الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 مايو 2021 05:47
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – الانتخابات الايرانية والانتقال من الأحادية إلى ثنائية القطب

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في تقرير لها، موضوع الانتخابات الرئاسية واحتمال ترشّح رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني. ورأت الصحيفة أن خبر وجود لاريجاني في الانتخابات سيحوّلها إلى ثنائية القطب، في حال ترشّح ابراهيم رئيسي أيضاً.

هل سيحول دخول لاريجاني الانتخابات أحادية القطب إلى ثنائية القطب؟ قبل أسبوعين كتبت صحيفة شرق في تقرير بعنوان “الحاضر الغائب في الأنتخابات” أن حضور علي لاريجاني طغى على التيارين في الانتخابات.

هذا التوقع يبدو أنه أصبح حقيقة. في الأيام الأخيرة نُشرت أنباء نقلاً عن علي لاريجاني بشكل غير مباشر عن نيته النهائية للتسجيل في انتخابات 2021. ومع ذلك قبل بدء التسجيل أشارت جميع التكهنات والاقتباسات من رئيس البرلمان السابق إلى أنه لا يخطط لخوض الانتخابات. توقعت شرق أنه إذا كانت لديه أي نوايا جادة للدخول فإنه يراقب الوضع حاليًا ولن يعلن عنه حتى يوم التسجيل أعلن الآن غلام رضا تاج غردون عضو البرلمان العاشر أنه التقى مع لاريجاني وبينما هو مصمم على التسجيل فمن المحتمل أن يسجل اليوم (السبت). وقال بهروز نعمتي وهو عضو سابق في البرلمان وشخصية مقربة من لاريجاني إنه سيذهب إلى وزارة الداخلية يوم الجمعة أو السبت. كان قد توقع أنه سيكون هناك ثنائي كبير في الانتخابات بينه وبين السيد الرئيسي وإذا لم يكن السيد الرئيسي حاضرا توقع بهروز نعمتي أن يكون هناك ثنائي القطب بين السيد لاريجاني والسيد سعيد جليلي.

واتخذت قصة علي لاريجاني عن إبراهيم رئيسي منحى آخر فيما لم تنشر أخبار عن رغبته أو عدم رغبته في دخول ساحة الانتخابات رغم إصرار الأصوليين. لكن قبل يوم واحد من بدء التسجيل للانتخابات الرئاسية أعلنت وسائل الإعلام والشخصيات الأصولية عن نيته للحضور بل أُعلن أنه اختار عيد الفطر للذهاب إلى وزارة الداخلية. وقالت بعض وسائل الإعلام الأصولية الأخرى إن رئيسي سيغادر يوم الجمعة أو السبت للتسجيل بالطبع لم يحدث هذا. ونقلاً عن ترقي في وقت لاحق وهو عضو في التحالف أنه يعتزم الإعلان عن قراره الرسمي مساء الخميس في مرقد الشهيد سليماني. ولكن هذا لم يحدث. أشارت بعض الشائعات والأخبار في الفضاء الإلكتروني إلى أن الإعلان عن وجود علي لاريجاني ورئيسي لايزال موضع شك. وأفادت الأنباء أن أحد الشخصيات البارزة في مجلس تحالف المحافظين بعث برسالة إلى رئيسي بالتروي لكن من ناحية أخرى كانت هناك شائعات بأن شخصيات مثل جليلي و رضائي أنسحبوا من التسجيل بسبب دخول رئيسي إلى ساحة الأنتخابات.

بينما كان يُعتقد أنه مع وصول رئيسي والوجود الوشيك لشخصيات أصولية أخرى في الانتخابات الرئاسية فإن ساحة اللعب ستعود إلى ما قبل 24 عامًا وتصبح أحادية القطب، لكن خبر وجود علي لاريجاني في هذا الساحة قد هز ساحة التكهنات قليلاً. أنه مع وصول رئيس البرلمان السابق قد تصبح الانتخابات ساحة لعب ثنائية القطب مرة أخرى. طبعا وضع شخصية مثل علي لاريجاني امام ابراهيم رئيسي من اجل جعل الانتخابات ثنائية القطب قد يعتبر شرطا ضروريا لكنه بالتأكيد ليس شرطا كافيا. وهذا يتطلب شروطاً أخرى حاسمة مثل إجماع الجهة الداعمة والتيار السياسي.

القاسم المشترك بين لاريجاني ورئيسي هو بطبيعة الحال التوقعات التي صدرت بشأنهما منذ انتخابات 2017. كانت إحدى النظريات حول علي لاريجاني أن الإصلاحيين سيستمرون في الترشح للمنصب بنفس الطريقة وسيأتون مع علي لاريجاني في الجولة المقبلة 2021. لكن في الوقت نفسه لم يكن هناك إجماع بين الحركة الإصلاحية في هذا المجال. من الواضح أن مجموعة الوسطاء كانت تؤيد الفكرة بينما عارض الباقون تقريبًا.

كان الأمر نفسه ينطبق على رئيسي ومنذ الأيام التي أعقبت انتخابات عام 2017 كان هناك حديث عن عودة محتملة لمرشح حزب المحافظين. ومؤخرا ادعى مجتبى توانغر النائب المقرب من قاليباف في مجلس النواب في تغريدة على تويتر أن رئيسي كان يستعد للانتخابات في السنوات الأربع منذ 20 مايو 2017 بعد يوم من هزيمتة في الانتخابات ما لم يكن هناك حظر. بالطبع كان لدى الآخرين هذا التحليل من قبل. على سبيل المثال قال علي تاجرنيا في عام 2018 : “الأصوليون لديهم خبرة في دعم الشخصيات المحطمة. حدث هذا للسيد قاليباف والسيد محسن رضائي بعد عدم التصويت لهم في الجولة الأولى لم يتمكنوا أبداً أن يكونوا محل ثقة للشعب لذلك من غير المرجح أن يرشح الأصوليون رئيسي لإنتخابات عام 2021 للرئاسة مرة أخرى إلا إذا كانوا خاليي الوفاض لدرجة أنهم مضطرون للذهاب إلى المرشح المهزوم”.

قبل الانتخابات البرلمانية الحادية عشرة كان من المتوقع ظهور رئيسي في قيادة الحركة الأصولية الذي أعرب بسبب منصبه كرئيس للسلطة القضائية عن إحجامه عن لعب دور سياسي في الحركة الأصولية لكن أبو القاسم رئوفيان ناشط سياسي أصولي تنبأ بدخوله ميدان الانتخابات النيابية بحلول عام 2021. “رئيسي سيتطلع بالتأكيد إلى انتخابات 2021 الرئاسية للانتخابات البرلمانية الحادية عشرة من أجل جذب المزيد من الأصوات للمشاركة في انتخابات 2021”. محمد عطريان فر عضو حزب وكلاء البناء قال قبل ثلاث سنوات ردا على سؤال حول ما إذا كان رئيس ما قد يعلن أيضا ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة: “هناك احتمال. لأنه من الشخصيات البارزة في التيار الأصولي وقد يكون محظوظا في أوقات أخرى أيضا.

الآن الاختلاف الوحيد بين لاريجاني ورئيسي هو أن رئيس البرلمان السابق لا يحظى بدعم كامل(كافي) في الوقت الحالي لكن رئيس القضاء لا يحظى بهذا الدعم الكامل فحسب بل أصر الأصوليون أيضًا على وصوله للأنتخابات. وقد صرح الإصلاحيون حتى الآن بأنهم لن يدعموا المرشح بالوكالة بعد الآن وخاصة لاريجاني. لأن تجربتهم في انتخابات 2013 و 2017 وردود الفعل على فكرة المرشح بالوكالة قد فشلت تقريبًا.لقد توصلوا الآن إلى استنتاج مفاده أن جسمهم الاجتماعي الحالي قد يصوت بصعوبة حتى لمرشح إصلاحي واحد في الوقت الحاضر. ناهيك عن مرشح غير إصلاحي.هذه هية العقبة لعلي لاريجاني. كانت شرق قد ذكرت سابقًا في تقرير أنه لن يدخل لعبة خاسرة مسبقًا. إنه بحاجة إلى إجماع أحد التيارين الرئيسيين في السياسة للفوز. شيء لم يحدث حتى الآن. الآن علينا أن نرى ما هو التحليل والتقدير الذي أدخل علي لاريجاني إلى الميدان.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: