الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 مايو 2021 23:02
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – جهانغيري: علاقة تاريخية بخاتمي وصديق لسليماني

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في تقرير لها، تاريخ المرشح الرئاسي اسحاق جهانغيري، وعلاقته ببعض الشخصيات في إيران، وتحديدًا الرئيس السابق محمد خاتمي، والقائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني. ورأت الصحيفة أن نظرة السيد محمد خاتمي الإيجابية واهتمامه بجهانغيري لم تكن أحادية الجانب، حيث أنه قد وضع حجر الأساس لرئيس الحكومة الإصلاحية.

غرّد إسحاق جهانغيري، المرشح الرئاسي الذي له تاريخ في المشاركة ضمن الحكومة الإصلاحية، تمجيداً ليوم 23 أيار/ مايو 1997: “الثالث والعشرين من أيار هي ذكرى ذلك اليوم الذي اتضح فيه أن الناس يريدون التغيير وأبدى النظام فيه مرونة. حيث أزال خاتمي والحكومة الإصلاحية التهديدات الدولية والإقليمية الخطيرة عن إيران وخلقوا فرصاً جديدة لتنمية إيران وانفتاحها على الشعب. كما ولا تزال البلاد بحاجة إلى إصلاحات حقيقية”. وانتخب جهانغيري، الذي مثل جيرفت في البرلمانين الثاني والثالث، وكان محافظ أصفهان في حكومة الراحل هاشمي رفسنجاني، ووزيراً للمناجم والمعادن في حكومة السيد محمد خاتمي، وبعد دمج وزارة الصناعة مع وزارة المناجم والمعادن تولى مسؤولية وزارة الصناعة والمناجم. وهو النائب الأول للرئيس حسن روحاني منذ ثماني سنوات. وتظهر السجلات أن جهانغيري قد أقام صداقة ووضع حجر الأساس لكلا الرئيسين. وفي عام 2017 وخلال المناظرات الرئاسية لم يفشل في الدفاع عن الحكومة وحسن روحاني. وفي تلك الأيام تم ذكره على وسائل التواصل الاجتماعي كصديق جيد لا يترك صديقه خلفه. وبعد ذلك، حيث كان يجب على الحكومة الإعلان عن سعر الدولار الجديد، كان جهانغيري هو الذي تقدم وكان هدفاً للسخرية. وحتى عندما سُمعت شائعات عن خلافه مع رئيس مكتب الرئيس، أو عندما قال إنه لا يملك السلطة لإقالة سكرتيره، بقي بجانب روحاني ولم يترك شيئاً عالقاً في طريق الصداقة. وهو الآن يعتبر المرشح الإصلاحي الرئيسي لخلافة حسن روحاني. ووفقاً لمحمد نعيمي بور، فقد دعا النشطاء الإصلاحيون السيد خاتمي والسيد كروبي والسيد موسوي لترشيح جهانغيري للرئاسة. كما وقال جهانغيري إنه سجّل في انتخابات عام 2015 بدعوة من الراحل هاشمي رفسنجاني وخاتمي، ومن ثم حسن روحاني لاحقاً. وكان نعيمي بور قد قال: “لقد سمعت من مصادر موثوقة أن السيد كروبي قد عبر عن رأيه وأبلغ الدكتور جهانغيري أنه يجب عليه التقدم للتسجيل والترشيح وعلى حد علمي، ألقى السيد خاتمي أيضاً خطاباً مباشراً ونقل هذا الأمر إلى الدكتور جهانغيري كما ونقل السيد موسوي تحليله وحججه إلى الدكتور جهانغيري لدخول الانتخابات.”

لم تكن نظرة السيد محمد خاتمي الإيجابية واهتمامه بجهانغيري أحادية الجانب، حيث أنه قد وضع حجر الأساس لرئيس الحكومة الإصلاحية. ولقد حاول مراراً وتكراراً حل مشكلة حظر تصوير خاتمي وخطابه. حتى أن جهانغيري تحدث إلى المرشد الأعلى؛ وفي مقابلة مع جماران العام الماضي، وصف الاجتماع على النحو التالي: “لقد تحدثت بالتفصيل عن السيد خاتمي مرة واحدة في عام 2014، للمرشد الأعلى. وفي الواقع ومن وجهة نظري، كان ملخصه حول السيد خاتمي منذ عام 2014، عندما تحدث معي، حيث كان الأمر مختلفاً تماماً عما كان يتحدث عنه الأصدقاء الآخرون. حيث نقل بعض الكبار بأن المرشد الأعلى لديه آراء محددة وحادة”. وتابع: “ذهبت لأتحدث إليه نيابة عن تيار الإصلاح. حيث ذكرت بعض خصائص السيد خاتمي. حيث كان تفسير المرشد الأعلى: أنا أعتبر السيد خاتمي رجل دين نقي وليس لديه أي تلوث مالي لا أخلاقي. وبالطبع، كان لديه أيضاً انتقادات وتحدث عنها. واعتقدنا أنه يمكننا حل هذا.” وكان جهانغيري قد قال: “بالطبع، لقد تحدثت مع العديد من الأشخاص في هذه الأثناء لحل القضايا المتعلقة بالتيار الإصلاحي؛ وقد اتفق الجميع مع نوع الخطة التي أملكها والتي كانت إلى حد كبير خطة وطنية. وبالطبع، لا السيد خاتمي ولا أي شخص آخر بحاجة إلى أي شخص للتوسط. ومن وجهة النظر الوطنية، الشخص الذي يريد أن يحكم البلد وأن تحل مشاكل البلد وأن تكون جميع القوى في هذا الاتجاه وتتضافر القوى ويتعزز التأثير لقائد الثورة في القوى الداخلية حيث كان لدي هذا الرأي وكان لأصدقائي ذات الرأي.” حيث كان يعتقد أن خاتمي كان من الرؤساء الذين أنهوا فترة ولايتهم بشكل جيد جداً، وعلى الرغم من أن المجلس السابع والإذاعة والتلفزيون لم يكن لهما علاقة جيدة برئيس الحكومة الإصلاحية، إلا أنهم أقاموا أفضل مراسم له. وقال جهانغيري إنه حتى بعد نهاية الثماني سنوات، وحتى عام 2009، كانت علاقتهم بالمرشد الأعلى مخططة ومستمرة بشكل جيد جداً، وكانوا يذهبون ويتحدثون ويبلغون وينقلون آرائهم شهرياً.

كان حل مشكلة السيد محمد خاتمي مهماً جداً بالنسبة لجهانغيري لدرجة أنه طلب المساعدة من القائد قاسم سليماني. كما وأبدى اهتمام القائد الشهيد بالمساعدة في حل مشكلة خاتمي وأن اللقاء الأخير الذي عقده مع الحاج قاسم كان حول هذه القضية. وقد روى جهانغيري ما دار في هذا الاجتماع في كانون الأول/ديسمبر 2019، قبل أقل من شهر على استشهاده، على النحو التالي: “كانت هذه هي المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى مكتبه خلال فترة عملي كنائب أول. حيث كان صباح الجمعة عندما ذهبنا إلى مكتبه وكان هناك صديق آخر ومسؤولون أمنيين رفيعي المستوى وكنا ثلاثة. وفي الواقع، كانت خطة القائد أن يتحدث ثلاثة منا. وقد تحاورنا كثيراً هناك وتوصلنا إلى نتيجة واضحة، وتقرر أن أتخذ بعض الخطوات. والشيء الرئيسي الذي كان من المفترض أن أفعله هو التحدث إلى بعض الأصدقاء ويفعلون بعض الأشياء. وكان لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات من قبل أصدقاء الأمنيين، وفي النهاية كان على القائد سليماني اتخاذ بعض الإجراءات. حيث فعلنا ما كان علينا القيام به.” وقد قال إنه بعد أسبوعين أخبر القائد سليماني أنه قام بالإجراءات، وقال الحاج قاسم أيضاً إنه يتابع الأمور وأنهم سيتحدثون شخصياً بعد عودته. وقبل الرحلة الأخيرة، تحدث القائد سليماني مع جهانغيري عبر الهاتف وقال إنه في رأيه فقد انتهت جميع القضايا وبعد العودة، سننتقل إلى حل جاد. وكان النائب الأول للرئيس قد استنتج من تصرفات القائد سليماني أنه بعد استشهاد الحاج قاسم اتضح أن له علاقة خاصة مع القائد الأعلى حيث لم يكن لأحد تلك العلاقة. وكان جهانغيري قد قال إنه من الواضح لنا أنه إذا آمن الحاج قاسم بشيء ما وسعى لتحقيقه، فيمكنه أن يؤتي ثماره.

كما وعلّق على وجهات نظر القائد سليماني في الاجتماع: قال الحاج قاسم في ذلك الاجتماع، والذي عادة ما يكون تسجيله في يد الحكومة، عندما كنا نتحدث مع الأخوة الأمنيين وأخبرونا أنك فعلت هذا وقلنا إنك فعلت ذلك، إذا أردنا مناقشة الماضي، فليس له خصائص ودعونا نرى ما يخبئه المستقبل وما يجب القيام به. حيث كان سليماني يؤمن بالمبادئ المهمة، ووافقت على ذلك. وقال إنه في النهاية يجب أن نقبل أننا نتحرك في إطار عسكري له خصائص ومُثل؛ ولقد رسم القائد الأعلى لها المثل العليا. وإذا قبلنا المبادئ الأساسية للنظام، حيث يحاول العدو أن يقول إن هؤلاء الناس أو هذا التيار قد تجاوزوا هذه المبادئ، يجب أن نوضح للمجتمع أن هذا لم يحدث. ويجب أن نقبل أن تكون أقوال ومواقف قائد الثورة في البلد هي فصل الخطاب”. وكان جهانغيري قد قال: “أعتقد أنه بعد ذاك الاجتماع الذي عقدته مع القائد الأعلى، قلت في مكان آخر بأن الإصلاحيين يقبلون بهذه المبادئ، وهذه هي المبادئ التي نوقشت بطريقة ما هناك. لذلك، في إطار واضح وبدون الدخول في نقاشات سياسية، إذا قبلنا بكل المبادئ الأساسية للثورة وفهمناها، يمكن حل جميع المشاكل ولن نجد أي مشكلة في أي مكان”. وكان قد قال إن القائد سليماني ليس لديه خلاف مع خاتمي وأنه كان يحبه. وكان جهانغيري قد أعرب عن اهتمام الحاج قاسم بحل المشاكل العامة للبلاد، وانتقد أصدقاءنا أيضاً. وقال النائب الأول للرئيس عن العلاقة الجيدة بين الحرس الثوري والحكومة، حتى بعد أحداث عام 1999: “أعتقد أن القادة والحرس الثوري الإيراني كانت لهم علاقة جيدة جداً بالحكومة خلال ولاية السيد خاتمي. ولم تكن هنالك شاكل في علاقتنا أبداً خلال تلك الفترة. وأصبح عام 99 مميزاً. وفي النهاية ما حدث، ما قيل، ثم الأمور التي ظهرت، حيث قيل إن بعض أعضاء الحكومة أو أقسام داخل الحكومة راضون عما حدث. أدى إلى خطاب تحذير للسيد خاتمي حول ما يمكن أن يحدث، وظلت العلاقة ودية بعد ذلك. ولا أتذكر ذات مرة أنه بعد تلك الرسالة، قد تدهورت العلاقة بين الحكومة والحرس الثوري الإيراني أو أشخاص مثل القائد سليماني مع السيد خاتمي؛ وكانت هناك دائماً علاقة جيدة بين الحكومة والحرس الثوري الإيراني حتى نهاية حكومة السيد خاتمي الثانية”. كما وقال جهانغيري عن مضمون تلك الرسالة: “لم أقرأ هذه الرسالة وليس لدي دافع لسؤال السيد خاتمي؛ وربما لو سألت لقال أن هذه رسالة خاصة. ولكن على أي حال، سمعت في الأخبار وتم إعلامي بقضاياها العامة. ولم أشعر أبداً أن هذه الرسالة كانت رسالة سيئة إلى السيد خاتمي. ربما كانت هناك جمل فيها، إذا شوهدت الآن سيقال إنها لم تكن جيدة في ذلك الوقت، ولكن بعد تلك الرسالة لم يكن هناك انقطاع في العلاقة.” ويبقى أن نرى ما إذا كان مجلس صيانة الدستور سيوافق على تأييد أهلية إسحاق جهانغيري للترشح أم لا. وإذا حدث ذلك، فسيتعين علينا أن نرى ما وعد به لحل مشاكل خاتمي وما إذا كان مثل حسن روحاني، سينسى توقعات الناس لرفع حظر التصوير على خاتمي؟

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: