الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 مايو 2021 23:58
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – إيران والانتخابات الرئاسية

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة وتأثيرها على إيران. ورأى ربيعي أن الانتخابات التي تحظى بإقبال كبير سيكون لها آثار ونتائج إيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي وستمكن الحكومة المستقبلية من التغلب على الأزمات المحتملة، حسب تعبيره.

مما لا شك فيه أن تزامن الانتخابات الرئاسية الجديدة مع فترة التغيير السياسي على الساحة الدولية والتغيرات الديمغرافية الكمية والنوعية داخل إيران حوّلها إلى انتخابات مختلفة. حيث بلغت الحكومة الأميركية ذروة عداءها لإيران بعد 40 عامًا من التقلبات مع الجمهورية الإسلامية خلال عهد ترامب. ولكن تمكنت الأمة الإيرانية من تحويل فكرة الانهيار إلى وهم على الرغم من أن هذا المقطع يمثل نقطة تحول في السياسة الخارجية. إلا أنه ترك آثارًا اجتماعية واقتصادية ونفسية على المجتمع في الداخل كما أدى تشابك هذه الفترة مع تفشي كورونا إلى تغيير حالة المجتمع جسديًا وذهنيًا.

قد يكون ذلك قد أدى إلى فقدان الناس للحماس للمشاركة السياسية، لكنهم اليوم يمكنهم المشاركة في تحديد المصير السياسي والاجتماعي وهي فرصة وطنية اقطف نتائج الصمود. وإنني على يقين من أن حكمة وبصيرة شعبنا ستتغلب على هذا الشعور بالخمول والتعب من الأزمات الآخذة في التآكل و لكن هذه الثقة لا ينبغي أن تمنعنا من لعب دورنا في المؤسسات السياسية والمدنية.

فإن الانتخابات ظاهرة متعددة الأوجه ومشتركة بين الحكومة والشعب والمؤسسات المدنية ومهمة الحكومة ضمان وجود أصداء مختلفة للتيارات والأحزاب السياسية. كما يجب طمأنة الناس إلى أن الممثلين الجديرين الذين يعكسون وجهات نظرهم وآرائهم ستتاح لهم الفرصة للمشاركة في جميع مراحل الانتخابات، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني من وسائل الإعلام إلى المنظمات غير الحكومية الاجتماعية والسياسية كوسطاء في تشكيل التوقعات والتي تلعب دور حيوي في ذلك. لأن نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الجديدة سيكون لها تأثيرات داخلية وخارجية عديدة، وفي رأيي فإن الانتخابات التي تحظى بإقبال كبير سيكون لها آثار ونتائج إيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي وستمكن الحكومة المستقبلية من التغلب على الأزمات المحتملة وإدارتها وخصوصا القضايا الداخلية بالإضافة إلى تعزيز مكانة فاعلة في العالم.

في حقبة ما بعد العقوبات لن تختفي كل توتراتنا الدولية لأن القوى التي تسعى للحصول على الطاقة والهيمنة في المنطقة والنظام الإسرائيلي الذي فشل في الإبقاء على العقوبات سيستمر في الأذى. وأن حكومة ذات أصوات ضعيفة لن تتمتع بشرعية مدنية عالية ليكون لها حضور قوي في المحافل العالمية ولا يمكن تجاهل دور الحكومات المنتخبة بدرجة عالية التي أدت إلى الهزيمة الأخلاقية للولايات المتحدة.فلا يمكن لوجود حكومي ضعيف أن يحبط المؤامرة الإسرائيلية في المنطقة وقد أظهرت تجربتنا أن علاقات حسن الجوار تقابلها حكومة عالية التصويت وديمقراطية. الديمقراطية والانتخابات ذات المشاركة العالية في إيران والديمقراطية في المنطقة هي نوع من الانتفاضة السياسية ضد إسرائيل.

داخل البلاد وبعد فترة طويلة من المقاومة سيواجه المجتمع الساعي للسلام والمعاناة من العقوبات وكورونا احتياجات كثيرة. لذلك أرى السنوات الأخيرة والمستقبلية على أنها سنوات من الحاجة إلى المزيد من الحكومات للاستجابة ليس فقط لاحتياجات جيل الشباب مثل العمل والسكن ولكن أيضًا لاحتياجات الكرامة ذات المستوى الأعلى التي أفسرها على أنها الوسط الثقافي. فلا يمكن لحكومة ذات عدد أصوات منخفض أن تضمن المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال ولا تقتصر المشاركة الشعبية على الساحة السياسية بل يمتد مدى المشاركة إلى نشاط المجتمع في المجالين الاجتماعي والاقتصادي.

فنحن بحاجة إلى الكثير من الثقة في هذا الوقت لتجاوز هذه الفترة. لذلك نحتاج إلى انتخابات بمشاركة وثقة عالية حيث استهدفت خصائص الانتخابات في مجتمع عانى من أضرار مادية ونفسية في السنوات الأخيرة بسبب وباء كورونا والآثار المدمرة للعقوبات الأميركية غير القانونية والأحادية والتي استهدفته من خلال الدعاية الانتهازية وتشويه الحقائق من قبل وسائل الإعلام الخبيثة تلك الثقة السياسية للناس وهي أهم بكثير من أي وقت مضى .

لقد مررنا بأربع سنوات صعبة في مواجهة أقسى العقوبات في التاريخ الحديث، وتحت ستار هذه المشقة، مررنا بأيام أكثر مرارة في مواجهة وباء كورونا الذي أضافت إليه العقوبات. لكن لم يكن أي من هذا ممكناً لو لم يتحمل الناس تلك المعاناة بالرصانة التي تستحقها أمتنا المتحضرة والصابرة. طبعا ما كان الناس ليحصلوا على هذا الدعم لولا علمهم بالجهود الدؤوبة للحكومة المنتخبة في إدارة الشؤون على أكمل وجه ولما كانوا ليخففوا من معاناة المقاومة لو لم يكونوا يأملون في ذلك مستقبل أفضل بعد هذه العاصفة. على الرغم من بعض الأحكام التي صدرت اليوم فإن التاريخ، بالطبع سيحكم على كيفية ومدى فعالية نتائج اختيارات الناس في الماضي.

يجب أن يكون الهدف الأسمى لهذه الانتخابات، والذي هو في الواقع تحقيق روح الدستور، توفير الأرضية لأقصى لشرعية الحكومة المقبلة، وذلك من خلال قدر من المشاركة من خلال تلبية المطالب القانونية للناخبين. ومع ذلك يجب أن نعلم جميعًا أنه لا يمكننا تحقيق الرضا الذي يأتي مع انتهاء العقوبات ووباء كورونا إلا إذا قمنا مرة أخرى بالوفاء بمسؤوليتنا الاجتماعية ليس فقط بإبداء العناد في تحديد الحق في تقرير المصير رغم كل العقبات وأحياناً خيبات الأمل بل علينا أن نلعب من خلال تمهيد الطريق أمام الناس للذهاب إلى صناديق الاقتراع.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: