الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 مايو 2021 09:24
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الانتخاب ليست دون معنى

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للناشط السياسي "محمد رضا تابش"، موضوع الانتخابات الرئاسية وأهميتها بالنسبة للبلاد. ورأى الكاتب أن هذه الانتخابات تحدد مصير البلاد لفترة طويلة ويجب على الحكومة والمجتمع التصرف بيقظة.

كانت الانتخابات على مدى ثلاثة وأربعين عامًا الماضية سمعة وعاملاً مميزًا لجمهورية إيران الإسلامية ولإثبات شرعية الثورة. وفي حقيقة أننا أجرينا انتخابات سنوية متوسطة خلال هذه الفترة أو أن نسبة المشاركة مقبولة بشكل عام وهي أعلى نسبيًا من بعض الدول الغربية. وكانت الانتخابات دائمًا أداة ضد دعاية الأعداء لنزع الشرعية لكن ما زلنا لا نستطيع توقع هذه الوظيفة من الانتخابات دون أن ندرك أبعادها “النوعية”. أي أن مثل هذه الوظيفة لم تعد ممكنة بمجرد الاعتماد على القيم “الكمية” للانتخابات.

لذلك بالإضافة إلى مسألة الكمية، من الضروري الانتباه إلى جودة الانتخابات من أجل تحقيق ما يعتبر مشاركة من قبل كبار مسؤولي النظام. والحقيقة أن المشاركة في الانتخابات، حتى مع الوضع الحالي، هي إجراء صحيح ومنطقي بشتى الطرق للسيطرة على الوضع في البلاد. ومع ذلك، فإن الكثيرين داخل وخارج البلاد يؤكدون على عدم معناه ويحاولون التخلي عن هذا المفهوم ولكن من ناحية أخرى يجب أن ندرك أيضًا الأبعاد النوعية لانتخاباتنا.

لقد ساعدت عملية الانتخابات النظام في مرات عديدة وفي نفس الوقت أوجدت الأمل للشعب والمجال العام. فاليوم، مع فيض من المشاكل وبنظرة مركزة فإن المشاركة الانتخابية العامة للشعب خلال العقود الثلاثة الماضية توصف بأنها غير مثمرة.

باستثناء العام 2013 لم ينعكس على المسار المتدهور لاقتصادنا؟ المشكلة هي أن المجتمع بحاجة إلى رؤية نتيجة “نوعية” من العملية الانتخابية. بتعبير أدق يجب أن نستنتج أننا نرى الانتخابات على أنها “مؤسسة” وبهذه الطريقة يمكن استخدام الانتخابات فيما يتعلق بهوية وشخصية الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية لمختلف الأغراض السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى الوطني. بتعبير أدق إذا أردنا أن نقول إن مثل هذه الانتخابات سيكون لها تلقائيًا مثل هذه الوظيفة من أجل تقوية الأبعاد المختلفة للنظام. لتحقيق مثل هذا الوضع، بالطبع لا نحتاج فقط إلى سلوكيات على مستوى الحكومة لأن هذا لا يكفي.

على المستوى المجتمعي، نحتاج أيضًا إلى إجراءات وسلوكيات تحافظ على العملية الانتخابية حية ضمن قاعدتها القياسية. ففي هذا الصدد، فإن إبعاد الشخص عن صندوق الاقتراع وترك حق التصويت في مثل هذا الإطار سيكون له وظيفة سلبية. ولقد وصل وضعنا إلى مرحلة يمكن فيها للانتخابات المقبلة أن تحدد مصير هذا العامل السياسي المهم لفترة طويلة ويجب على الحكومة والمجتمع التصرف بيقظة ومساءلة في هذا الصدد.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: