الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 مايو 2021 01:52
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – الإستفادة من الفرص الدبلوماسية في العلاقات مع الرياض

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية صلاح الدين هرسني، موضوع العلاقات بين طهران والرياض. ورأى الكاتب أنه على إيران أن لا تفوّت هذه الفرصة في إعادة العلاقات لإنهاء الصراع والأزمة في غرب آسيا.

كتبت صحيفة “جهان صنعت” الإقتصادية مقالا ل الدکتور “صلاح‌الدین هرسني” الخبير في المسائل الدولية حول الإستفادة من الفرصة الدبلوماسية التي تقدمت بها الرياض التي ستؤدي لحل المشاكل الإقليمية وأيضا سيؤدي إلى وصول طهران إلى النص من هوامش العلاقات في الأوساط العربية .

أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن بلاده تريد علاقات جيدة مع إيران، إضافة لتصريح مسؤول بوزارة الخارجية السعودية لرويترز أن الرياض تتابع محادثات مع إيران بهدف إيجاد سبل لتخفيف التوترات في المنطقة. وفي وقت سابق قال حميد رضا دهقاني سفير الجمهورية الإسلامية لدى قطر ردًا على ترحيب ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان بشأن العلاقة مع إيران: “دعونا لا نجعل السعودية تندم أبدا”.

مما لا شك فيه أن ما قالته “رويترز” والسفير الإيراني لدى قطر حول هذا الأمر مهم وضروري للغاية لأن الصراع بين طهران والرياض في المنطقة هو أكبر صراع ومشكلة في منطقة غرب آسيا المضطربة. لذلك يجب ألا نفوت الفرص الدبلوماسية لإنهاء الصراع والأزمة ولا ينبغي أن ننتبه إلى الجهة التي تقدمت بمثل هذا الطلب المهم أن الصراع الأكبر في المنطقة سينتهي بالاستجابة لمطالب سلطات الرياض وخاصة بن سلمان .

لذلك في ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية بين طهران والرياض، لا ينبغي الانتباه إلى أسباب استعداد الرياض لهذه الرغبة. إذا فشلت المملكة العربية السعودية في تقدم مشروع الهجوم العسكري في المنطقة وخاصة في اليمن وسوريا والعراق بالَاضافة أنه إذا كان التسلسل الهرمي للخلافة في المملكة العربية السعودية وخاصة توطيد سلطة بن سلمان مع وصول بايدن، سيتعرض لهزات ارتدادية، لا يهم إذا امتثلت السعودية لمثل هذه المطالب. من منظور دولي أكثر أسباب هذا التراجع السعودية هو ضغوط واشنطن على الرياض في حقبة ما بعد ترامب.

من المهم أن نلاحظ أنه إذا أرادت طهران عدم اغتنام الفرصة في علاقاتها مع الرياض، فإنها في الواقع ستساعد في خطط تل أبيب لسياسة الاضطهاد في إيران فضلاً عن تشكيل ائتلاف من المجموعات العبرية والعربية. في الواقع، فإن استجابة طهران لمطالب الرياض وتحديداً بن سلمان، تعني القضاء على أكبر عدو لها في المنطقة. والآن إذا أرادت طهران اغتنام فرصة العلاقات مع الرياض والرد بشكل مناسب على اقتراح بن سلمان فستضمن العديد من الفوائد الاستراتيجية.

أولاً، سيتم تقليص حجم الاتهامات والطائفية والتوجهات المعادية لإيران في الأوساط العربية. لذلك في حالة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض، لن نشهد بعد الآن أزمات مثل الفجيرة، وحرق السفن في الخليج العربي وحوادث مثل أرامكو وغيرها. ثانيًا الاستجابة لمطالب السعودية من إيران ستمنع السياسات التوسعية ونمط تمدد أزمة الرياض ضد طهران، وبالتالي اندماج العالم العربي في العلاقات الإقليمية. ودعونا لا ننسى أنه قبل هذا الوضع، تم تعريف طهران على أنها فاعل متشدد في النهج الأمني لمحمد بن سلمان ولديها القدرة على التسلل إلى المنطقة بشكل خبيث. ونتيجة لذلك فإنه يعطل النظام الجيوسياسي في المنطقة، وبسلوكه المزعزع للاستقرار فإنه يشكل تهديدًا واضحًا وخطيرًا لأمن منطقة الخليج ومصالح حلفاء الرياض. ثالثًا العلاقات الدبلوماسية مع الرياض من جانب طهران ستغير استراتيجيات إيران من نمط المواجهة إلى نمط التعاون، وقد تؤدي إلى تعاون بين طهران – الرياض من جهة والرياض – واشنطن من جهة أخرى لحل المشاكل الإقليمية. لذلك فإن هذه العلاقات الدبلوماسية ستدفع طهران إلى الوصول إلى النص من هوامش علاقات الأوساط العربية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: