الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 مايو 2021 07:03
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – ظهور لاريجاني الأول أضعف مما كان متوقعاً

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال لـ"آرزو فرشيد"، موضوع ظهور علي لاريجاني في إحدى غرف النقاش على تطبيق كلوب هاوس. ورأت الكاتبة أن هذا الظهور كان أقل من المتوقع، حيث لم يستطع المرشح الرئاسي من إقناع المستمعين له.

أثبت ظهور علي لاريجاني في كلوب هاوس على الرغم من التريب الكبير به على هذه الشبكة الاجتماعية، أنه لم يكن لديه طريق سهل للوصول للقمة كما كان يعتقد هو وبعض مؤيديه.

وخلال تلك الساعات القليلة أظهر علي لاريجاني أنه على عكس تصورات بعض السياسيين، لن تكون له اليد العليا في مناظرات الانتخابات المقبلة. حيث أنه تجنب الإجابة على الأسئلة المهمة ولكنه لم يستطع إنقاذ نفسه.

حيث أن علي لاريجاني بذل قصارى جهده لإظهار وجه جديد لكنه كان كما كنا نعرفه بالفعل؛ سياسي ذكي ومهيمن ومتحفظاً. حيث أنه وجه لا يتمتع بشعبية اجتماعية عالية ولا فرصة ليصبح مشهوراً. ولم يفشل فقط في جذب انتباه مجموعة من المستمعين الذين ينوون مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة ولكنه فشل أيضاً في جذب انتباه الأشخاص الرماديين الذين هم المحددون الرئيسيون للانتخابات. وكل تلك الملاحظات وأخذ الحذر، حتى صفحة تويتر الخاصة به تم حظرها بعد هذه الدردشة، ولكنه في النهاية غادر خالي الوفاض. حيث إن إلقاء نظرة على رد فعل المستخدمين في الفضاء الإلكتروني وعلى وجه التحديد تويتر هو خير مثال على هذا الادعاء.

والتعليقات التي كان ينبغي على الفريق الإعلامي ومستشاري لاريجاني مراجعتها وتصنيفها وإبلاغه بها، تشير إلى أن لاريجاني لم يستطع ببساطة كسب رأي الهيئة الاجتماعية الإصلاحية وهي المجموعة ذاتها التي ترشّح على أمل بها. وكان رئيس البرلمان السابق قد قال إنه مستعد للأسئلة الصعبة، لكنه لم يستطع شرح أدائه في هيئة الإذاعة والتلفزيون. وعندما وصل الحديث لمسألة “الهوية”، فقد اعتبر الجمهور على الأقل منسياً أو ربما يافعاً وغير مطلع، ومن هنا خسر اللعبة.

ولم يدرك السيد لاريجاني كيف دافع عن “الهوية” و “الأضواء” وبث مؤتمر برلين في تلك السنوات، وقد اعترف نائبه لاحقاً، أحمد بورنجاتي، بإصرار لاريجاني على تبني هذا النهج في الإعلام الوطني. لذلك عندما ذكّره الصحفيون الحاضرون بهويته، نفى ذلك، ولم يكن مفاجئاً، دفاعه عن بث مؤتمر برلين. وقد جاء التحدي التالي عندما أظهر أنه رفضه لرسم خط واضح عن نفسه وإخوته. ومع ذلك، يبدو أن هذا التوقع مبالغ فيه بعض الشيء من شخص يتردد حتى في توضيح واجباته وحدوده مع التيارين الأصولي والإصلاحي. وقد جعل السيد لاريجاني وظيفته أكثر صعوبة عندما برر موافقته لمدة عشرين دقيقة في دفاعه عن نفسه أمام معارضي الاتفاق النووي. وقال إن الاتفاق النووي هو قرار النظام وأنه كان يجب اتباع آليته في البرلمان. وبعد عقد من المداولات على أعلى المستويات، فكر واعتقد أنه بهذا الكلام قد انتهى كل شيء.

لكن النتيجة كانت معاكسة. حيث أثار دفاع لاريجاني السيئ أسئلة في أذهان مؤيدي الاتفاق النووي. و من الواضح أن جمهور لاريجاني اليوم يتسآل كيف من الممكن أن يُعرف أنه بعد بضع سنوات وكرئيس للجمهورية، لن يخجل من الرد على قضايا مثل التستر على خطأ بشري لبضعة أيام، أو يقطع الانترنت لأسابيع قليلة والقمع، أو…الخ؟! ومع ذلك، كان لمحادثة لاريجاني في كلوب هاوس نقطة أخرى يجب مراعاتها. وهي أن مرشحاً تعمد وبسرعة استخدام مصطلحات مثل المحكمة والثكنات في يوم التسجيل ليتصدر عناوين الصحف ويصبح قطباً انتخابياً، وعندما يُسأل عن علاقته بالطيف الأصولي، وتحديداً أنصار رئيسي؟ هل أن مستعد للمنافسة أو التعاون؟ لم يرد بشكل جيد. وقال “أنا لا أقبل هذه التصنيفات التقليدية كثيراً”، ولم ينتهز الفرصة لتقديم نفسه على أنه منافس جاد لرئيسي. دعونا نتخطى تلك الدعوة للمناظرة لآخر البحث وهو الأمر الذي من غير المرجح أن يحدث.

والأهم من ذلك، فكر لاريجاني في بضع كلمات حول مشاكل معيشة الناس، سواء كان لديهم لحوم ليأكلوها أم لا، وما إذا كان هنالك نقد أجنبي لاستيراد الذرة أم لا، و … نسي ذلك عندما اعتمد على الكرسي الأخضر للرئاسة في بهارستان “البرلمان” وأصر على أن العقوبات لم تقلل من إرادتنا ولم يكن لها تأثير على الاقتصاد. وكأن الأمر لم يكن كما لو أنه كان أحد المتحدثين بـ “لا” في المفاوضات. حيث اعتقد لاريجاني مثل غيره من المرشحين أن الناس ينخدعون من قبل مرشح وعد بالخبز بسبب الضغوط الاقتصادية والمعيشية.

كان لاريجاني غير مدرك أن المجتمع الإيراني أكثر إحباطًاً وفي نفس الوقت أكثر عناداً من هذه الكلامات. ولاريجاني في كلوب هاوس لم يقدم إجاة دقيقة وواضحة ليس للأسئلة الصعبة، ولكن للأسئلة البسيطة مثل حصة المرأة في الحكومة المحتملة، سواء كانت ستواصل رفع الحصار أم لا، فقد استفاد في الأيام الأخيرة استفاد من وجود ظريف وما إذا كان يمثل جمهوراً ناخباً مزدوجاً للمجتمع أم لا. وإذا كان لدى السيد لاريجاني وزملائه نظرة واقعية ودقيقة، بعد هذا الحضور في كلوب هاوس، فسوف يدركون أنه يواجه تحديات جدية وكبيرة ستطيح به إن لم يفكروا بحلها. ووفقاً لآخر استطلاع لـ ISPA فإن وضعه أمام رئيسي ليس جيداً على الإطلاق. وفي هذا الاستطلاع، مع الأخذ بعين الاعتبار المشاركين والمترددين – في ثنائي القطب بين لاريجاني ورئيسي – حصل لاريجاني على 7.9٪ من الأصوات، بينما حصل منافسه الرئيسي السيد رئيسي على 55.3٪. وربما يعتمد لاريجاني على دعم الإصلاحيين، لكن هذه المحادثة الأخيرة أظهرت أن قلب الجسم الاجتماعي لهذا التيار ليس معه على الإطلاق، ولن يتمكن لاريجاني من لفت انتباههم بهذا المرسوم.

وفي حديث مع الصحيفة، قال عضو مجمع رجال الدين المناضلين محمد علي أبطحي إن “وجود السيد لاريجاني في كلوب هاوس وضمن غرفة بها مجموعة متنوعة من الأشخاص والأفكار كان ممتعاً. ولكن النقطة التي يجب مراعاتها في هذه المقابلة هي أن السيد لاريجاني لم يكن لديه جمهور تصويت على الإطلاق. ولا أعتقد أن هذا الحديث الطويل شجع أي شخص على التصويت لاريجاني. وذلك لأنه ومن جميع النواحي أظهر نفسه على أنه لاريجاني مختلف وهذا جعل كلماته إلى حد ما غير قابلة للتصديق. وبالطبع يمكن اعتبار هذا الحضور تمرين له من أجل المناظرات، وكان يأمل أن ينقل إليه من حوله نقاط الضعف، بما في ذلك أنه كان مرتبكاً للغاية. ولكن النقطة الأهم كانت أن الحوار جرى دون اعتبار لأسس لاريجاني السابقة وهويته التاريخية، كما ولم يخلق له هوية جديدة. وقد بقي عندي غموض حول من يمكن أن يكون مجتمعه الانتخابي، ومن سيضاف إلى ناخبيه بهذا الخطاب، أو كم عدد الأشخاص الذين لا ينوون المشاركة سينجذبون إليه؟! لم أجد إجابة. ولا شك أن المجتمع الإيراني مختلف عن مجتمع كلوب هاوس، لكن هذا المجتمع أيضاً يمكن أن يكون له حق التصويت، لذلك آمل أن يتحدث لاريجاني والمرشحون الآخرون بطريقة تزيد من المشاركة أو تزيد من تصويتهم”.

من جهته، قال عضو المجلس المركزي لحزب المؤتلفة حميد رضا ترقي إن “علي لاريجاني يواجه العديد من التحديات في المنافسة القادمة؛ ومن بين أمور أخرى، قضية الاتفاق النووي وسرعة إقراره في البرلمان وهو الأمر الذي تم التشكيك فيه أيضاً في هذه المقابلة ضمن كلوب هاوس. ورداً على ذلك، قال إنه كان ينبغي اتباع الآلية القانونية لقرار النظام هذا في البرلمان، في حين لا يجوز الاستغناء عن الواجبات القانونية للبرلمان بأي شكل من الأشكال. وبالإضافة إلى ذلك، يواجه السيد لاريجاني تحديات خطيرة بسبب ميله للاعتدال ومواقفه في هذا الإطار، فضلاً عن إيمانه بإدارة جبهوية بدلاً من إدارة اليد الواحدة ذات التفكير المماثل. وبالإضافة إلى ذلك، هناك جدل حول عائلته، والتي هي نفسها قضية العام. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الناس هو أنه إذا أصبح رئيساً وكان أحد إخوته في مجلس صيانة الدستور والآخر في مجمع تشخيص مصلحة النظام. وفي الخلافات المحتملة بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور التي يجب على المجمع أن يتدخل فيها، كيف سيتم تحقيق العدالة ومن المحتمل أن يميل المجلس باتجاه إلى السلطة التنفيذية. وهناك تحد آخر محتمل للسيد لاريجاني وهو حضوره بالمناظرات. حيث يعتقد البعض أن أي شخص لديه القدرة على التحدث فلسفياً وكتابة مقال جيد يمكن أن يكون مناظراً جيداً. بينما المناظرة لها تقنياتها الخاصة وتتطلب الكثير من الخبرة”.

أما الناشط السياسي الأصولي محمد صادق كوشكي فقال “يفضل القادة الإصلاحيون علي لاريجاني كخيار قابل للتطبيق لتحقيق نموذج للسلطة بدون مسؤولية. اقتداءً بجلب روحاني إلى الرئاسة وهم يريدون الآن إظهار مثل هذه الحكومة ضمن إطار لاريجاني. وفي خضم ذلك، يريد لاريجاني أن يصبح رئيساً، لكن ليس لديه قاعدة اجتماعية وهيئة تصويت. ولهذا رافق الإصلاحيين، لكن التحدي الرئيسي الذي يواجهه هو عندما ننظر بعناية إلى حقيقة أنه في وضع مختلف عن خلفيته في هذه الانتخابات ويتحدث كما لو كان إصلاحياً محترفاً منذ بداية الثورة. وهو ينوي أخذ أصوات شريحة من المجتمع التي عارضته ورفضته بشدة لسنوات. وقد يظن السيد لاريجاني أن ذاكرة المجتمع قد محيت، لكن الأمر ليس كذلك، وخلفيته وأدائه في الإذاعة ووزارة الإرشاد والبرلمان واضحين للجميع. ولاريجاني ليس خياراً جيداً للهيئة الإصلاحية، لكن كبار الإصلاحيين يأملون في تكرار إدارتهم الديكتاتورية وتصويت قاعدتهم الشعبية لـ لاريجاني. ويبقى أن نرى فيما إذا كانت الهيئة الإصلاحية ستأخذ في الاعتبار هذه النقاط وتصوت لصالح لاريجاني أم لا؟ حيث أشارت الأسئلة في ظهوره الأول في كلوب هاوس إلى أن هذه القضايا لم يتم نسيانها فحسب، بل كانت مهمة جداً أيضاً”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: