الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 مايو 2021 21:39
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – قدرة التعاون بين طهران والرياض

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية "حسن بهشتي بور"، موضوع أهمية إعادة العلاقات بين طهران والرياض. ورأى الكاتب أن تعاون الجانبين سيؤدي إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط.

بالتوازي مع المحادثات الإقليمية في بلدنا في الأيام الأخيرة تم إرسال رسالتين مهمتين إلى جيراننا من قبل المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين الإيرانيين، حيث يقول السيد شمخاني “إننا مستعدون للمشاركة مع دول المنطقة في آلية تحقيق الأمن الجماعي”. وأيضا قال محمد جواد ظريف “مستعدون لتنحية كل الخلافات جانبا والتوحد للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني”.

والحقيقة أن إيران والمملكة العربية السعودية باعتبارهما القوتين الرئيسيتين في المنطقة على الرغم من كل الخلافات فلا يمكنهما القضاء تمامًا على نفوذ بعضهما البعض. والمهم الأن هو أن الجانبين يبدو أنهما قبلا هذه الحقيقة وبالتالي يسعيان إلى تقليص الصراع الحالي إلى مستوى التنافس الإقليمي النموذجي والسيطرة عليه على نفس المستوى. و بالطبع  في جميع السنوات الماضية  كانت إيران تشدد  دائمًا على الحاجة إلى خفض التصعيد الثنائي. ولكن كما كان واضحًا كانت  تعتقد المملكة العربية السعودية أنها يمكن أن تكسب المعركة.

على الرغم من وقوع العديد ضحية لسوء فهم المملكة العربية السعودية للوضع وضياع العديد من الفرص الذهبية  فقد أظهر الواقع الآن وجهه للسعوديين. التطور المهم الآخر الذي غير نهج المملكة العربية السعودية في هذا السياق هو التغيير في الحكومة الأميركية. هناك الآن خلافات خطيرة بين الرياض وواشنطن حول القضايا الثلاث لجمال خاشقجي واليمن ومستقبل الإتفاق النووي. ولم تعد نظرة القادة الأميركيين للسعودية هي نفس وجهة نظر إدارة ترامب. ولأن الولايات المتحدة  تريد الدول الإقليمية  لأسباب مختلفة أبرزها أمن الطاقة  تغيير وضع الصراع في الشرق الأوسط والخليج.

التعاون الإقليمي  وخاصة بين القوتين العظميين  إيران والمملكة العربية السعودية  له ثلاث سمات مهمة. أولا، يمكن أن تعزز المشاركة الإقليمية و لكن الحقيقة هي أن سياسات الدول الأخرى في المنطقة هي بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة لسياسات وأفعال إيران والسعودية وتطبيع العلاقات بينهما يمكن أن يؤدي إلى تطبيع الوضع.

ثانيًا ، تتأثر مسألة زيادة عامل الأمن في المنطقة بمشاركة الفاعلين داخل المنطقة. وهذا يعني أن هذه الدول لن تعتبر بعد الآن تهديدا لبعضها البعض. وثالثا  وضع الدول العابرة للحدود حيث يتضاءل عذر وجودها، حيث نرى الآن جهات فاعلة مثل البحرين والإمارات والكويت، التي تأثرت سياساتها بالمملكة العربية السعودية  والتي ظهرت أيضًا استعدادًا للانخراط في حوار إقليمي.

في غضون ذلك  يمكن أن يكون العامل المربك في اللعبة هو إسرائيل بالتأكيد لهذا تؤكد رسالة وزير الخارجية وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي لبلدنا على قضية فلسطين. بالإضافة إلى ذلك  على الرغم من التطورات الأخيرة في العلاقات بين إسرائيل وبعض العرب تظل فلسطين قضية حساسة في العالم الإسلامي والعالم العربي أي أنه يمكن أن يكون ذريعة لبدء التهدئة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: