الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 مايو 2021 09:27
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – “حكومة روحاني” جديدة تعاند للحفاظ على الوضع الراهن

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"غلام رضا صادقيان "، الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة. ورأى الكاتب أن المنافسة ستكون تبين مجموعة مسؤولة عن الوضع الراهن، متمثلة لجهانغيري، وأخرى تريد تغيير الوضع الراهن، متمثلة بابراهيم رئيسي.

ترتيب المرشحين للرئاسة مكتمل وهذه المرة وعلى الرغم من أوجه القصور والصعوبات في إدارة البلاد ضمن وضع صعب، فإن الأغرب من ذلك كله هو تنوع المرشحين وكثرتهم أمر مذهل. ومع ذلك يبدو أنه تم تشكيل مجموعتين رئيسيتين والباقي لهم حضور عرضي بسبب تاريخ وجودهم وعلاقتهم بالشعب وموقع الرئاسة. وطبعاً بغض النظر عن الحضور العَرضي فإن الشهرة والحصول على اللقب الفخري كـ”مرشح رئاسي” لمواصلة الحياة السياسية ليس بالأمر الهين! وهذا هو بالذات ضعف القانون والنظام. والبعض، بخلاف الهواية والشهرة، قالوا بالفعل إنهم سيتنحون لصالح شخص ما وربما قد ضمنوا لأنفسهم منصباً في وزارة ما!

وبعيداً عن الهوايات، تتشكل المجموعتان الرئيسيتان حول “الوضع الراهن” و “تغيير الوضع الراهن”. حيث أن جهانغيري كنائب أول للوضع الحالي على الرغم من أنه خلال ثماني سنوات من المسؤولية الثقيلة له، عندما اشتكوا له من ارتفاع الأسعار، ضحك وقال “عليكم بالصلاة”، ولكن في يوم التسجيل، حاول أن يظهر أنه جاهز في أوقات معينة للبكاء على الوضع الذي خلقه! لاريجاني، الذي كان في نظر المراقبين داعماً ومؤيداً للوضع الراهن، أظهر منذ البداية أنه سمع عن هذه الوحدة مع روحاني من الرأي العام وعلى وجه الخصوص، لأنه قال إن “حكومتي لا علاقة لها بحكومة السيد روحاني” وحاول نفي الارتباط بينه وبين روحاني في الذهن العام وفي استطلاعات الرأي والمناسبات. وقد جاء بالطبع بجعبة مليئة وقال إن البلاد لا يمكن إدارتها بمفتاح (روحاني)، أو مطرقة (رئيسي)، أو شعبوية وخداع (أحمدي نجاد).

وبالطبع، ذكّره بعض المنافسين على الفور بأن “مؤسسي وشركاء الوضع الراهن لا يمكنهم تغيير الوضع الراهن” كما وذكّره بعض المنافسين بتاريخ ثكناته وعقد من الخدمة العسكرية، وروى البعض عن علاقته بالمحكمة وبالطبع ما لم يقله أحد، ولكنه كان من الواضح أنه “بمجرد أن تتحدث عن أخطاء المنافسين ولا تتحدث عن مناقبك، فهذا هو ذات الشعبوية”. وبهذه الطريقة، جميع الاعتراضات الأربعة التي قدمها للآخرين ذكروه بنفسه. وآخر من تحدث إلى لاريجاني كان محسن رضائي، الذي درس الاقتصاد بنفسه، وتعاطى معه كما لو أنه شخص درس الفلسفة ويتحدث عن الاقتصاد مثل لاريجاني. حيث قال رضائي: “الاقتصاد ليس محكمة ولا ثكنة لكنه ليس مكان لنسج الفلسفة”. وتابع: “السادة الذين جاءوا قبل أيام وتحدثوا عن الفساد، ولكن لماذا لم يذكروا نصيبهم من هذا الفساد والتمييز؟”

محسن هاشمي كان أيضاً الشخص الثالث في مجموعة الوضع الراهن، والذي قال ” طلب مني جهانغيري الترشح للمنصب” كما لو أنه يذكّر نفسه بهذا التستر. وبالطبع جهانغيري نفسه، الذي كان قبل أربع سنوات غطاءً لروحاني وكان فخوراً بهذه الممارسة اللاأخلاقية، قال أمس إن الإصلاحيين طلبوا منه التسجيل! كنوع من سلسلة الطلبات التي تريدها من هذا وهذا منه ونهاية العمل مجهولة! كما وعانى بزشكيان من ارتباطه بحكومة روحاني والوضع الحالي. وقال خلال التسجيل “أنا لست مرشح غطاء لجهانغيري وسأكون على المسرح بقوة”.

أما المجموعة الثانية التي أتت بشعار وعلم “تغيير الوضع الراهن” فتُعرف في الغالب على أنها إبراهيم رئيسي. وقد وصف رئيسي نفسه بأنه “منافس للفساد وعدم الكفاءة” وقال في بيان إنه لا يريد أن يتنحى أحد لصالحه ولا يرغب في الانضمام إلى أي فصيل. وقال: “من أجل تغيير الإدارة التنفيذية للبلاد، ومحاربة الفقر والفساد والإذلال والتمييز، مع الاحترام لكافة المرشحين والمجموعات السياسية فقد جئت إلى المسرح بشكل مستقل وأعتبر نفسي ملتزماً ومسؤولاً فقط لجوهر الله القدوس وأمام الأمة الإيرانية”. طبعاً رئيسي في الدورة السابقة ورغم عدم تنافسه الشديد لم يكن في مأمن من هجمات الفصائل والمنافسين وفي المناظرات والمحافل واجه كلمات المنافسين الشديدة، مثل سياج في الشوارع. ومن بينهم جملة تاج زاده على سبيل المثال حيث يخيف الناس مراراً وتكراراً من أنه إذا جاء رئيسي فسيكون الدولار بـ12 ألف تومان، وستكون العملة الذهبية بـ3 ملايين تومان، والسيارات من طراز برايد بـ50 وحتى 60 مليون تومان، وسترتفع أسعار بقية العناصر! ومثل خبير اقتصادي، طلب تاج زاده من روحاني إعطاء تقرير عن أدائه للشعب حتى يتضح ما كان التضخم الذي سيصيب البلاد لو جاء رئيسي!

ومع ذلك، فإن أنصار التغيير ليس لديهم مهمة سهلة وبالتأكيد فإن الشعارات والحلول المتكررة للمنافس، والتي تبدو سهلة ويسهل الوصول إليها تجعل من الصعب قبول التغيير في الوضع الراهن؛ والشعارات مثل رفع العقوبات، وجلب أموال النفط إلى مائدة الشعب، وتوزيع دعم الوقود على جميع الأطراف، والشعارات المنمقة الأخرى. حيث كانت هذه الشعارات السهلة استجابة لنداء “نقف على أقدامنا” و “سنزدهر بالاقتصاد من الداخل وبالاعتماد على الداخل” كانت دائماً محور تركيز المرشحين المتعطشين للسلطة والهواة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: