الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 مايو 2021 09:26
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – المرشحون للرئاسة لا يدركون قضايا المجتمع

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مجموعة من المقابلات مع متخصصين فيعلم الاجتماع، موضوع المشكلات الاجتماعية في إيران واطلاع المرشحين للرئاسة عليها. وأوضح الخبراء أن المشكلات الاجتماعية مهمة جداً لدرجة أنه يمكن دراسة المشاكل الاجتماعية من أجل قياس تطور مجتمع ما.

علماء الاجتماع هم أهم الخبراء لدراسة مدى ونوع المشاكل الاجتماعية. كما وإنهم يدرسون المشكلات الاجتماعية، ويقدمون حلولاً لمكافحتها وفقاً للدراسات. وحجم المشاكل الاجتماعية في مجتمعنا هو أن التقرير وحده لا يمكنه أن يشير إليها. حيث يخوض مرشحو الرئاسة هذه الأيام حملاتهم الانتخابية ويعلنون استعدادهم للانتخابات المقبلة. حيث يجب على كل مرشح الانتباه إلى المشاكل الاجتماعية لمجتمع مثل مجتمعنا؛ وذلك لأن هذه المشاكل متأصلة في مجتمعنا منذ سنوات. ولكن ما يتم استخلاصه من كلام معظم المرشحين يضفي مزيداً من الألوان والرائحة على الشعارات، ويبدو أن تقديم الوعود غير الواقعية أصبح جزءاً من حفل الانتخاب. كما ويبدو أحياناً أن المسؤولين الذين يعيشون في هذا المجتمع لا يفهمون الظروف والبيئة المحيطة بهم. ولهذا السبب ذهبنا نحو علماء الاجتماع للعثور على أهم وأكبر المشكلات الاجتماعية من وجهة نظرهم ونذكّر بها المرشحين.

الباحث الاجتماعي جعفر باي
للأسف، لا يوجد عالم اجتماع بين المرشحين للرئاسة، لذا يجب أن يكون لدى الرئيس المستقبلي بالتأكيد بعض الفرق أو المجموعات الاستشارية في مجال علم الاجتماع. كما ويجب أن يكون الفريق الاستشاري قادراً بالتأكيد على تحديد المشكلات الاجتماعية وأمراض المجتمع في مجال الإصابات. ومن ثم يجب تجميع قائمة الأضرار الاجتماعية وبعد تحديد الأولويات، ينبغي اتخاذ الإجراءات للقضاء عليها. وبالنظر إلى إعطاء الأولوية لبعض الإصابات فإن بعضها يكون بالضرورة له الأسبقية على البعض الآخر. حيث أن البطالة والركود جزء من العلل في المجتمع. ولكن أهم وأكبر مشكلة في مجتمعنا هي إعادة الحيوية الاجتماعية إلى المجتمع. حيث كان مجتمعنا مجتمع سعيداً حيث سلبت منه هذه السعادة لأسباب مختلفة وبسبب حدوث المشاكل ومن هنا ضاعت الحيوية الاجتماعية.

وفي رأيي، فإن الجزء الأكثر أولوية والذي يجب على الحكومة المستقبلية معالجته هو اتخاذ تدابير لتعزيز الحيوية الاجتماعية. حيث كان لفقدان الحيوية الاجتماعية العديد من الآثار على مجتمعنا. وفي المجال الاجتماعي وعلم الاجتماع، يجب أن أقول إن مجتمعنا يعاني من مشاكل في مجال التواصل بين الأشخاص. حيث وصلت الثقة الاجتماعية في مجتمعنا إلى الحد الأدنى. ويجب أن نسعى جاهدين لتأسيس هذه الثقة الاجتماعية كداعم لتقوية التواصل بين الأشخاص، ويجب أن تعود الثقة الاجتماعية والتواصل بين الأشخاص في المجتمع إلى طبيعتها. والمشاكل الاقتصادية ونوع التفاعلات الحكومية، مثل عدم الأمانة في الوعود، أدت تدريجياً إلى سلب الثقة الاجتماعية من المجتمع. وأعتقد أن أحد أهم المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا هو انعدام الثقة الاجتماعية. والنقطة التالية هي الأمل في المستقبل. حيث أن مجتمع اليوم وكأنه لا مستقبل لشبابنا. والسبب هو اتخاذ ووقوع قرارات دون بحث وتخطيط. حيث أن المستقبل غامض ومشحون بالتوتر والقلق.

ويجب أن نعطي المجتمع الأمل في المستقبل. وإذا كانت هناك ثقة وبهجة، فسيتم خلق الأمل في المستقبل تدريجياً ضمن المجتمع. ومجتمعنا الضعيف قابع ضمن العديد من الأزمات. كما وأن التمييز هو أيضاً واحد من مشاكلنا الاجتماعية الأخرى. وطبيعة قوانيننا لا تقوم على العدل. حيث أن أهم وأساس مسألة المجتمع هي التمييز وعدم المساواة وعدم تنفيذ العدالة. وكثير من الناس في مجتمعنا غير راضين عن موقعهم في العمل. ويجب تهيئة الظروف لتلبية توقعات المجتمع من حكومة عادلة

عالم الاجتماع أمير محمود حريرتشي
في رأيي إن المشكلة الرئيسية هي الحياة اليومية؛ وهذا يعني أن جميع المسؤولين في الدولة على اختلاف فئاتهم عانوا من الحياة اليومية وليس لديهم رؤية واضحة. كما وإن مسؤولينا غرباء عن التنمية الشاملة. حيث كانت هناك ستة برامج تنموية في مجتمعنا، ولكن بلدنا لم يتطور في أي من الأبعاد الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية…إلخ. والناس لا يستطيعون حتى التعبير عن مشاكلهم بشكل صحيح والاحتجاج. كما ويعاني نصف مجتمعنا من الفقر وكذلك المشاكل الاجتماعية المنتشرة. وخلال الانتخابات هناك قضايا تُطرح ولكن الناس فقدوا ثقتهم وهذه القضايا لم تعد تهمهم. وما نحتاجه هو قضية حقوق المواطنة، ولكن يجب أولاً تلبية الاحتياجات المعيشية للناس حتى يتمكنوا من الاستمرار للوصول لحقوق المواطنة.

كما ويحتاج الناس إلى فرص متكافئة في وقت غرق فيه المجتمع في الفساد. ويجب على المسؤولين الانتباه إلى الأساس الذي نشأت عليه هذه المشاكل والأزمات الاجتماعية الكبرى في المجتمع. والتهميش مشكلة اجتماعية أخرى في مجتمعنا حيث أن التهميش متفشٍ في الحدود الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية لبلدنا. وكثير من المرشحين والمسؤولين لا يدركون هذه المشاكل.

والفجوة الطبقية في مجتمعنا كبيرة لدرجة أن الأغنياء لا يدركون الطبقات الاقتصادية الأخرى في المجتمع. حيث يجب القضاء على هذه الفجوة الطبقية وإلا سيستمر ظهور الأرستقراطية. حيث أن هناك من يجلس على قمة الطبقات الاجتماعية ونصف مجتمعنا تحت خط الفقر. ونحن لسنا بالدولة المتقدمة. و يجب ألا يتحدث المرشحون دون التفكير في خططهم بعيدة المنال وإدراكها، وذلك لأن الناس لم يعودوا كما يقال يثقون بأحد ويعانون من أزمات ومشاكل كثيرة.

عالم الاجتماع أمان الله قرائي مقدم
إن المشكلة الاجتماعية الأكثر أهمية في مجتمعنا في الوقت الحالي هي البطالة؛ وذلك لأن البطالة هي أمُّ الفساد. وعندما يواجه المجتمع البطالة، يتأثر كل شيء بما في ذلك الأضرار الاجتماعية والزواج والطلاق والإدمان وما إلى ذلك. والبطالة هي إهدار للقوى البشرية العاملة، سواء كانت ماهرة أو غير ماهرة. ولكل فرد في المجتمع تكلفة للفرد الواحد، وهي أعلى بالنسبة للأشخاص المتعلمين.

وتبدأ تكلفة نصيب الفرد من لحظة تكوين الحيوانات المنوية وتكون جميع الاستثمارات والتكاليف الخاصة بالتعليم البشري منذ الولادة. و30٪ من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل؛ وهذا يعني أن رؤوس أموال البلاد قد أهدرت مليارات المليارات. لذلك فإن المشكلة الأكبر في مجتمعنا هي مشكلة البطالة. وإذا أرادت الحكومة المستقبلية خلق وظائف، فستتكلف الكثير من المال لإنشاء أي وظيفة في بلدنا، لذلك فهذه المشكلة تبدو غير قابلة للحل. وينقسم التوظيف اجتماعياً إلى ثلاثة أجزاء: الزراعة والصناعة والتكنولوجيا والخدمات. وقد نما قطاع الخدمات في البلاد مثل الفطر، وذلك لأن الحكومة ليس لديها دخل اقتصادي، ومن ناحية أخرى تدخل العمالة إلى السوق ويتم إنشاء موجة من الشباب العاطلين عن العمل. وتخلق البطالة العديد من المشاكل الاجتماعية الأخرى.

وبسبب الهيكل الاقتصادي والأمراض الاقتصادية لمجتمعنا فإن العديد من المشاكل الاجتماعية مثل البطالة غير قابلة للحل. واجتماعياً مجتمعنا مريض وذلك لأن المجتمع الحديث، كما يقول “دوركايم”، يحتاج إلى تضامن عضوي. ونحن نقوم بالعمل ميكانيكياً؛ أي أننا نعمل بغض النظر عن أرباح وخسائر الآخرين. بينما في المجتمع العضوي يرتبط عمل الجميع بعمل آخر وكل عمل في نظام العمل. وتسبب توظيف غير المتخصصين ونقص التخصص الضروري في مرض البنية الاجتماعية للمجتمع. كما وأن البنية الثقافية لمجتمعنا مريضة؛ وذلك لأننا غير مدربين على التعاطف مع الآخرين ونفضل مصالح المجتمع على مصالحنا. والهيكل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لمجتمعنا مريض. وهيكلنا السياسي مريض أيضاً لأن المجتمع لا يثق في سياسات البلاد. كما ويعتقد أحد علماء الاجتماع بأنه لا توجد منظمة أو تنظيم فعال في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ما لم يعرف الرجال الذين يديرونها ما يريدون القيام به. كما ويعتقد أحد أساتذة الاقتصاد أن الوضع الاجتماعي يجب أن يكون مساعداً من أجل النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي. ولكن الظروف في مجتمعنا ليست مواتية وجاهزة.

وأعتقد أن وعود المرشحين وتعييناتهم لا أساس لها لأن كل منهم يرى المشاكل من وجهة نظره. في حين أن المشاكل الاجتماعية مترابطة، لذلك لا يمكن حل كل مشكلة على حدة. وأعتقد أن المشكلة الأكبر في مجتمعنا هي البطالة، ولكن البطالة مرتبطة بعوامل مختلفة ولن تختفي حتى يتم القضاء على جميع العوامل هذه. ويجب على الرئيس، وهو أول شخص في السلطة التنفيذية، أن يرى المشاكل الاجتماعية من خلال ترابطها ببعضها البعض، ومكونات هيكلنا الاجتماعي ليست في مكانها. وإذا لم يتم وضع الحجر في مكانه، فسيندثر ويتلاشى الهيكل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

لمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية (إيران 21: حصاد المواجهات)، إضغط هنا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: