الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 مايو 2021 07:27
للمشاركة:

صحيفة “خراسان” الأصولية – ثنائية رئيسي – همتي؟

تناولت صحيفة "خراسان" الأصولية المآلات المحتملة للمنافسة الانتخابية بين مرشحي الرئاسة وظهور توجه جديد بين الإصلاحيين لدعم رئيس البنك المركزي الإيراني المستقيل مؤخرا، عبدالناصر همتي، وتأثير ذلك على تشكيل واقع جديد من المنافسة بين المرشح الأصولي البارز إبراهيم رئيسي من جهة وعبدالناصر همتي من جهة أخرى. كما تناولت الصحيفة محاولات كل من التيارين الأصولي والإصلاحي تشكيل جبهة موحدة لمنع تشتت الأصوات المؤيدة في مواجهة المرشح المنافس.

أدى رفض مجلس صيانة الدستور تأكيد أهلية شخصيات إصلاحية بارزة بدءا ببزشكيان وانتهاءً بجهانغيري إلى زعزعة المعادلة الانتخابية للتيار الإصلاحي. الآن في هذه الحالة يجب على الإصلاحيين تحديد مهمتهم وما إذا كانوا يريدون دعم أحد المرشحين، محسن مهر علي زاده وعبدالناصر همتي، أو عدم دعم مرشح بعينه واعتماد المشاركة غير النشطة. مشاركة بحسب صحيفة “شرق” الإصلاحية، لا يتم فيها مقاطعة الانتخابات ولن يؤيد الإصلاحيون فيها شخصاً معيناً.

في هذا الصدد اختارت بعض الشخصيات الإصلاحية نفس خيار المشاركة غير النشطة. على سبيل المثال صرح مصطفى كواكبيان الأمين العام للحزب الديمقراطي أن الحزب الديمقراطي لا يسعى إلى مقاطعة الانتخابات لكنه لن يدعم أي مرشح. ويشارك إلياس حضرتي الأمين العام لحزب الثقة الوطنية كواكبيان وجهة نظره في هذا الخصوص. كما كتب مسعود بزشكيان الذي رفض مجلس صيانة الدستور تأكيد أهليته في صفحته على تويتر عن دعم المرشحين أنه لا ينوي دعم أي من المرشحين المعتمدين في الانتخابات المقبلة.

حزب كوادر البناء يسعى إلى إقناع الإصلاحيين

في غضون ذلك يتم كسر هذا الجو تدريجياً بين الإصلاحيين وخاصة بعد بدء الدعاية للخيارين الإصلاحيين خاصة عبد الناصر همتي، حيث يمكن سماع مواقف مؤيدة له وتنحية موقف عدم دعم إي مرشح في التيار الإصلاحي. في هذا الصدد يعتقد عدد من الإصلاحيين اليمينيين بضرورة خوض الانتخابات وأن المشاركة غير النشطة لا تجدي نفعا. محسن هاشمي رفسنجاني واحد منهم. في تصريحاته الأخيرة أشار إلى أن سياسة الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني هي دعم المرشحين الحاليين، ووصف عبد الناصر همتي بأنه خيار مرغوب فيه ، وقال: “لو كان (الراحل هاشمي رفسنجاني) على قيد الحياة اليوم لكان قد صوت لصالح. د. همتي”، كما دعم محمد هاشمي الرئيس السابق للإذاعة والتلفزيون وشقيق الراحل هاشمي رفسنجاني همتي في خطابه الأخير وقال: “أنا أحترم السيد لاريجاني والسيد جهانغيري لكن تسأل ما الذي يحدث ؟ أقول إنه من الأفضل أن يتصرفوا وفقًا لسياسة وشخصية السيد هاشمي أي أن يأتوا ويقفوا بين أحد المرشحين الحاليين. على سبيل المثال إذا سألتني فإن السيد همتي هو أحد الأشخاص الذين كانوا مع السيد هاشمي منذ البداية وكان يثق في السيد همتي كثيرًا وخاصة في المجال الاقتصادي الذي يعد المصدر الرئيسي لمشاكل البلاد اليوم إذا أيد المرشحون المرفوضون مثل هذا الشخص فسنرى نهجا مختلفا في الانتخابات”.  وكان غلام حسين كرباستشي أمين عام حزب كوادر البناء  قد أبلغ في وقت سابق عن الرغبة الجادة لهذا الحزب في همتي. لكن الآن كما قال محمود علي زاده طباطبائي عضو المجلس المركزي لحزب كوادر البناء أمس، اختار حزب كوادرالبناء عبد الناصر همتي كخيار نهائي ويحاول أن يجلب معه ناسا ورئيس الحكومة الإصلاحية: “السيد همتي عضو في المجلس المركزي لحزب كوادر البناء وبناءً عليه فإن ممثلي حزب الوسطاء يتشاورون ويتفاوضون مع هيئة بناء التوافق لدعم السيد همتي. بالتأكيد السيد خاتمي يؤيد استنتاج هيئة بناء الإجماع وتوقعي أن النتيجة ستكون على السيد همتي لأنه يتمتع بتجربة أكثر نجاحًا.”

حضور ساخن لهمتي في منصة كلوب هاوس

من ناحية أخرى يحاول همتي نفسه أن يكون قادرًا على جلب الإصلاحيين معه. وغرد: أسال أنصار المرشحين المستبعدين واليائسين من الإصلاحيين: هل الحزن مع صندوق الاقتراع هو الحل أم أن تغيير المشهد ونتائج الانتخابات بالتصويت للمرشح الوحيد الذي لديه القدرة والمعرفة لتحسين الوضع الاقتصادي وفوزه المفاجئ هو الذي يرفع أصوات احتجاجكم؟، ” “خمسة مقابل واحد ليس عدلا.” لم تكن هذه هي القصة كاملة وقد أظهر همتي في مقابلة حديثة في منصة كلاب هاوس أنه يمكن أن يلعب دور مرشح إصلاحي. في جزء من حديثه انتقد( هاجم) الوعود الانتخابية لمرشحين آخرين وقال: “لا يجب ان نلجأ الى الافعال الشعبوية. يقول بعض المرشحين إننا نريد أن نعطي دعم 450 ألف تومان لكل شخص أو يقول إننا نريد منح قرض قيمته 500 مليون لكل زوجين. من أي مصدر تعطى هذه الأموال؟ يقولون إنهم يريدون تقديم قدر من الدعم ؛ أنا أيضاً أتمنى ذلك، فقط أخبرني من أين تريد الحصول على هذا المال؟ ستضعون عبء التضخم على كاهل الشعب “. وفي جزء آخر من حديثه أيد بقوة التصديق على مجموعة العمل المالي قائلاً: “أنا لست مسبب الوضع الراهن كما أن الحكومة ليست هي المسببة. هؤلاء المنافسون الخمسة هم أيضا من مسببي الوضع الراهن، ومعارضو الانضمام إلى مجموعة العمل المالي هم مسببو هذا الوضع أيضاً ” وردًا على وعد قاضي زاده هاشمي بإنهاء البورصة في غضون ثلاثة أيام قال همتي ساخرًا: “هل سوق الأسهم عبارة عن ميكروويف يزعم البعض أنه سيحل المشكلة في ثلاثة أيام؟” ورافق التصريحات ثناء على تويتر من السيد محمد علي أبطحي رئيس مكتب السيد محمد خاتمي:”بدا همتي قويا وصادقا وسياسيا ورئيسا “. كما أعرب بعض المستخدمين الإصلاحيين الآخرين عن رغبتهم في دعم همتي بعد اجتماع كلاب هاوس والتخلي عن نهج عدم التصويت. من ناحية أخرى  يحاول محسن مهر علي زاده الوجه المعتمد الآخر لهذه الجولة الانتخابية كسب دعم الإصلاحيين بتغريداته الأخيرة. وهو الذي نشر تغريدة مثيرة للجدل في السابق ردًا على زيارة السيد إبراهيم رئيسي لمستشفى ميلاد ومحادثة هذا المرشح مع الطاقم الطبي في هذا المستشفى كتب أيضًا في آخر تغريدة له: الخصم لديه مرافق وأدوات قوة ويرى إرادة الأمة متضاربه مع مصالحه. يحاول خصمنا التضحية بالمصالح الوطنية من أجل مصالحه الخاصة من خلال تقليص مشاركة الشعب والفوز بالانتخابات الراكدة التي تؤدي إلى توحيد القوى.

المحافظون يبحثون عن مرشح واحد؟

لكن الأصوليين على عكس المعسكر الإصلاحي يخوضون انتخابات عام 2021 بخمسة مرشحين وبكامل أياديهم. والسؤال الآن هل سيبقى مشهد المعسكر الأصولي على حاله أم أن المشهد الانتخابي للأصوليين سيتغير في النهاية مع استقالة بعض المرشحين لصالح المرشح الرئيسي؟ وكان علي رضا زاكاني سبق أن تناول الموضوع وأكد أن الجبهة الثورية ستدخل الانتخابات في نهاية المطاف بمرشح واحد وأكد مالك شريعتي المتحدث باسمه في اجتماع أمس: “أي مرشح يقول إنه سيتنحى عن تيار الثورة بالتأكيد  مخطئ ، وحتى لو قال إنه موجود في الساحة حتى النهاية فهو لا يزال مخطئا. هناك أكثر من مرشحين في الحركة الثورية.  هذه العقلانية والذكاء موجودة في كل الأصدقاء حيث سيتم  في الأيام الأخيرة اتخاذهم  قراراً  واحد سيؤدي إلى بقاء واحد أو اثنين من شخصيات التيار الثوري”. قد يكون موقف مالك شريعتي هذا راجعا إلى الخوف من انقسام أصوات المرشحين الأصوليين وجر الانتخابات إلى الجولة الثانية، وفي هذه الحالة لن تكون المعادلات متوقعة لكن بينما يجري الحديث عن “قرار واحد” نرى من جهة أخرى تعليق مستشارسعيد جليلي، بيجان نوبافه، واستبعاده لموضوع انسحاب جليلي لصالح رئيسي حيث قال:”مسألة استقالة السيد جليلي ليست في مصلحة أحد إطلاقا. السيد جليلي كان يعمل لسنوات بشكل مخطط خاصة أثناء تشكيل حكومة الظل. لقد شاهد قضايا ومشاكل ولديه خطة”. إلى جانب سعيد جليلي مرشح أصولي آخر من حملة محسن رضائي يعارض هذا التحليل أيضًا بحيث لن يتنحى هذا المرشح بحسب حميد خادميان رئيس مقر حملة محسن رضائي في جبهة الشرق لصالح أحد: “انتهى عصر المجاملات. نحن بحاجة إلى مدير مختص، وخبير اقتصادي ومهندس اقتصادي، ورضائي يخطط في هذا المجال منذ 20 عامًا ويقوم بتحديثه كل عام.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “خراسان” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: