الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 مايو 2021 00:01
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – هكذا يحاول جهانغيري تجميل أزمات الحكومة

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"كبری آسوبار"، تصريحات نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري عبر تطبيق كلوب هاوس. ورأت الصحيفة أن جهانغيري منخرط في جعل حكومة روحاني تبدو جيدة لدرجة أنه يحاول تجميل أزمة العملة عام 2018.

أجاب إسحاق جهانغيري على أسئلة حول فترة ولايته التي استمرت ثماني سنوات كنائب أول للرئيس في إدارتي حسن روحاني خلال مقابلة في كلوب هاوس مساء الجمعة. حيث طرح أشخاص مختارون أسئلة وأجابهم جهانغيري؛ في إطار مؤتمر صحفي دون إمكانية النقد والتعليق والمراجعة والتحقق من أقواله. حيث تحدث جهانغيري على أساس ثنائية القطب المتناقضة؛ فمن جهة، يؤكد افتقاره للسلطة في الحكومة وعبارته الشهيرة “ليس لدي سلطة لتغيير السكرتير الخاص بي” ومن جهة أخرى، يتحدث عن “مسؤولياته المختلفة” في الحكومة وعن عمله والإجراءات التي قام بها والإنجازات. ويقول جهانغيري إن الأحكام تصدر في مكتب الرئيس ومن ثم يتم إبلاغه بها، ومن ناحية أخرى يقول إن الوزراء كانوا يبحثون عني وقالوا إن الأمور لن تستمر بدونك!

بعيداً عن تحليل ظاهر تصريحات جهانغيري، فإن ما ينبثق من مجمل حضوره وكلماته في هذه المحادثة هو أنه لن يكون من الخطأ القول إن هناك هدفين عامين لهذه المحادثة، حيث لم يكن من المحتمل أن يتحقق أي منهما:
الهدف الأول؛ إقناع الناس بالتصويت للإصلاحيين في الانتخابات المُقبلة على أساس أن إدارة روحاني قد خطت خطوات كبيرة، وإذا كان هناك أي قصور أو مشاكل، فهو خطأ الإدارة السابقة والولايات المتحدة وترامب.
الهدف الثاني؛ تصحيح كلام ظريف ضد مواقف قاسم سليماني وتقريب نفسه من رأي الناس في ما يخص القائد سليماني وأن سليماني كان مثل أخ له!

ومع ذلك فشل في عقد مؤتمر صحفي ناجح في كلوب هاوس. غير أن المستخدمين الإصلاحيين كانت لهم صورة بطولية لجهانغيري في عام 2017، وسط الضجة الانتخابية ثنائية القطب والتي أصبحت على حساب مصداقيته وسمعته مرشحاً لتغطية روحاني حتى يتمكن الإصلاحيون من الفوز بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى، والآن وبعد أربع سنوات من عار هذه الحكومة وإسحاق جهانغيري نفسه، يصف محادثة ليلة الجمعة بأنها “فشل كامل”. وقد أصبح جهانغيري الآن مُدعي البطولة حيث يكشف عن نجاحات خيالية، دون أن يتم رؤيته ويتم رفضه سواء على منصة الفريق المنافس أو على منصته الخاصة.

ويتحدث عن خططه وأفكاره؛ لقد فعلنا ذلك وكان ينبغي أن نفعل ذلك، ومن ثم تمت السخرية منه في تويتر لخططه الجيدة؛ أتمنى لو كان النائب الأول للرئيس لمدة ثماني سنوات وأتيحت له الفرصة لتنفيذ أفكاره! جهانغيري حتى عندما قال: “أعتذر من الشعب الايراني بخجل شديد على الوضع الاقتصادي الراهن”. حيث لم يمتدحه أحد. وهذا يعني أن لا أحد يريد اعتذاره. كما وإنهم لا يريدونه؛ ولم يكن بطلاً انتخابياً إصلاحياً لسنوات عديدة. ولهذا يقول: “قراري هو عدم الترشح لمنصب. ولم أقل إني لن أحضر، أقول إنني خاضع للحكمة الجماعية والأصدقاء. وبالطبع حتى لو اختاروني فأنا لا أقدم وعداً قاطعاً بأنني سأقبل بذلك.” والجمهور لا يأخذ هذه التعبيرات على محمل الجد ولا يأخذونه على محمل الجد من خلال حجم ومكانة أدائه وإنجازه وبالطبع مكانته الاجتماعية: “ترشيح جهانغيري للرئاسة؟ هل تمزح مرة أخرى؟”

بشأن سوق الصرف الأجنبي في إدارة روحاني، قال إسحاق جهانغيري: “بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كان الوضع في سوق الصرف الأجنبي في البلاد هادئاً، وخلافاً للتوقعات الأمريكية بحيث سيكون سوق الصرف الأجنبي الإيراني مضطرباً بسبب انسحاب الولايات المتحدة، ولكن ظروف السوق كانت طبيعية”.

جهانغيري منخرط في جعل حكومة روحاني تبدو جيدة لدرجة أنه يحاول تجميل أزمة العملة عام2018. وما هو الوضع الطبيعي في الأشهر التي قاموا فيها بتأجير 18 مليار دولار من مخزون الدولة للنقد الأجنبي تحت اسم العملة الحكومية للمصدرين ولم يدققوا مطلقاً ما تم فعله بذاك النقد الأجنبي. حتى أن حسن روحاني نفسه اعترف بأن احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وصلت إلى الصفر حينها! فما هي الظروف الطبيعية التي يتحدث عنها جهانغيري؟ ربما كان يعني بأن أزمة العملة هذه ليست نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بل نتيجة لسوء إدارة حكومة روحاني وهو ما يبدو أنه الشيء الصحيح الذي ينبغي قوله.

كما وألقى باللوم في العقوبات السابقة على الحكومة السابقة ويقول: “إن دخان العقوبات الاقتصادية المفروضة على شعبنا جاء من قلب العقوبات الانتخابية. ولو فعلنا الصواب عام 2005 لما قام مجلس الأمن بفرض عقوبات علينا ولما كان اعداؤنا جشعين”. وفي عام 2005، خسر الإصلاحيون الانتخابات الرئاسية وأصبح محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران. فهل تم التحقق من مزاعم جهانغيري في ذلك المؤتمر الصحفي؟ كلا؛ تم تقديم ادعاءات لا أساس لها وهذا كل شيء!

وحول قاسم سليماني قال: “لم يكن سليماني قائد الميدان فحسب، بل كان يؤمن أيضاً بالتفاوض لحل القضايا وكان حاضراً في العديد من المفاوضات. وخلال الزيارة التي استشهد فيها توجه إلى بغداد بدعوة من رئيس الوزراء العراقي للتباحث فيما يخص السعودية واليمن. وكان لديه ذكاء كبير وكانت الحجة مهمة بالنسبة له. ودعاه الناس بقائد القلوب. وهذا اللقب لا يأتي من الميدان فقط، بل من الصدق والتسامح والسعي لتحقيق التوافق والاهتمام بالقضايا الوطنية”.

لكن في الواقع، خلق أداء الحكومة قطبية ثنائية ضد القائد سليماني. حيث إن مشروع التاريخ الشفوي لحكومة روحاني وإصدار التسجيل الصوتي من القناة السعودية يحول كل هذه التفسيرات إلى خطاب، على الرغم من أنه تم تبيانه بصدق.

قال جهانغيري في جزء آخر من خطابه: “الرئيس لم يقل أبداً إنه إصلاحي أو أنه شكل حكومة إصلاحية. ولطالما قيل إن حكومته أبعد من الفئوية وشاملة حيث تعمل فيها القوى الأصولية والإصلاحية، على الرغم من أن الأصدقاء المقربين من الإصلاح يشغلون أيضاً مناصب رئيسية. والإصلاحيون في 2013و 2017 طالبوا بأمرين؛ أولاً، إنقاذ إيران من القرارات والعقوبات، وثانياً تمهيد الطريق أمام التنمية الاقتصادية للبلاد. وفي عام 2013، تم تحقيق هذين المطلبين. وإذا سعى الإصلاحيون إلى تطوير إيران وحل المشاكل، سينجحون. والاتفاق النووي هو أعظم انجاز لدبلوماسية البلاد في القرن الماضي، لذلك أكد الأمريكيون بعد تأييده، على أنه تم خداعهم”.

وبالطبع لم يقل أي الأصوليين وغير الإصلاحيين كانوا في الحكومة. وستوضح الإجابة على السؤال مدى صحة ادعاء الإصلاحيين بعدم وجود دور لحكومة روحاني. ومع ذلك فإن الاعتراف بأن المناصب الرئيسية قد شغلها الإصلاحيون يساعد في إلقاء بعض الضوء على الحقيقة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: