الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 أبريل 2021 23:35
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – حسام الدين آشنا وضعف الحكومة الإعلامي

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقابلة مع الناشط السياسي الإصلاحي مصطفى درايتي، موضوع تسريبات وزير الخارجية الإيراني. ورأى درايتي أن كلمات ظريف ضاعت في الضجة التي سببتها قلة الخبرة خصوصاً في مجال الإعلام للحكومة.

أعرب الناشط السياسي الإصلاحي مصطفى درايتي عن أسفه للحوادث والتبعات التي طالت وزير الخارجية محمد جواد ظريف، معتبراً انه “ضاعت كلمات ظريف في الضجة التي سببتها قلة الخبرة وعدم التسلط ضمن الإعلام، وهي تصريحات كان على المجتمع أن يستمع إليها بهدوء دون هوامش وتضخيم، ولكن بسبب الإهمال والنظرة الأنانية فقد حدث ذات الشيء تماماً حيث لا ينبغي أن يكون.”

ورأى درايتي أن “تكريس ظريف للقائد سليماني أكبر حتى من تفاني الكثير ممن يزعمون الأصولية وليس هذا ما أؤمن به، كإصلاحي، ولكن الأصوليين أنفسهم ولكن عندما يكون الملف في وقت لا ينبغي أن يكون كما أتى ونعلم؛ ينتشر ويُفقد بشكل طبيعي تحت كومة من الغبار الهامشي والجميع يستغله بالطريقة التي يريدها وهو استغلال مؤلم في بعض الأحيان”، مضيفاً “لا نريد الإساءة إلى الشخص أو مقاضاته، ولكن مجموعة من العوامل سارت جنباً إلى جنب خلال هذه السنوات السبع والأشهر القليلة لتؤتي ثمار هذه الفضيحة، وهي فضيحة كان من السهل منعها، ولكن عندما يعتبر بعض الأشخاص الجريئين أنفسهم رئيسيين والباقي مجرد فروع فمن الطبيعي أن النقد إما لا يسمع بشكل صحيح أو يتم تعتيمه، وهذا الأمر المرير يحدث”.

من هو حسام الدين آشنا؟
حسام الدين آشنا من مواليد 1964 طهران. وقد كان الرئيس السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية ومستشار رئيس الجمهورية وعمل أستاذاً بكلية الدراسات الإسلامية والثقافة والاتصال بجامعة الإمام الصادق (ع). وآشنا حاصل على درجة الماجستير في التربية الإسلامية والدعوة ودكتوراه في التربية الإسلامية والثقافة والاتصال من جامعة الإمام صادق (ع). وكان رجل دين سابقاً، حيث لم يعد يرتدي الزي الديني في السنوات الأخيرة. وقد أصبح آشنا، الذي انضم إلى فيلق شهركرد في سن السادسة عشرة، موظف في إذاعة الأهواز في سن السابعة عشرة. وتزوج من ابنة قربان علي دري نجف آبادي عام 1988. وأثناء رئاسة السيد محمد خاتمي، عيّنه والد زوجته، الذي كان وزيراً للمخابرات آنذاك في منصب النائب الخاص لوزير المخابرات.

يعود تعاون آشنا وحسن روحاني الأول إلى عام 1998. وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2013، كان حسام الدين آشنا عضواً في النواة المركزية لحملة حسن روحاني ومستشاراً ومحللاً لمناظراته. وقد كان أحد المرافقين للرئيس خلال زيارة حسن روحاني الأولى لنيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013. وهو أحد ممثلي الرئيس في مجلس الرقابة على هيئة الإذاعة والتلفزيون.

آشنا نشط للغاية على الشبكات الاجتماعية، وخاصة تويتر، وغالباً ما تم تهميشه من خلال الرسائل التي ينشرها على شبكات التواصل. وفي كانون الثاني / يناير 2018، ورداً على تغريدة محسن رضائي، نشر مستشار الرئيس خطاباً موسّعاً قوبل برد فعل العديد من مسؤولي الدولة والعسكريين. حيث أنه في هذه الرسالة أخطأ آشنا في تفسير تغريدة أمين سر مجمع تشخيص مصلحة النظام ووجهت اتهامات ضده، مما دفع المجتمع إلى أن القادة العسكريين الكبار في عصر الدفاع المقدس تعمدوا توفير المجال لاستشهاد المنجاهدين الإيرانيين بعمليات خادعة.

رداً على افتقار الحكومة للمعلومات منذ بداية الحكومة الحادية عشرة، قال درايتي أنه “كان من الواضح منذ البداية أن روحاني كان يواجه عقبات كبيرة. وبطبيعة الحال لدى خصوم روحاني أدوات، وإذا أرادت الحكومة القيام بعملها وفق الوعود التي قطعتها، فعليها أن تحاول ابتكار أدوات مماثلة وأهمها برأيي وسائل الإعلام. وفريق السيد روحاني إما لم يرى الحاجة أو لم يكن لديه فريقه ولم يأخذ الإعلام على محمل الجد بالنظر إلى أن الإذاعة والتلفزيون كان لهما موقف من السيد روحاني وأن وسائل الإعلام الأخرى كانت تحت تصرف المعارضة تماماً والتي للأسف تتغذى أيضاً من الحكومة. لذلك كانت مشكلة خطيرة للحكومتين 11 و 12 وهي أن قوة الإعلام قوة مهمة وإذا تجنبتها، فقد تتعرض للأذى و وربما تبعها العديد من الأشياء التي أرادوا فعلها ضد روحاني بنفس القوة الإعلامية. لقد بنوا مساحة وبنوا ساحة ، وكذبوا، وقاموا بتضخيم الأشياء الصغيرة وحاولوا تجاهل وتعتيم ما هو كبير، والحكومة لم تصدر أي صوت بقيت ساكنة. وتدريجياً انزعجت وسائل الإعلام الإصلاحية إلى حد ما ولم تسع لتعويض هذا الضعف. وكان هذا الضعف واضحاً وكان على هذا النحو حتى النهاية، وحتى مؤخراً لم يتم اتخاذ حل محدد لإزالة هذا الضعف”.

وأشار هذا الناشط السياسي الإصلاحي، رداً على سؤال حول أن بعض أصحاب النفوذ أحدثوا فجوة بين الإصلاحات والإعلام والسيد روحاني إلى أن “هذا يحدث في عالم السياسة. ومن الممكن لأي شخص أن يدخل العجلة بسبب صفاته الفطرية وأحياناً يكون سلوكه على سبيل المثال، أنه من المرجح أن يكون مؤثراً وقد يكون واقعياً ولا يمكن القول أنه جيد أو سيئ أو يسبب تحدياً أم لا. حيث يعتمد ذلك على مدى إيمان المرء بمصالح الرئيس ومقدار القدرة التي يجب أن يكون المرء قادراً على إحداث تأثير إيجابي إما على الرئيس أو كيان المجتمع الذي يريد الرئيس الحكم عليه ولا يمكن القول إن الكل جيد أو سيء، فالأمر يعتمد على سلوك الشخص المؤثر سواء كان من المفهوم أم لا لإعطاء الأولوية لقضايا الرئيس على العديد من القضايا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فهو مدمر للغاية ويخلق العديد من الثغرات، وإذا كان هناك، فيمكن أن يساعد الرئيس كثيراً، لذلك لا يمكنني إنكار وجود هؤلاء الأشخاص الذين هم بالتأكيد ضارون”.

اختتم درايتي حديثه بالتأكيد على أن “هوامش الملف المسرب برأيي كان من الممكن تفاديها ويجب توخي المزيد من الحذر؛ ويقول؛ علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا حدث هذا؟ لا تزال هناك قضايا غامضة ولا يمكن قول أي شيء حتى تتضح. ومع مرور الوقت، قد يكون لدى الأشخاص الذين فعلوا هذا هدف سينقلب فيما بعد وعندما نفعل شيئاً قد يكون في حوزتنا، ولكن من الممكن فقدان السيطرة عليه وعلى نهجه. وقد تكون هذه النتيجة مخالفة لما توقعه الممارس. ولكن على أي حال، أولئك الذين فعلوا ذلك لا بد أنهم قصدوا شيئاً ما وقد تكون عوامل داخلية، وقد تكون عوامل خارجية لكن الأهم هو أنه كان من الأفضل لو حدث ذلك في جو أكثر هدوءاً وفي ظروف أخرى ولكن في بعض الأحيان يحدث، ويبقى أن نرى ما إذا كان يمكن تحويلها إلى خير أم لا”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: