الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 أبريل 2021 22:17
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الموقف التاريخي الخاطئ ضد الاتفاق النووي

ناقشت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، موضوع المواقف السياسية الداخلية من الاتفاق النووي. ورأى ربيعي أن البعض في الداخل يعارض الاتفاق النووي لأهداف سياسية وانتخابية، مؤكداً الاستمرار في العمل على المفاوضات لتحقيق المصالح الوطنية حسب تعبيره.

بالتزامن مع إحياء الإتفاق النووي والذي بدأ بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بفشلها في اتباع سياسة الضغط الأقصى وأعلنت استعدادها للعودة إلى الاتفاقية، هناك تياران في إيران والخارج، لهما تاريخ طويل ضد أمتنا في سجلهما وكلاهما لهما تاريخ من الإرهاب باتوا الآن خائفين من ذلك. تيار من الجماعات السياسية التي لم يكن لديها كلمات إيجابية للأمة الإيرانية وتواصل حياتها غير السليمة فقط من خلال العنف والإنكار والتصفية الجسدية والتعاون مع منظمات التجسس ومن ناحية أخرى النظام الصهيوني الذي واصل عملياته النفسية ضد عقلية الشعب الإيراني من الاغتيالات والتخريب حتى استفزاز دول المنطقة وكل هذا حتى يتسبب بعدم نجاح هذه المفاوضات التي تجري .

وكان مثل هذا متوقعًا من هذين التيارين على أي حال فهم يرفضون أي نوع من نجاح إيران على الساحة الدولية ويسعون دائمًا إلى تصغير إيران وضعف الأمة الإيرانية. ولكن المفاجأة هي أن البعض ممن لديهم أهداف سياسية منخفضة وقصيرة المدى يلعبون دور عدم التوافق في الداخل أيضا. وبغض النظر عن مكاسب المقاومة القصوى التي أجبرت الولايات المتحدة في نهاية المطاف على التخلي عن سياستها الخاطئة وتجاهل حق الشعب في كسر الحصار الاقتصادي والتمتع بحياة من اللاعقوبات، شنت موجة جديدة من الهجمات على الحكومة. حيث تتشابك هذه الهجمات المتتالية من الأفلام الوثائقية إلى الأخبار الكاذبة في وسائل الإعلام المصورة والتي تُصنع من أموال الأمة والتي يجب أن تحمي مصالح المجتمع والشعب مع الافتراء والأكاذيب إلى درجة أن وزارة الخارجية هي مركز هذه الهجمات الظالمة، ولم تترك خياراً سوى الدفاع عن نفسها ضد رد الفعل بإصدار بيان. وبالطبع بالنسبة لأولئك الذين حددوا هويتهم السياسية مقابل الإتفاق النووي وفقط بسبب دور الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة فيها لا منطق ولا حجة مجدية. لكن بالنسبة لمن يتعاطف مع الثورة والشعب والمصلحة الوطنية يمكن تكرار حقائق الإتفاق النووي لتوضيح الحقائق وتجنب تشويهها.

في السنوات الأخيرة أدت معاناة الناس بعد رحيل ترامب المهين من الإتفاق النووي  إلى دعاية سلبية وكاذبة في كثير من الأحيان حول طبيعة ومحتوى الإتفاق. ولكن كما توقعنا خلال هذه الفترة انتهى عهد ترامب أخيرًا والإدارة الأميركية الجديدة في تراجع حتمي لإنهاء العزلة. لم تقر فقط بعدم جدوى العقوبات ضد إيران وأيضا أعلن المسؤولين الأميركيين  أنها “غير شرعية” وأن العقوبات تخالف الإتفاق النووي. فاليوم  يُظهر كفاح النظام الإسرائيلي لثني الولايات المتحدة عن العودة إلى الإتفاق النووي بوضوح قلق النظام بشأن الضرر الذي لحق بمصلحته. والآن بعد أن اضطرت الحكومة الأميركية مرة أخرى للعودة إليه أصبح أكثر حيرة في ذلك من أي وقت مضى لإيجاد مخرج من العزلة بأن هناك من سيحصل على إحياء كامل للإتفاق النووي، فإن خوف الصهاينة وأنصارهم من الإتفاق  ينبع من إدراك عدة حقائق تظل للأسف مخفية في بلادنا تحت غبار السياسات .

الأول هو حقيقة أن الإتفاق النووي يضع حداً للقصة القديمة والمزيفة للنظام الصهيوني في سلمية البرنامج النووي الإيراني وحتى بشكل أعم في أي قضية تتعلق بإيران بما في ذلك التجارة ويأخذ عذرًا من النظام مساعدة إيرانوفوبيا والحياة العنصرية ومواصلة توسعها. ثانيًا يمنح الحد من التوترات في العلاقات بين إيران والغرب وأيضًا جيران إيران للبحث عن حل سلمي لخلافاتهم من خلال جني عواقب التوترات الدولية. وبهذا الحدث ستؤدي خطة الكيان الصهيوني الخلافية بين إيران وجيرانها والتي هدفها النهائي تحويل الانتباه عن مخاطر وشرور ذلك النظام إلى هزيمة كارثية. ثالثا على الرغم من الإتفاق النووي والإفراج النسبي عن الاقتصاد الإيراني من العقوبات يمكن لإيران أن تصبح قوة أكثر ديناميكية يعتبرها النظام الصهيوني كابوسًا. رابعًا كان الإتفاق النووي رمزًا لقدرة إيران على تقديم واقعها وشرعيتها ولعب دور فعال في السلم والأمن الدوليين وتخفيف التوترات المصطنعة دون أن تتراجع الجمهورية الإسلامية قليلاً عن مبادئها.

وفي النهاية لا يزال من المدهش أن البعض متجاهلين الحقائق المعترف بها في المحافل الغربية والإقليمية ولا يترددون للحظة في متابعة العداء تجاه الإتفاق النووي  وكل ذالك فقط بسبب نواياهم ودوافعهم الداخلية والانتخابية. طبعا حكومتنا ومفاوضونا سيستمرون في أداء واجباتهم بغض النظر عن مسار الدمار والتشويه وفقط في الإطار الذي أعلنه القائد الأعلى وتحت إشرافه الكامل حتى الحصول على حقوق الإيرانيين وضمان أعلى مستوى من المصالح الوطنية وهم واثقون من أن الله تعالى سيحكم على الناس والأجيال القادمة من أولئك الذين يقفون بعناد في الموقف التاريخي الخاطئ في هذه الأيام الحاسمة بأهداف سياسية بحتة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: