الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 أبريل 2021 23:37
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – انتقاد محادثات فيينا

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"معصومه بور صادقي"، موضوع محادثات فيينا النووية، ووجوب التحقق من رفع العقوبات الأميركية. ورأت الكاتبة أن إصرار إيران على التحقق من رفع العقوبات الأميركية يستند إلى الحجة القائلة بأن واشنطن ليست لاعباً ذا مصداقية.

استؤنفت محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي يوم الثلاثاء الماضي لكن هذه المرة تمت إضافة مجموعة عمل أخرى إلى مجموعتي العمل بشأن رفع العقوبات والتدابير النووية لبحث كيفية العودة إلى الالتزامات والتحقق منها. مع مرور الوقت تدخل الأطراف في قضايا أكثر صعوبة وخطورة. لذلك نتوقع أن نسمع المزيد عن جو الحوار الجاد والصعب هذه الأيام. في غضون ذلك سربت مصادر أميركية لوكالة أسوشيتيد برس أن الحكومة الأميركية مستعدة لرفع بعض العقوبات ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية عن بعض المسؤولين قولهم إن إدارة بايدن تدرس رفع بعض العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة ترامب على إيران وتعتزم واشنطن إقناع إيران بالعودة إلى التزاماتها برفع العقوبات.

والدليل على هذا الادعاء تصريح مصدر إيراني مطلع في مقابلة مع تلفزيون برس تي في، قال فيه إن الولايات المتحدة لم تقبل بعد رفع جميع العقوبات والتحقق الحقيقي منها. في الأيام الأخيرة أكد العديد من كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم المتحدث باسم وزارة الخارجية أنهم لن يوافقوا على رفع جميع العقوبات. لكن النقطة هي أن الولايات المتحدة تسعى للعودة إلى الاتفاق النووي من خلال رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. لكن مع الحفاظ على هيكل العقوبات للوصول إلى اتفاق أوسع يشمل المزيد من القيود على إيران في مختلف المجالات من خلال الرفع غير الفعال للعقوبات. تسعى الولايات المتحدة بشكل أساسي إلى الحصول على نفوذ لتأمين مفاوضات مستقبلية فضلاً عن التقارب بين الدول الأعضاء في الإتفاق النووي للضغط على طهران للجلوس على طاولة من أجل اتفاقية جديدة.

هناك تزايد في مخاوف ومخاطر الشركات الأجنبية في التعامل مع إيران . فعلى عكس التفسير القائل بأن بعض العقوبات قد تكون رمزية تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على إطار من العقوبات من شأنه أن يردع الدول والشركات الأجنبية عن التعاون مع إيران من خلال الحفاظ على العقوبات المصنفة على أنها إرهابية ومتعلقة بحقوق الإنسان. حيث تُظهر تجربة الإتفاق النووي أنه عندما تم رفع المزيد من العقوبات فكان الإبقاء على بعض العقوبات طريق لم يؤدِ إلى تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران. لذلك، إن تفكيك هيكل العقوبات أمر بالغ الأهمية. وكما ظهر جو الخوف من التعاون الاقتصادي مع إيران بين الشركات الأوروبية بعد إبرام اللإتفاق النووي الآن مع تجربة الانسحاب الأميركي الأحادي منها وإعادة فرض العقوبات ازداد هذا المستوى من الخوف والمخاطرة في التعامل مع إيران بين الشركات الأجنبية. ومع العلم بذلك يبحث الأميركيون عن عملية من شأنها إنقاذ الإتفاق النووي وتحويله إلى إتفاق “نووي بلاس” في المستقبل. فالأوروبيون الذين لم يفوا بأي من التزاماتهم في السنوات الأخيرة يسعون لتحقيق هدف مشترك مع واشنطن لذلك من الممكن إحباط مثل هذه الخطة بالإصرار على رفع جميع العقوبات .

عدم ثقة إيران في الولايات المتحدة هي نقطة أخرى لأجل مناقشة التحقق وتسلسل الإجراءات اللازمة للعودة إلى التنفيذ الكامل لبرنامج الإتفاق النووي. لذلك، إن إصرار إيران على التحقق من رفع العقوبات الأميركية يستند إلى الحجة القائلة بأن واشنطن ليست لاعباً ذا مصداقية.

نقطة أخرى هي أن الأميركيين والأوروبيين في الماضي، بدلاً من رفع العقوبات قاموا بإزالتها على الورق فقط و حتى انتهكو ذلك الأمر فالمهم الأن لبلدنا ومصالح الناس هو رفع العقوبات عمليا. ومن الضروري تغيير الوضع على الورق، لكنه ليس كافياً بأي حال من الأحوال. لذلك، يجب أن يكون المعيار هو رؤية آثار رفع العقوبات وليس الاكتفاء بإعلان رفع العقوبات. فلدى الأميركيين تاريخ من اللعب بالفوضى المربكة للعقوبات حتى أنهم من خلال فتح بعض الأقسام لا يزالون يتركون عقدة تجعل الأقسام المفرج عنها رهينة.

في النهاية أن النتيجة المتوقعة لإيران من مفاوضات أو تفاهم محتمل هي الفائدة الاقتصادية للبلاد، وإلا فلن يكون هناك سبب للتراجع عن التزاماتها النووية. ويكون ذلك عبر مسار التحقق المتمثل في رفع العقوبات الأميركية. وبالنظر إلى تعقيد العقوبات من الطبيعي أن يتطلب التحقق بدوره متطلبات وجودة معينة ولا ينبغي تحويله إلى عملية رمزية بحتة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: