الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 أبريل 2021 23:05
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – الميدان والدبلوماسية

ناقشت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في مقال لمساعد الرئيس الإيراني في حكومة آية الله رفسنجاني "مصطفى هاشمي طبا"، تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف المسربة. ورأى الكاتب أن من يقول أن سليماني تعرض للإهانة في التصريح ومن يقول إن كلمات ظريف تشير إلى حكم الحرس الثوري الإيراني على البلاد خاطئون، مشيراً إلى أن ظريف أثار ما هو واضح وضرورة من أجل الفوز في الميدان.

إن نشر ملف صوتي لوزير خارجيتنا ليس بالأمر الجيد بأي حال من الأحوالليس لأن محتواه غريب وغير مبرر، بل لأن مثل هذا الحديث يتم بثه لأول مرة من قبل وسائل إعلام أجنبية ومعادية بالطبع وأنه كيف يتم نقل هذه الملفات التي لها جانب خاص وسري إلى الغرباء دون علم شعبنا بها. في غضون ذلك يتم تفسير كل كلمة في مثل هذه المقابلات على الفور وتأخذها من قبل المجموعات وربما لا يكون هناك إجماع فقط في فهم جملها ولكنهم يفهمونها أيضًا بشكل معاكس تمامًا. في حين أن الغرض من هذا المقال هو فحص إحدى الحالات المذكورة، فإنه يشير إلى أنه على الأقل في البيئة السياسية والمدروسة للبلد، تم إثارة جميع الحالات التي ذكرها السيد ظريف تقريبًا وما قاله السيد ظريف يدرك بالفعل على الأقل تمامًا. فالموضوع الذي يتم تناوله الآن هو موضوع الساحة والدبلوماسية وهو جزء مهم من خطاب ظريف وبسبب هذا الجزء تهاجمه مجموعة في البلاد لقوله مثل هذا الشيء قضية الساحة والدبلوماسية وهي ليست قضية جديدة في العالم.

تتمتع الدول بعلاقات عامة مع دول أخرى في العالم. وهو ما يسمى الدبلوماسية. ويحاول ممثلو كل دولة تبرير سلوكهم مع الآخرين. وبالطبع تم قبول نوع من التجسس غير المكتوب في واجبات ممثلي كل دولة في البلدان الأخرى. ولهذا السبب تم إعفاء البضائع الدبلوماسية من أي نوع من عمليات التفتيش على الواردات. فالدبلوماسية نشاط واسع وعام لكن موضوع الميدان ليس نشاطا عاما أو نشاطا واسعا. ولكن هناك لحظات في تاريخ حياة البلدان التي يجب أن تكون موجودة في ساحة المعركة لحظات حاسمة لأمة وبلد وإذا ضاعت تلك اللحظات ستتعرض حياة المجتمع للخطر. وكما يلعب الميدان هنا دورًا حاسمًا وأولويً أي أن كل شيء في المجتمع والدولة يستخدم للفخر في هذه الساحة، وهذا بعيدًا عن الموضوع السياسي وحكم مؤسسة أو جماعة أو منظمة معينة على المجتمع.

في الدفاع المقدس كانت الأولوية في كل شيء للجبهة وللحرب وحتى الأولوية كانت لإطعام الناس بعد تلبية احتياجات الجبهة والحرب. وما قاله وزير الخارجية هو أمر طبيعي الدبلوماسية في خدمة الساحة والميدان وهذا لا علاقة له بالحرس الثوري الإيراني والجيش وما إلى ذلك لكن لحظات التواجد في الميدان تحدد المستقبل. ما حدث بينه وبين الشهيد سليماني (نقلا عنه) طبيعي جدا إنه يعني استخدام الدبلوماسية للفوز بالميدان وصرح أنه فعل كل ما طلب منه الشهيد سليماني، واستخدم تفسير دبلوماسية مثل الإنفاق في الميدان. ربما لو كان قد أثار القضية بطريقة مختلفة وخاصة وزارة الخارجية كمؤسسة مستقلة وذاتية الحكم وقادرة لكان قد منحه مكانة سياسية من حيث الشخصية بينما يروي الحقائق وقام بتخصيص وتحديد الخدمات الدبلوماسية لتحقيق النصر في الميدان وفقًا للقائد سليماني.

ربما كان من الممكن انتقاد أي بيان آخر حول الميدان والدبلوماسية أكثر لكن ما قاله يشير إلى تقارب فكري ووحدة من أجل انتصار الميدان، رغم أنه بطبيعة الحال قد يكون مرضيًا شخصيًا لمنصب مثل وزير الخارجية. ولكن يتطلب الفهم العام للدولة والمصالح المستقبلية للبلد مثل هذا التواضع. كل من يقول إن سليماني تعرض للإهانة ومن يقول إن كلماته تشير إلى حكم الحرس الثوري الإيراني على البلاد كلاهما مخطئ.

لقد أثار السيد ظريف وتصرف على ما هو واضح وضرورة الوحدة من أجل الفوز في الميدان والآن يريد هذا النصر أن يُسجل باسم الجميع وكل مؤسسة.الدبلوماسية منتشرة ودائمة وهي بالطبع تجعل البلاد فخورة في كثير من الحالات لكن الوقت ليس حاسمًا للدبلوماسية لأنه حيوي للنصر في الميدان. لذلك أحيانًا يكون وجود الدبلوماسية في الميدان هو الذي يجب أن يكون في خدمة المجال حتى على حساب تضحيته. والبيان الدقيق لوزير الخارجية يشير إلى نفس الوحدة والتعاطف ويشير إلى مراعاة البديهيات التي للأسف لم يتم مراعاتها في كثير من الحالات. فإذا كان عملاء الحكومة والنظام يحترمون البديهيات فقط بشكل جيد، فإنهم في الواقع قد أدوا واجباتهم.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: