الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 مايو 2021 20:37
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – إسرائيل قبل المقاومة التي استمرت 11 يومًا وبعدها

ناقشت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"حنيف غفاري"، تأثيرات حرب غزة الأخيرة على إسرائيل. ورأى الكاتب أن إسرائيل وجدت نفسها عاجزة أكثر من أي وقت مضى في مواجهة كراهية الرأي العام لوجود وطبيعة نظام الاحتلال في القدس.

في نهاية المطاف وبعد مقاومة واسعة النطاق من قبل حماس ولا سيما كتائب القسام ضد الجرائم التي ارتكبها نظام الاحتلال في القدس وافق نتنياهو وأعضاء مجلس الوزراء الأمني في تل أبيب على وقف إطلاق النار. أناس مثل “يائير لابيد” و”أفيغدور ليبرمان” منتقدون لنتنياهو في الأراضي المحتلة، واعترفوا بأن هزيمة النظام الصهيوني الأخيرة ضد حماس أمر غير مقبول ورمز إلى يأس النظام ضد صواريخ المقاومة.

من ناحية أخرى أكد بعض أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أيضًا أنه لا مكان لنتنياهو للبقاء في السلطة. ما هو مؤكد أن ادعاء نتنياهو وحلفائه السخيف بأن تل أبيب حققت أهدافها في الحرب الأخيرة مع الفلسطينيين قد تم دحضه من زوايا مختلفة وهو غير قادر حتى على إقناع السياسيين الصهاينة بهذا الادعاء. اليوم الجميع يوافق على أن النظام المحتل للقدس قد قبل هزيمة قاسية جدًا ضد المقاومة الفلسطينية.

والسؤال الأساسي هو ما هي رموز هزيمة الكيان الصهيوني في المعركة التي استمرت 11 يوماً عام 2021 ؟ وفي هذا الصدد هناك مكونات مختلفة يجب أخذها في الاعتبار وتحليلها معاً.

أولاً الصواريخ التي طالت تل أبيب التي أطلقتها كتائب القسام وعدم قدرة الأنظمة المضادة للصواريخ على احتواء صواريخ حماس صورت الضعف المطلق للنظام الصهيوني في هذه المعركة. أبعد من ذلك وصلت عدة صواريخ من حماس إلى “بقاع استراتيجية عمياء” دون أي ضجة في الأراضي المحتلة بما فيها حيفا. تتفق الغالبية العظمى من المسؤولين العسكريين والسياسيين لنظام الاحتلال في القدس الآن على أنه في أي معركة مستقبلية بين النظام وجماعات المقاومة ستكون جميع أجزاء الأراضي المحتلة مستهدفة بصواريخ المقاومة. بمعنى آخر أدرك الصهاينة أنهم لم يعودوا قادرين على الحديث عن وجود “ملاذات آمنة” في القتال ضد المقاومة.

قضية أخرى هي ظهور الانقسامات داخل الأراضي المحتلة. ربما قبل أقل من عقد عندما تعلق الأمر بالانتفاضة ركز الصهاينة فقط على اسم غزة ولكن اليوم بالإضافة إلى غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية وحتى المناطق المختلفة في الأراضي المحتلة (حيفا ، يافا وغيرها) أصبحت مكانًا لـ “الصراخ ضد الاحتلال الصهيوني”. لا شك أنه اعتبارًا من عام 2021 فصاعدًا قلة من الناس يعتبرون الانتفاضة الجديدة محصورة في غزة. أيضا من الآن فصاعدا لن يتحدث أحد ولا حتى أكثر الصهاينة تطرفا الذين كانوا يعتبرون أنفسهم حتى يوم أمس محاصرين في معقل عن مناعة تل أبيب وأماكن أخرى في الأراضي المحتلة.

تكشف المعركة الأخيرة التي استمرت 11 يومًا عن الضعف المطلق للصهاينة في المنطقة والعالم. إن الاحتجاج اللامتناهي من دول العالم حتى في الدول الأوروبية والولايات المتحدة  في إدانة جرائم وقتل  الأطفال من قبل النظام الصهيوني يظهر بوضوح أن إسرائيل أصبحت رمزًا للكراهية بين جميع الدول. لقد وصل إلى نقطة حيث أن كل شيء من مسؤولي البيت الأبيض إلى قادة الاتحاد الأوروبي(الذين كانوا دائما ولا يزالون من أنصار جرائم الاحتلال في القدس) إنهم يجدون أنفسهم عاجزين أكثر من أي وقت مضى في مواجهة كراهية الرأي العام في بلدانهم لوجود وطبيعة نظام الاحتلال في القدس .

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: