الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 مايو 2021 23:59
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – سيناريوهات أميركية للانسحاب من أفغانستان

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للخبير في الشؤون الدوليه "نوذر شفیعي، السيناريوهات المحتملة للانسحاب الأميركي من أفغانستان. حيث رأى الكاتب أن هناك هاجسين أمام الاميركيين، الأول هو صعود نفوذ طالبان في البلاد، والثاني هو الدخول الصيني إلى أفغانستان.

بدأت أمس المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بأمر من الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث واجه الأميركيون ثلاثة سيناريوهات فيما يتعلق بالبقاء في أفغانستان أو مغادرتها. السيناريو الأول كان عدم الرحيل والبقاء لأن الانسحاب الأميركي من أفغانستان قد يؤدي إلى سقوط الحكومة، وتصبح حركة طالبان أكثر فاعلية وبالتالي تعزيز موطئ قدم الصين في أفغانستان.

السيناريو الثاني، أو سيناريو الخروج وجد بعد أن أظهرت الأدلة أن الوجود الأميركي في أفغانستان على مدار العشرين عامًا الماضية لم يكن له التأثيرات الكبيرة المتوقعة. بالإضافة إلى إنفاق مليارات الدولارات في أفغانستان فقد فقدت الولايات المتحدة ما يقرب من 3000 جندي في البلاد. لذلك قد يكون لوجودهم المستمر عواقب سلبية أكثر على الولايات المتحدة في حرب يوصفها الأميركيون بمصطلح “الفيتنامية” وهي حرب طويلة ومكلفة وعقيمة.

السيناريو الثالث هو انسحاب أميركي مسؤول من أفغانستان. وفقًا لهذا السيناريو ونظرًا للالتزامات الأمنية بين الولايات المتحدة وحكومة أفغانستان ستساعد الولايات المتحدة أفغانستان من وجهة نظر استشارية خاصة فيما يتعلق بالتدريب والتمويل والمعدات. بحيث تتحمل القوات الأميركية المسؤولية عن الأمن الأفغاني كما ستعمل على دفع عملية السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان بالإضافة إلى عملية تحول طالبان من جماعة عسكرية إلى جماعة سياسية .

بناءً على هذه السيناريوهات الثلاثة تم وضع ملخص الدوائر الإستراتيجية الأميركية في السيناريو الثالث، وتم اتخاذ قرار بالانسحاب المسؤول للقوات الأميركية من أفغانستان. ولكن القلق الأميركي في الوقت الحالي هو أن عملية السلام لن تسير على ما يرام حيث تتهم طالبان الأميركيين بانتهاك الوعد وتعتقد أنهم لم يجروا عملية سلام الدوحة ولديهم نظرة سلبية للأميركيين من هذا المنظور. لذلك قد تعارض طالبان النفوذ الأميركي في أفغانستان بأي طريقة ممكنة في ظل هذه الظروف وحتى إذا أصبح جزء من قوات طالبان سياسيًا ودخل مجلس الحكم الأفغاني كجزء من عملية السلام فإن جزءًا آخر من المجموعة التي تعارض عملية السلام سيواصل عملياته العسكرية.

في الواقع سيتم تقسيم طالبان هنا إلى مجموعتين بوظيفتين مختلفتين حيث ستتقدم إحدى المجموعتين في السياسة وستحمل الأخرى السلاح في تقسيم العمل المخطط له، وكلاهما سيؤدي إلى مزيد من التراجع للحكومة الأفغانية. القلق الثاني بالنسبة للأميركيين هو وجود الصين في أفغانستان لأنه بعد قرار الولايات المتحدة بالمغادرة مباشرة دخل الصينيون الميدان لملئ الفراغ الأميركي. ويمكن وضع سياسة الصين هذه في سياق اللعبة الكبرى بين الولايات المتحدة والصين .

في ظل قواعد هذه اللعبة الكبرى سيحاول الصينيون إجبار الأميركيين على الانسحاب من مختلف المناطق الإستراتيجية كل يوم. ومع استمرار هذه العملية سيقلل تدريجياً من نفوذ الولايات المتحدة في مختلف المجالات. وبالتالي فإن هذين الشاغلين المهمين للغاية أثارا مخاوف لدى الأميركيين قد تظل معهم في المستقبل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: