبق قال مصدر مطلع لـصحيفة  “شرق” إنه بعد تسجيل رئيسي كان هناك الكثير من الضغوط من بعض الشخصيات الأصولية وخاصة أنصار محسن رضائي القدامى في الجبهة الذين طلبوا من رضائي التسجيل في الانتخابات . لهذا السبب توجه إلى مقر وزارة الداخلية فور تسجيل رئيسي في الانتخابات.

نقطة أخرى هي أن الأدلة التي تم نشرها في الأسابيع الماضية حول استبعاد المرشحين قبل الإعلان الرسمي لمجلس صيانة الدستور، وصلت بشكل مباشر وغير مباشر إلى “جبهة ثبات الثورة” من أنصار إبراهيم رئيسي؛ هؤلاء أنفسهم هم الذين تجاوزوا في الأيام الماضية مرشحهم الإصلاحي سعيد جليلي عام 2013 ومع صدور البيان الرسمي وقفوا  خلف رئيسي . الشائعة الأولى عن إقصاء المرشحين لم تكن حول علي لاريجاني بل عن محسن رضائي ومن ثم ذهبوا إلى علي لاريجاني وجهانغيري. قوبل إدعاء إقالة رضائي بالطبع برد فعل سلبي من مجلس صيانة الدستور وإنكار عباس علي كد خدايي . وأشارت الشائعة إلى وجود مشكلة في صحة رضائي الأمر الذي أدى إلى إصدار مقطع كرة قدم لعب رضائي ردًا على صناعة الشائعات والإيحاء بانه سوف يتجاوز منافسيه واحدا تلوى الآخر. وبهذه الاستعدادات يتوقع أن تكثف جبهة ثبات الثورة من هجماتها على محسن رضائي خلال الأيام المقبلة.

لكن حسين الله كرم عضو مجلس وحدة الاصوليين توقع في مقابلة له تشكيل ثلاثي بين رضائي ورئيسي وجليلي. قد قال :”على الرغم من أنه من المتوقع أن يعمل السيد رضائي والسيد جليلي بجانب السيد رئيسي، فإن استراتيجية التيار المؤيد للغرب لكسر أصوات السيد إبراهيم رئيسي واستراتيجية زيادة المشاركة من خلال المنافسة الثورية الموجهة نحو البرامج سوف تؤدي الى منافسة ثلاثية بين جليلي ورئيسي ورضايي “. وبالنظر إلى أن الجميع حتى الآن حتى رضائي نفسه يعتبرون جليلي مرشحًا داعما(يعتبرونه غطاء ) وسينسحب من الحملة الانتخابية بعد المناظرات، فمن غير المرجح أن يتشكل مثلث الانتخابات في حضوره.

ومع ذلك يمكن تحليل مقدمة ثنائي القطب بين رضائي – رئيسي  بتغريدة وتصريحات محسن رضائي الموجهة إلى المسؤولين القضائيين. وقال رضائي في تغريدته: “لدي جدال جاد مع أصدقاء في  السلطة القضائية. في الآونة الأخيرة جاء المدعي العام في طهران بطريقة ما وهدد المرشحين، أقول أيها السيد المدعي هل السيد رئيسي مقصود أيضاً؟  لاحظوا أنه لا ينبغي أن نفعل أي شيء تخلق عقلية خاطئة في المجتمع. على سبيل المثال إذا حدث خطأ في مقر السيد الرئيسي فهل يمكن التعامل معه؟”

كما غرد أيضاً: “في اختبار القائم على تعدد الخيارات عندما يصعب تحديد الخيار الصحيح ، تُستخدم طريقة حذف الخيار. يمكن لشعبنا من خلال إلغاء الخيارات التي ” لم تأت إلى الرئاسة ” أو ” تركوا العمل في منتصفه ” أن يجدوا الخيار الصحيح .

يبدو أن رضائي اعتبر منذ البداية أن هناك شخصين منافسين محتملين . لاريجاني ورئيسي؛ لأنه بعد التسجيل أدلى بتصريح حاد ضد كل من منافسيه المحتملين وقال إن الاقتصاد ليس قاعة محكمة، ولا ثكنة  ولا نسج فلسفة ! الآن  من بين المنافسين بقي واحد فقط .

العامل الداعم لرضايي مقابل رئيسي العامل الإقتصادي. المجال الذي يكون فيه أكثر احترافًا من رئيسي  وربما في ظل غياب الثنائيات السياسية لعامي 2009 و 2013 ستكون لديه فرصة لتحريك اللعبة نحو ثنائي اقتصادي وإطلاق العنان لأفكاره الاقتصادية التي لم يسمع بها من قبل في الانتخابات السابقة له والتي سيكون من الجيد أن يعرضها في هذا الوقت. في مناظرته عام 2009 مع أحمدي نجاد أشار إلى مؤشر يسمى “مؤشر البؤس” وقال إنه ارتفع بشكل حاد منذ 2005. في عام 2011 كتب موقع Jahannews الأصولي في مقال: “مؤشر البؤس أثير خلال المناظرة بين محسن رضائي وأحمدي نجاد وظل في ذاكرة الناس منذ ذلك الحين. مؤشر البؤس الناتج عن مجموع البطالة والتضخم عاد للارتفاع وبلغ 30.6 في المئة”. كما كشف محسن رضائي النقاب عن فكرة الفيدرالية الاقتصادية في تلك المناقشات وانتقد صراحة رحلات أحمدي نجاد الداخلية لكشف النقاب عن بئر مائي، قائلاً إنها لم تكن من مهام رئيس الحكومة. في عام 2013 أيضًا في الوقت الذي كان فيه المرشحون الآخرون يركزون على السياسة الخارجية، كان رضائي مستمراً في التركيز على القضايا الاقتصادية. كان رضائي في المركز الثالث في الانتخابات في ذلك العام بعد روحاني وقاليباف لكنه تقدم على سعيد جليلي.

محسن رضائي الذي سُجل في تاريخه  إنسحاب مرة واحدة من الانتخابات والمشاركة الكاملة في مرتين، لديه قاعدة تصويت لا تقل عن أربعة ملايين من قبل سكان زاغروس. لقد ترشح مرة واحدة مع “حكومة المحبة” ، ومرة مع “الحكومة الائتلافية” ومرة مع “الحكومة الشاملة والأمل” ، والآن يبقى أن نرى ما إذا كان مع “حكومة الحركة الوطنية لتطور إيران ومحاربة الفساد وشبكة النفوذ “هل سينجح في الانتخابات أم لا؟

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: