الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 أبريل 2021 22:22
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – الغموض في مقابلة ظريف

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ"عبد لله كنجي"، تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف المسرّبة. واعتبر الكاتب أنه تم استغلال هذه المقابلة من قبل نفس العقول القذرة والجاهزة التي تهاجم دائمًا العلاقات بين روسيا وإيران والحرس الثوري الإيراني، وهنا يفعلون الشيء نفسه من لندن وواشنطن إلى طهران، حسب تعبيره.

فيما يتعلق بمقابلة معالي وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع مركز الدراسات الإستراتيجية برئاسة الجمهورية لا بد من التمييز بين قضيتين محتوى المقابلة شيء  والسبب والدافع وطريقة النشر شيء آخر. حيث أن القضية الثانية، وإن كانت كارثية من نوعها، فهي مسؤولية المؤسسة الرئاسية والمؤسسات الأمنية والقضائية للتحقيق في الموضوع وإعلان النتيجة للأمة. لكن استكشاف المحتوى الدقيق يمكن أن يكون مسؤولية وسائل الإعلام وسأقدم أولاً إشارة موجزة إلى سبب نشرها ثم ندخل في محتواها.

إن ظريف عضو في الحكومة والفوضى في حكومتنا تعني إجراء مقابلة مع مسؤول حكومي  أحدهما مسؤول عن تسجيله التاريخي والآخر مسؤول عن نشره غير المسؤول والتوقع من مسؤولي الأمن هو تشغيل الغدة القذرة في الحكومة  وعلى الحكومة أن تعتذر لمن ادعوا واتهموا بالتسلل إلى الحكومة. تبدأ الدقائق القليلة الأولى من المقابلة بأسئلة انتخابية وحشو وهو أمر غير واضح فيما يتعلق بالسجل التاريخي لسجل الحكومة فنحن لا نعتبر ظريف مسؤولاً عن نشرها لإنه لا يجلب شيئًا. لكن ظريف يدرك أن هذه المقابلة يجب أن تُذاع  لأنه أكد عدة مرات على أنه لا ينبغي بث هذا الجزء  لكن يجب أن يقال بإنصاف أنه إذا كان ظريف موجودًا تمامًا على أرض المقابلة  يجب أن يقرأ الدور الذي لعبه المخرج والمحاور فلقد واجهنا فاجعة كبرى  و”دهشة ظريف” كانت لها صفحات أثقل.

لكن فيما يتعلق بمحتوى المقابلة  هناك فجوة بين الأخبار والتحليل الدقيق. التحليل هو البيان الشخصي للمتحدث وفهمه لسلوك أو ظاهرة  ولكن يجب ترك الأخبار لاختبار الحقيقة والكذب الذي سيتبع ذلك. على عكس العديد أنا أعرف ظريف عن كثب  لقد تحدثنا إليه عدة مرات في السنوات الثماني الماضية وعقدنا اجتماعاً معه لهذا السبب لا أحلل الدافع الخفي للدخول إلى ميدان المقاومة والحاج قاسم على أنه سياسي ـ أمني. ولا أعرف الغرض الخفي من التلفظ بعبارات مدهشة من الضربات لهذا أو ذاك أو إعادة تموضعهم. أنا أعتبر المحتويات الدقيقة في مجال مهمة الحاج قاسم 180 درجة غير متسقة مع أقواله الأخرى في نفس المقابلة التي ستليها. لكن أهم سبب لمثل هذه المواجهة الخفية مع مبدأ “أقل شعور” و “إذلال” و”الانحدار البطولي” في مواجهة شخصية قوية في مجال المهمة المشتركة من ناحية واستحالة نتائج ثماني سنوات من النشاط من ناحية أخرى وأعرف أن ادعاء المؤلف ملموس  في كلام ظريف حيث يراجع الاستطلاعات ويرى أن وضعه الاجتماعي تقلص من 90٪ إلى 60٪ ويعرض موقف الحاج قاسم في الاتجاه المعاكس ويضع الأمة خلف الحاج قاسم في خيار المقاومة. أو كما أخبرنا في وقت سابق من الاجتماعات أن دعمي للمقاومة حرمني من جائزة نوبل للسلام  وأن هذه المرارة بارزة في ذوقه. في كل خطابات ظريف خلال عشرات اللقاءات  رأيت قاسمًا مشتركًا هو أنه يشعر بالوحدة في الحكومة والنظام ويسعد بشخص واحد فقط  وهو القائد الذي يعرفه دائمًا “ألطاف السيد” . يمكن فهم الغضب الخفي من الشعور بالضعف والإذلال بشكل أفضل من حقيقة وجود ارتباك غريب في محتوى كلماته  مما قد يفاجئه بقراءة ما يلي  بأن ظريف يعرف أن الاهتمام بالحرب هو دائمًا الأولوية الأولى للدول وقد رأى تجربة الحرب المفروضة  وقد سمع أن الحرب في مقدمة الأمور ويتفهم جيدًا دعم قائد في وسط المعركة .

لماذا لا نعطي النظام الحق في أن يكون الرد على مطالب الحاج قاسم طارئًا؟ انظر أولاً إلى حب الحاج قاسم لظريف ثم انظر إلى تناقضاته واستخلص استنتاجاتك الخاصة .الحاج قاسم لم يرى أن “المجال” و “الدبلوماسية” هما مزدوجان، ركض نحو ظريف والأمثلة واضحة  ذهب ظريف لرؤيته عندما فرضت العقوبات عليه قال ظريف للكاتب بنفسه إن الحاج قاسم طلب منا التقاط صورة. قلت وما الضرورة لذالك؟ قال: جئت بالملابس لألتقط صورة  ثم أخذوها ونشروها. وعندما غادر ظريف إلى دمشق بعد زيارة الأسد لطهران، أرسل الحاج قاسم رسالة إلى الكاتب مفادها أن رحلة ظريف مهمة وأنه ينبغي توفير تغطية إعلامية خاصة وعندما غادر روحاني إلى العراق في آذار/مارس 2018، أرسل الحاج قاسم مرة أخرى رسالة إلى الكاتب مفادها أن زيارة الرئيس للعراق مهمة ويجب عليك تغطيتها بأفضل طريقة ممكنة. لكن في هذه المقابلة  تحدث ظريف ضد تصميمه الأصلي بينما كان يرسم دبلوماسية ميدانية مزدوجة يقول: “الدبلوماسية خدمت الميدان لكنني على العكس من ذلك لم أستطع ، ليس لأنني لم أرغب في القيام بذلك”.

يتم استغلال هذه المقابلة من قبل نفس العقول القذرة والجاهزة التي تهاجم دائمًا العلاقات بين روسيا وإيران والحرس الثوري الإيراني، وهنا يفعلون الشيء نفسه من لندن وواشنطن إلى طهران. حيث وجد الإصلاحيون هذين الجزأين من المقابلة مجرد لقمة دسمة  ولا شيء أكثر من ذلك. فكيف يريد ظريف كوزير للخارجية الذهاب إلى موسكو ومتابعة القضايا الدبلوماسية؟

إذا كانت الحكومة تسعى لتسجيل الأداء للتاريخ، فدفع الرقم القياسي للتوجه الحالي قد يفاجئ المستقبل خلال فترة القاجار. كتب السفراء والدبلوماسيون ورجال الأعمال والطلاب الإيرانيون الذين ذهبوا إلى فرنسا بعد زيارة أوروبا “روايات سفر” و “سفر” و “دهشة” ، لكن لم يتم تسجيل مثل هذه الغموض في الشؤون الداخلية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: